بعد اعترافها بمغربية الصحراء.. الولايات المتحدة بصدد فتح قنصلية في الداخلة

Belbazi

´

قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الأحد، إن “افتتاح مبنى قنصلية الولايات المتحدة بإقليم الصحراء سيكون قريبا جدا”.

جاء ذلك إثر زيارة وفد برئاسة مساعد كاتب الدولة الأميركي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، للمبنى الذي سيحتضن قنصلية واشنطن بمدينة الداخلة بإقليم الصحراء المغربي.

وقال المسؤول الأميركي “في الشهر الماضي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء وأن إسرائيل والمغرب، وهما من أقرب حلفائنا، يعززان علاقاتهما الدبلوماسية، وكانت هذه بعضًا من أهم التطورات على مدى قرنين من الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب”.

ولفت شينكر الذي بدأ السبت “زيارة تاريخية” إلى الصحراء ومدينة العيون، إلى أن “هذه التطورات أصبحت ممكنة بفضل قيادة العاهل المغربي محمد السادس في دفع برنامج إصلاح جريء وبعيد المدى على مدى العقدين الماضيين ودعمه المستمر والقيم للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا، والاستقرار والتنمية والأمن الإقليمي”.

وأكد المسؤول الأميركي، التزام بلاده بتعزيز علاقاتها مع الشعب المغربي في الشقين التجاري والثقافي تحديدا، مشيدا بجهود المغرب في تعزيز التسامح الديني والوئام من خلال حماية الطائفة اليهودية والتوقيع على إعلان مراكش الذي يشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة.

وتابع أن “سنة 2021 تصادف مرور 200 سنة على افتتاح الولايات المتحدة أول بعثة دبلوماسية لها في المغرب وهي أقدم منشأة دبلوماسية لنا في أي مكان في العالم”، مشيرا إلى أن المغرب شريك محوري للاستقرار الإقليمي وتجمعه بواشطن شراكة عسكرية واسعة.

من جهته، وصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حضور شينكر إلى الداخلة باعتباره أول مسؤول أميركي يزور الصحراء، بأنه حدث ذو دلالة مهمة جدا.

وقال إن المغرب والولايات المتحدة تجمعهما رؤية منسجمة حول عدد من القضايا الإقليمية ومواقف متقاربة حول العلاقات مع إيران والوضع في ليبيا، مشيرا إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة واتفاقيات التبادل الثقافي.

ولفت إلى أن “هذه العلاقات تتقدم بإيقاع غير مسبوق، وتطورت بشكل جلي في السنوات الأخيرة، خصوصا من خلال التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات”.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أوضح في وقت سابق أن “بلاده بدأت في ترتيبات فتح قنصلية في الصحراء المغربية”، مشددا على أن “واشنطن ستواصل دعم المفاوضات السياسية لتسوية الخلافات بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية”.

ومن المنتظر أيضا أن يعطي بوريطة وشينكر وآدم بوهلر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية لتمويل التنمية، إشارة انطلاق عمل مكتب “ازدهار أفريقيا”، وهي مبادرة تم إطلاقها في 2018 وتضم 17 وكالة أميركية، ويعد هذا المكتب هو الأول خارج الولايات المتحدة. ويأتي في سياق التزام المؤسسة الأميركية الدولية بتمويل مشاريع تنموية واستثمارات بالمغرب والقارة الأفريقية بقيمة خمسة مليارات دولار.

ومنذ عقود تجري الأمم المتحدة مفاوضات سياسية حول مصير هذه المنطقة الصحراوية الواقعة شمال موريتانيا، من دون تحقيق أي تقدم يذكر.

ويسيطر المغرب على 80 في المئة من هذه الأراضي الصحراوية التي تبلغ مساحتها 266 ألف كيلومتر مربع، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

شراكة مثمرة

وتدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير على النحو المنصوص عليه في اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة العام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة بعد حرب استمرت 16 عاما.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أقر في ديسمبر الماضي بمغربية الصحراء، في خطوة تاريخية من شأنها أن تهيئ الأجواء لعقد اتفاق بشأن المنطقة المتنازع عليها والذي تعطل لعقود.

وتعتبر السلطات المغربية المصادقة الأميركية على تبعية “صحرائها” بمثابة “اختراق دبلوماسي تاريخي”.

وحقق المغرب خلال السنة الماضية نجاحات دبلوماسية عدة في ما يتعلق بالصحراء، حيث أقامت دول عربية وأفريقية وازنة نحو عشرين ممثلية دبلوماسية في الداخلة أو العيون (شمال)، الأمر الذي اعتبرته جبهة البوليساريو مخالفا للقانون الدولي.

وخلال زيارته المستمرة إلى العيون قال شينكر إن المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي يرتبط باتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة، وقد “احتفلنا الأسبوع الفارط بمرور 15 سنة على دخول اتفاقنا رسميا حيز التنفيذ”.

كما ذكر بأن أزيد من 150 مقاولة أميركية تعمل حاليا بالمملكة المغربية، حيث تساهم في خلق فرص الشغل لفائدة الاقتصاد المغربي.

وأعرب المسؤول الأميركي خلال مراسم إطلاق مركز التربية عبر الرياضة في منطقة العيون، عن أمله في أن تشهد هذه العلاقات المزيد من التطور في المستقبل، وأن “تواصل زخمها هنا بالعيون”، معبرا عن “سروره لتيسير توسع وانتشار (تيبو) بالأقاليم الجنوبية”.

ونوه أيضا بدعم السلطات المحلية والوزارة الوصية لهذا المشروع الذي “سيكون له تأثير إيجابي على حياة المئات من الشباب المغاربة عبر المملكة، وضمنهم الذين يتحدرون من أوساط فقيرة والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة”.

وأوقفت جبهة البوليساريو في منتصف نوفمبر العمل بالاتفاقية الموقعة في عام 1991، بعدما قام المغرب بنشر قواته في منطقة منزوعة السلاح على الحدود مع موريتانيا “لتأمين” الطريق الوحيدة إلى غرب أفريقيا، التي يقطعها الداعون إلى الاستقلال بانتظام.

ولم يعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى الآن أي موقف بشأن الصحراء المغربية.

وقال شينكر هذا الأسبوع خلال زيارته للجزائر التي تأتي في إطار جولته الإقليمية “لكل إدارة حق تقرير سياستها الخارجية”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة ليست بصدد بناء قاعدة عسكرية في الصحراء المغربية وأن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا لن تنقل مقرها إلى هناك”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: