الجنرال شنقريحة، الحاكم الجزائري الفعلي، يعربد في تندوف بمناوراته العسكرية الاستفزازية. وهذا عمل صبياني غير مسؤول باعتباره تهديداً صريحاً للأمن القومي المغربي. فيما يبدو؛ والسبب من وراء هذا التهديد الطائش، وبالذخيرة الحية بمقربة من الحدود المغربية هو -حسب المعلن- حماية التراب الجزائري من أي عدوان أو تسلل محتمل… وإظهار الجاهزية التامة للتصدي لكل من يحاول الاقتراب من الحدود الجزائرية…
وليت شعْري، مَن يهدد مَن؟ وكما يقول المثل العربي: رمتني بدائها وانسلت.
التهديد الحقيقي للجزائر هو جبهة البوليساريو. والتهديد الآخر هو شنقريحة نفسه ومن يدور في فلكه. والتهديد الأخطر مطالبة مناطق القبايل بالانفصال عن الدولة… ناهيك عن الشرخ الواضح في المؤسسة العسكرية نفسِها وعن الحراك الشعبي المعلق بسبب الجائحة، وعن تداعيات كورونا الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك.
ومع الحذر المطلوب فإن المغرب يعلم أن هذه المناورات موجهةٌ للداخل الجزائري أكثر مما هي موجهة لأي جهة أخرى. والجزائر تعلم علم اليقين، أن آلتها العسكرية الروسية والصينية تقابلها من الجانب المغربي آلة عسكرية أخرى أمريكية وفرنسية وحتى إسرائيلية -ربما-… وهي أكثر تطوراً وأكثر فتكاً. ومن ثمة لا أظن أن المغامرة الشنقريحية ستذهب إلى أبعد من مناورات عادية للاستهلاك الداخلي ليس إلا.
انتصارات المغرب الساحقة دبلوماسياً، وتفوّق المملكة صناعياً واقتصادياً وبسطاً للنفوذ في إفريقيا، وتقوية الروابط مع الغرب على كل صعيد… وعزل دولة الجزائر سياسياً واقتصادياً، واقتراب طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، كما طُردت من معبر الكركرات بطريقة مهينه. كل هذا قد حول النظام الجزائري إلى مسخرة في الشارع العربي والغربي سواءً…
المغرب يعلم جيداً أنه مبتلَى بجار السوء. وأن هذا الجار يمكن أن يرتكب أيَّ حماقة في أي وقت… ولا تُعوزه الذرائع… لذا فإن المغرب على أتمّ الاستعداد منذ غدر ابن بلة وبوخروبة ومَن جاء بعدهم وصولا إلى شنقريحة الآن، ولا أقول “تبون” الذي لا أحد يعلم أين هو بالتحديد، ولا نوع فيروس الكورونا الذي أصابه في قدمه وليس في جهازه التنفسي.
الجيش المغربي بكامل الجاهزية والاستعداد. ومِن خلفِه الشعب المغربي قاطبة بقيادة الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة وأركان الحرب.
نحن في هذا البلد لا نريد قتالاً مع أشقائنا، ولا تخيفنا استعراضات شنقريحة العسكرية، ولا تهديداته البهلوانية…
نحن في هذا البلد، لنا قضية عادلة، عنوانها الدفاع عن الأرض والعِرض… ولنا ما يكفي من السلاح المتطور في مواجهة جار السوء وقطاع الطرق. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
—————-
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.