الشرطة الأمريكية تتحضر لمواجهة احتمال اندلاع احتجاجات مسلحة أثناء تنصيب الرئيس
حنان الفاتحي
جدد مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) تحذيراته من احتمال وقوع هجمات من قبل مناصري الرئيس المنتهية ولايته، ترامب، أثناء تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل.
وقال مصدر مطلع أمس الجمعة إن ترامب يخطط لمغادرة واشنطن صباح يوم تنصيب الرئيس المنتخب في 20 من يناير، بعد أن كان يدرس مغادرة العاصمة في 19 من الشهر نفسه. وقال المصدر إن ترامب، الذي أعلن بالفعل عن خططه لعدم حضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، يستعد لإقامة مناسبة وداع في قاعدة أندروز المشتركة، وهي قاعدة خارج واشنطن تضم طائرة الرئاسة. وأضاف المصدر لوكالة “رويترز” البريطانية أن ترامب سيتوجه بعد ذلك إلى منتجع مار الاغو في بالم بيتش في ولاية فلوريدا.
وكشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي أمس الجمعة، عن رصد محادثات مثيرة للقلق عبر الإنترنت تتحدث عن احتمال وقوع احتجاجات مسلحة أثناء التنصيب، وقال: “نقوم بتقييم هذه التهديدات مع شركائنا ونوع الموارد التي يجب أن نرصدها لمواجهتها”.
وأضاف راي أن من التحديات التي تواجهها تمييز التهديدات المحتملة عن غيرها، وأنهم قلقون من احتمال حصول عنف في عدد من التحركات في واشنطن وحول المباني الحكومية في عواصم الولايات. كما نقلت شبكة “أيه بي سي” الأمريكية عن مكتب التحقيقات الفدرالي تحذيره لأجهزة إنفاذ القانون من احتمال وجود عبوات ناسفة أثناء المظاهرات المرتبطة بتنصيب بايدن.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أمس الجمعة، أن جنرالا متقاعدا تولى سابقا تنسيق العمليات العسكرية خلال إعصار كاترينا سيشرف على مراجعة أمنية فورية لتدابير الأمن في الكابيتول.
وقالت المسؤولة الديمقراطية لصحافيين: “يجب أن نخضع كامل المركّب إلى التدقيق في ضوء ما حدث، ومع اقتراب التنصيب”، في إشارة إلى أداء جو بايدن اليمين الأربعاء المقبل أمام الكابيتول ليصير الرئيس الأمريكي السادس والأربعين. وأضافت: “لذلك طلبت من الجنرال المتقاعد راسل هونوري أن يشرف على مراجعة فورية للبنية التحتية الأمنية والعمليات المشتركة بين الوكالات والتحكم والسيطرة”.ووصفت الرجل بأنه “قيادي محترم له خبرة في التعامل مع الأزمات”.
وفي إطار الهجمات على مقر الكونغرس الأسبوع الماضي، اعتبر مدعون أمريكيون أن أنصار ترامب كانوا يسعون إلى “القبض على مسؤولين واغتيالهم” أثناء الهجوم، وفق ما جاء في وثائق قضائية.
ويطلب ملف قدّمته وزارة العدل إلى محكمة أن تبقي قيد الحجز جايكوب تشانسلي وهو من أتباع الحركة التي تتبنى نظرية المؤامرة “كيو أنون” التُقطت له صورة وهو عاري الصدر بزي شامان (مشعوذ في الطقوس الشامانية) وعلى رأسه قرنان أثناء أعمال الشغب في مكتب نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
وكتب المدعون بشأن الهجوم الذي وقع في السادس من الشهر الجاري: “أدلة دامغة من بينها أقوال تشانسلي وأفعاله في الكابيتول، تُظهر أن هدف مثيري الشغب في الكابيتول كان القبض على مسؤولين من الإدارة الأمريكية واغتيالهم”. وقالوا إن تشانسلي البالغ 33 عاماً ترك رسالة موجهة إلى بنس على منصة مجلس الشيوخ، حيث وقف نائب الرئيس قبل بضع دقائق، كتب فيها: “الأمر ليس سوى مسألة وقت، العدالة قادمة”. وفي يوم الفوضى الذي شهدته الولايات المتحدة، أُرغم مسؤولون أمريكيون على الاختباء خوفاً على حياتهم، وقد قُتل ما لا يقلّ عن خمسة أشخاص من بينهم شرطي.
وأطلقت السلطات ملاحقات ضد مثيري الشغب من بينهم رجل حمل العلم الكونفدرالي داخل الكابيتول، وآخر كان يرتدي قميصاً كُتب عليه “معسكر أوشفيتز” وبطل أولمبي للسباحة.
إلى ذلك، نقلت شبكة “سي أن أن” عن مصادر أن ترامب منع مساعديه الذين أثاروا خلال محادثة عرضية احتمال استقالته ذكر الرئيس الجمهوري السابق ريتشارد نيكسون، والذي استقال في أغسطس/آب 1974 على خلفية فضيحة “ووترغيت” المتعلقة بوضع أجهزة تنصت سرية في مكاتب الحزب الديمقراطي بمبنى “ووترغيت” في واشنطن. كما ذكرت الشبكة أن ترامب لا يثق بأن يقوم نائبه مايك بنس بالعفو عنه في حال استقال، بحسب ما قاله لمقربين منه، كما حصل مع الرئيس السابق نيكسون بعيد استقالته، والذي منحه نائبه جيرارد فورد عفوا رئاسيا.