بوريطة يتطلع إلى اعتراف أوروبي بسيادته على الصحراء

ماموني

تُحاول الرباط استغلال الزخم الدولي الذي عرفه ملف الصحراء باعتراف الولايات المتحدة بمغربيتها، من أجل دفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ الخطوة نفسها. وذلك في استباق لأي خطوة قد تتخذها بروكسل أو دول التكتل الأوروبي لا تتماشى والرؤية المغربية حيال هذا النزاع.

ودعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الدول الأوروبية إلى الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقتها مبادرة الحكم الذاتي التي تتبناها الرباط لحلحلة النزاع حول الصحراء.

وأكد بوريطة أن الموقف الأميركي “يجب أن يُسائل أوروبا حول درجة انخراطها، بحيث أن هذا الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع الدولي، وقوامه الحل في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يكون أيضا محط إجماع أوروبي”.

الموقف الأوروبي الصريح في ما يتعلق بالاعتراف الكامل بسيادة المغرب على صحرائه، لن يتبلور بشكل واضح في المنظور القريب نظرا لاختلاف الرؤى والمصالح

وقال المسؤول المغربي خلال ندوة صحافية في أعقاب “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، الذي انعقد نهاية الأسبوع، عبر تقنية التواصل عن بعد، بدعوة من الرباط وواشنطن، والذي عرف مشاركة 40 بلدا، إن “أوروبا يجب أن تخرج من منطقة الراحة بالقول إن هناك مسلسلا، ونحن ندعم هذا المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل سيستمر لعقود”.

وأعرب المشاركون في المؤتمر الوزاري، الذين مثلوا 40 دولة من بينها فرنسا والكويت ومصر والأردن وعمان والسعودية والإمارات والغابون وقطر والعديد من الدول الأخرى، عن دعمهم للمبادرة المغربية باعتبارها “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع الإقليمي” حول الصحراء، وكذلك عن التزامهم بمواصلة دعوتهم لإيجاد حل على أساس خطة الحكم الذاتي المغربیة كإطار لحل هذا النزاع.

وأكد رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي، أن “الإشادة بجدية ومصداقية الحكم الذاتي وفقا لقرارات مجلس الأمن منذ العام 2007، التي تقوم بها الدول الأوروبية لا ترقى إلى مستوى الدعم الصريح والمباشر والملموس لهذا المقترح”. لافتا إلى أن “الدول الأوروبية مطالبة باتخاذ تدابير وإجراءات والقيام بجهود دبلوماسية من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي”.

رضا الفلاح: دعم مقترح الحكم الذاتي لا يكون فعّالا إلا باعتراف بروكسل بسيادة المغرب على الصحراء

وأوضح الفلاح في تصريح لـه ، أنه “لا يمكن أن تكون مسألة دعم مقترح الحكم الذاتي فعالة وذات أثر إيجابي لحل هذا النزاع المفتعل، إلا إذا اقترن باعتراف الأوروبيين بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية”.

وبالرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي لا تعترف بشكل رسمي بجبهة البوليساريو الانفصالية، لكن هذه الدول تقاوم ضغوطا كبيرة من أطراف سياسية حالت دون اعترافها بمغربية الصحراء.

وقال بوريطة إنه “ثمة إشارات، بما في ذلك الاتفاقات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك المواقف الوطنية لعدد من الدول ترى في مبادرة الحكم الذاتي منظورا أساسيا لحل هذه القضية”.

وأضاف الوزير المغربي “اليوم يتعيّن أن يكون هناك تحرك داخل أوروبا لدعم المنظور الوحيد الممكن لتسوية قضية الصحراء، وهو الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة المغربية”.

ويرى متابعون للشؤون الأوروبية، أن الموقف الأوروبي الصريح في ما يتعلق بالاعتراف الكامل بسيادة المغرب على صحرائه، لن يتبلور بشكل واضح في المنظور القريب نظرا لاختلاف الرؤى والمصالح خصوصا لدى الجانبين الإسباني والألماني.

وتعيش الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز توترا داخليا بعد التقارب الأميركي – المغربي واعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه. ويعتقد خبراء في العلاقات الدولية، أن اللقاء الذي شاركت فيه 40 دولة منها فرنسا شكل قوة ضغط على الإسبان نظرا لارتباط مدريد بملف الصحراء.

ويرى هؤلاء أن تصريحات وزير الخارجية المغربي تصب في هذا الاتجاه، حيث تبعث برسائل إلى مدريد التي سبق لها وأن قامت بردود فعل أزعجت المغرب الذي لم يرد بشكل مباشر عليها.

بالرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي لا تعترف بشكل رسمي بجبهة البوليساريو الانفصالية لكن هذه الدول تقاوم ضغوطا كبيرة من أطراف سياسية حالت دون اعترافها بمغربية الصحراء

ومن بين هذه الردود تصريحات سابقة لأرانتشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية، التي قالت عند سؤالها عن موقف بلادها من الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء إن “حل النزاع الإقليمي لا يعتمد على إرادة دولة واحدة مهما كان حجمها.. الحل هو بيد الأمم المتحدة”.

كما راسل نواب برلمانيون إسبان من حزب “بوديموس” المشارك في الائتلاف الحكومي، إضافة إلى نواب آخرين، بصفتهم أعضاء في البرلمان الأوروبي، الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، بخصوص قضية الصحراء.

وطالب الموقعون على الرسالة، بايدن، بالتراجع عن القرار الأميركي الذي أعلن عنه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، في 10 ديسمبر الماضي، والقاضي باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء. وقال الفلاح إن “المغرب الآن في مرحلة حشد الدعم الدولي من للاعتراف بسيادته على الأقاليم الجنوبية، والانتقال من الإشادة بالمقترح إلى دعمه“.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: