مهاجمو الكونغرس تحدثوا عن “الموت لأجل الرئيس” وشنّ حرب”… وترامب: جهود عزلي ستتسبب بـ”غضب واسع”

Belbazi

وصف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في أولى تصريحاته أمام الإعلام، أمس الثلاثاء، بعد اقتحام مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، الجهود لعزله بأنها “سخيفة للغاية”.
وفيما التقى ترامب بنائبه مايك بنس، بعد أن توترت علاقتهما عقب رفض بنس عرقلة عملية المصادقة على نتائج الانتخابات، وأكدا على وحدة صفهما، اتهم وزير الخارجية مايك بومبيو إيران بأنها باتت “المقر الجديد” لتنظيم القاعدة.
وحذر ترامب أمس الثلاثاء من أن محاولات عزله ستتسبب بـ”غضب واسع”.
وجاء ذلك في أولى تصريحات له أمام الصحافيين، بعد حادثة اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، حسب ما نقلت شبكة “سي أن أن” الأمريكية. وقال ترامب حول العزل: “إنه امتداد لأكبر عملية مطاردة ساحرات في تاريخ السياسة، إنها سخيفة، إنها حقا سخيفة، عملية العزل هذه ستتسبب بغضب واسع، وأنتم تفعلونها، إن ما يفعلونه أمر سيىء”. وتابع: “من أجل أن تُكمل نانسي بيلوسي وتشاك شومر الطريق، أعتقد أن الأمر يتسبب بغضب واسع لبلادنا، يتسبب بغضب واسع، ولا أريد العنف”، حسب قوله. ولم يتحدث الرئيس الأمريكي عن دوره في أحداث الأربعاء في الكونغرس التي تسبب بها أنصاره، لكنه قال: “لا نريد العنف، لا نريده أبدا، لا نريد العنف مطلقا”.
ورأى ترامب أنّ خطابه الأسبوع الماضي أمام أنصاره قبيل الاعتداء على مقرّ الكونغرس كان “مناسبا تماما”. وقبيل توجهه إلى تكساس، أشار إلى خطابه في ذاك اليوم وبالأخص “الجملة الأخيرة” منه، معتبراً أنّها “مناسبة تماماً”. وقال إنّ قرار وسائل تواصل اجتماعي على غرار تويتر بوقف حسابه “خطأ كارثي”.
ومساء الإثنين، التقى ترامب بنائبه مايك بنس في البيت الأبيض، ما يعكس نيتهما في تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الديمقراطيين الذين يطالبون برحيل الرئيس فورا. والرجلان اللذان عقدا أول لقاء بينهما منذ خلافاتهما وأعمال العنف في مبنى الكابيتول، أجريا “محادثة جيدة” حسب مسؤول أمريكي.
ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب الأمريكي اليوم الأربعاء حول ما إذا كان سيبدأ إجراءات مساءلة ثانية للرئيس، لكن هذه المرة بتهمة التحريض على التمرد.
وقال المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه، إن ترامب وبنس “تعهّدا بمواصلة عملهما في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما”. وعمليا هذا يعني أن ترامب لا يعتزم الاستقالة قبل انتهاء ولايته في 20 كانون الثاني/يناير الجاري، موعد تنصيب الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة. كما يعني اللقاء أن بنس لا يعتزم تنحية الرئيس بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور الذي يجيز لنائب الرئيس بالاتفاق مع أغلبية أعضاء الحكومة تنحية الرئيس إذا ما ارتأوا أنّه “غير مؤهل لتحمل أعباء منصبه”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس الثلاثاء أن مكتباً تابعاً لمكتب التحقيقات الاتحادي في فرجينيا أصدر تحذيراً داخلياً، في اليوم السابق لاقتحام مثيري شغب من أنصار الرئيس دونالد ترامب لمبنى الكابيتول (الكونغرس)، من أن متطرفين يخططون للحضور إلى واشنطن ويتحدثون عن شن “حرب”.
وقالت الوثيقة التي حصلت عليها الصحيفة إن المكتب “ناقش موضوع دعوات محددة للعنف على الإنترنت تشمل القول “كونوا مستعدين للقتال”، “الكونغرس في حاجة لسماع صوت تحطم زجاج وركل أبواب وإراقة دماء من جنودهم العبيد أتباع مبادرة حياة السود مهمة والحثالة”، وكذلك: “كونوا عنيفين. توقفوا عن تسمية ذلك مسيرة أو تجمعا حاشدا أو احتجاجا. توجهوا إلى هناك وأنتم على استعداد للحرب. إما أن نعيد رئيسنا أو نموت. لن يحقق شيء آخر هذا الهدف”.
كما أكد متحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي أمس الثلاثاء أن المحققين في مدينة نيويورك اعتقلوا أرون موستوفسكي فيما يتعلق بالهجوم على مقر الكونغرس الأسبوع الماضي، ليضاف إلى قائمة كبيرة من المشتبه بهم الذين يواجهون اتهامات.
واعتبر زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر أمس الثلاثاء أنه من الضروري منع أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين اقتحموا مبنى الكونغرس من السفر لما يمثلونه من تهديد للأمن القومي. وقال شومر إن على المسؤولين الأمريكيين أن يضعوا المقتحمين على قائمة “حظر سفر” اتحادية. وأضاف في إفادة صحافية “لا يمكننا السماح لدعاة التمرد هؤلاء باستقلال طائرة والتسبب في مزيد من العنف والدمار”.
وفي سياق آخر، اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في خطاب ألقاه الثلاثاء قبل ثمانية أيام من انتهاء ولاية ترامب، إيران بأنها باتت “المقر الجديد” لتنظيم القاعدة.
وأكّد بومبيو تقريرا نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في نوفمبر ذكر أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبد الله قُتل في طهران في آب/أغسطس على أيدي إسرائيليين، لكنه لم يقل إن الاحتلال نفذ العملية.
وقال بومبيو في كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني: “تنظيم القاعدة لديه مقر جديد. إنه جمهورية إيران الإسلامية”. وأضاف: “أود أن أقول إن إيران هي بالفعل أفغانستان الجديدة، كمركز جغرافي رئيسي للقاعدة، لكنها في الواقع أسوأ”.
وتابع: “على عكس أفغانستان، عندما كانت القاعدة مختبئة في الجبال، فإن القاعدة اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني”.
وطالب بمزيد من الضغط الدولي، واصفا التحالف المزعوم بأنه “قوة هائلة للشر في كل أنحاء العالم”. وقال “إذا تجاهلنا محور الشر هذا إيران/القاعدة، فسنكون مسؤولين عن ذلك. علينا أن نواجهه، علينا أن ننتصر عليه”.
ولم يصل بومبيو إلى حد الدعوة إلى عمل عسكري، قائلاً: “إذا كان لدينا هذا الخيار، إذا اخترنا القيام بذلك، فهناك مخاطرة كبيرة جدا بتنفيذه”.لكنه أعلن فرض عقوبات على عدد من الأفراد ومكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار مقابل معلومات عن عضو في تنظيم القاعدة قال إنه يعتقد أنه موجود في إيران ويُعرف باسم محمد أباتاي أو عبد الرحمن المغربي.
لكن بومبيو قال إن إيران في السنوات الأخيرة أعطت القاعدة مساحة أكبر من الحرية، بما في ذلك إصدار وثائق سفر، وأن التنظيم لديه “قيادة مركزية” في طهران. ولفت إلى أن “طهران سمحت للقاعدة بجمع الأموال والتواصل بحرية مع أعضاء القاعدة الآخرين في أنحاء العالم والقيام بالعديد من المهمات الأخرى التي كانت توجه في السابق من أفغانستان وباكستان”.
ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء، على تصريحات نظيره الأمريكي قائلاً: “لا أحد ينخدع (بما يقوله بومبيو). كل إرهابيي 11 سبتمبر أتوا من الوجهات المفضلة (لواشنطن) في الشرق الأوسط. لا أحد من إيران”.
وأضاف: “من إدراج كوبا (على قائمة الدول الراعية للإرهاب)، الى رفع السرية الخيالي بشأن مزاعم إيران والقاعدة، السيّد “نحن نكذب، نغش، نسرق” ينهي بشكل مثير للشفقة مسيرته الكارثية بمزيد من الأكاذيب العدائية”.
وسبق لظريف ان استخدم مصطلح “السيد “نحن نكذب، نغش، نسرق” للإشارة الى بومبيو. وتعود العبارة الى تصريح أدلى به الوزير الأمريكي عام 2019، وتطرق فيه الى عمله على رأس وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” خلال العامين 2017 و2018. وأقرّ بومبيو حينها بالقول: “لقد كذبنا، لقد غششنا، ولقد سرقنا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: