أعلنت زعيمة الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي، أمس الجمعة، أنها تواصلت مع الجيش الأمريكي للتأكد من أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لن يكون قادراً على استخدام الرموز النووية، متوعدة بأن الكونغرس سيتحرك إذا لم يتنح سريعا.
وكتبت رئيسة مجلس النواب في رسالة إلى زملائها الأعضاء: “تحدثت هذا الصباح إلى رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي لمناقشة التدابير الوقائية المتوافرة بهدف تجنب أن يشن رئيس غير متزن هجمات عسكرية عدائية، أو يستخدم رموز الإطلاق ويأمر بضربة نووية”، متعهدة أن يتحرك الكونغرس إذا لم يتنح ترامب “طوعا وفي وقت وشيك”، من دون ان تحدد طبيعة هذا التحرك.
وأضافت: “وضع هذا الرئيس غير المتوازن لا يمكن أن يكون أكثر خطورة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب الأمريكي من هجومه على بلدنا وديمقراطيتنا”. وتابعت بيلوسي في رسالتها أنها مستعدة لبدء إجراءات عزل ترامب إذا لم يتنح طوعا أو إذا لم يبدأ نائب الرئيس مايك بنس بعملية منصوص عليها في التعديل الخامس والعشرين من الدستور تسمح له وللحكومة بعزل الرئيس. وأكدت أنه “إذا لم يترك الرئيس منصبه قريبا وبشكل طوعي، فإن الكونغرس سيتحرك”.
وأكد المتحدث باسم الجنرال مارك ميلي، الكولونيل ديف باتلر، حصول الاتصال، وقال إن بيلوسي “بادرت إلى الاتصال برئيس الأركان. لقد رد على أسئلتها بالنسبة إلى شبكة القيادة النووية”. وطلبت بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الخميس، من بنس مناقشة تطبيق التعديل الخامس والعشرين، لكنه لم يستجب لطلبهما. وقالت في رسالتها الجمعة: “ما زلنا نأمل بأن نسمع منه ردا إيجابيا في أسرع وقت ممكن”.
كما ذكرت شبكة “سي.أن.أن” الأمريكية أن بيلوسي أبلغت نوابا ديمقراطيين أمس الجمعة بأن هناك مزيدا من التأييد لمساءلة ترامب بين النواب الديمقراطيين أكبر من المرة الأولى. وأبلغ مصدر رويترز بأن بيلوسي قالت إن التحرك نحو مساءلة ترامب سيشجع على مناقشة تفعيل التعديل الخامس والعشرين قبل تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن في 20 يناير/ كانون الثاني.
إلى ذلك، قال السيناتور الجمهوري بن ساس، أمس الجمعة، إنه “سينظر بالتأكيد” في التحركات الديمقراطية لعزل ترامب في أعقاب اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي على يد حشد من مؤيديه. وأضاف ساس لشبكة “سي بي أس”: “إذا اتفق المجلس على القيام بالعملية سأدرس بالتأكيد المواد التي يتحركون على أساسها لأنني أعتقد أن الرئيس تجاهل قسمه”. وقالت كاثرين كلارك مساعدة رئيس مجلس النواب، إن الديمقراطيين في الكونغرس قد يقدمون مواد الإقالة إلى البرلمان للتصويت عليها في مجلس النواب منتصف الأسبوع المقبل إذا لم تستمع حكومة ترامب لدعوات عزله بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور.
ومع تصاعد الدعوات للإطاحة به أمس الخميس، نشر ترامب مقطع فيديو ندد فيه بالعنف الذي أودى بحياة خمسة أشخاص. وظهر الرئيس الجمهوري في مقطع الفيديو أقرب من أي وقت مضى من الاعتراف بخسارته في الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر، ووعد بضمان انتقال سلس إلى “إدارة جديدة”. ومن المقرر أن يؤدي الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن اليمين في 20 يناير.
ومثلت كلمات ترامب في مقطع الفيديو تناقضا صارخا مع خطابه يوم الأربعاء، عندما حث حشدا من الآلاف على التوجه إلى مبنى الكابيتول، حيث كان الكونغرس مجتمعا للتصديق على فوز بايدن في الانتخابات. واقتحم متظاهرون يمينيون المبنى، مما شكل ضغطا على الشرطة وأجبر السلطات على نقل المشرعين لمواقع آمنة حفاظا على سلامتهم.
وقالت شرطة الكابيتول في وقت متأخر أمس إن أحد أفرادها توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الهجوم. وقُتلت متظاهرة برصاص السلطات، وتوفي ثلاثة أشخاص بسبب مشاكل صحية طارئة.
وعرض مكتب التحقيقات الاتحادي مكافأة تصل إلى 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى المسؤول عن وضع قنابل أنبوبية في مقر الحزبين الأمريكيين الرئيسيين. ونشر المكتب صورة مشتبه به يرتدي زيا بقلنسوة وعلى يديه قفاز ويحمل شيئا.