عزل ترامب قبل يوم التنصيب يطفو بين مسؤولين ومشرعين بعد اقتحام الكونغرس

Belbazi

قال عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين ومسؤولين بالإدارة الأميركية لشبكة “سي.إن.إن” إنه يجب عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل يوم التنصيب في 20 يناير، وذلك في أعقاب حادث اقتحام مبنى الكونغرس.

ونقلت الشبكة عن مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأمريكية القول إن “أفعال الرئيس مشينة بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية”، مضيفا “أعتقد أن هذا (اقتحام الكونغرس) صدمة كبيرة للنظام … فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟”.

ويذكر أن استخدام التعديل رقم 25 (بالدستور الأميركي حول عزل الرئيس) يتطلب تأييد نائب الرئيس مايك بنس وأغلبية أعضاء الحكومة لعزل ترامب استنادا على عدم أهليته للقيام بالمهام المناطة به في المنصب.

وتزامن ذلك مع رفض مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة الاعتراض الذي قدّمه مشرّعون جمهوريون على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية بولاية أريزونا، في تصويت جرى في وقت متأخر من ليل الأربعاء بعيد ساعات من اقتحام أنصار الرئيس المنصرف مبنى الكابيتول.

وبأغلبية 93 مقابل 6، صوّت أعضاء المجلس ضدّ الاعتراض الذي قدّمه برلمانيون جمهوريون على نتيجة الانتخابات في ولاية أريزونا.

وبعد ذلك اجتمع مجلسا الكونغرس في جلسة مشتركة ترأسها مايك بنس نائب الرئيس، وذلك لإكمال عملية المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وبدأ المجتمعون باستعراض نتائج مختلف الولايات للمصادقة عليها، كما استعرضوا بعض الاعتراضات على نتائج ولايات أخرى مثل بنسلفانيا.

ورفض مجلس الشيوخ الاعتراض على نتائج الانتخابات في بنسلفانيا بـ 92 صوتا مقابل 7 أصوات.

وفي مجلس الشيوخ استهل بنس الجلسة بالتنديد بـ”أعمال العنف” التي شهدها مقر الكونغرس والتعبير عن أسفه لهذا “اليوم المظلم”.

وقال بنس “حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين في مبنى الكابيتول هذا، هام هم ممثلو الشعب الأميركي المنتخبون يجتمعون مرة أخرى في نفس اليوم للدفاع عن الدستور”.

وعصر الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة، اقتحم متظاهرون مؤيّدون لترامب مبنى الكابيتول وعطلوا جلسة المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة، ودارت بينهم وبين قوات الأمن مواجهات، وسادت المكان فوضى انتهت بمقتل 4 أشخاص، واضطر البرلمانيون للاحتماء ريثما وصلت تعزيزات أمنية واستعادت السيطرة على المبنى بعد حوالي 4 ساعات.

واقتحم أنصار ترامب المبنى بعدما شاركوا في مظاهرة قرب البيت الأبيض دعا إليها الرئيس المنصرف احتجاجا على هزيمته في الانتخابات التي ما زال يصر على أنّها “سرقت” منه.

وإثر استئناف مجلس الشيوخ جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات، شدّد زعيم الأكثرية الجمهورية ميتش ماكونيل على أن المجلس “لن يتم ترهيبه”. وأضاف “لقد حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا وفشلوا”.

من جهته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن ما جرى الأربعاء نتيجة “كلمات وأكاذيب” ترامب وستترك “وصمة لن تمحى بسهولة”.

ولم يتوان السناتور الجمهوري ميت رومني عن تحميل ترامب المسؤولية عما جرى. وقال رومني الذي انتقد ترامب مرارا “ما حدث اليوم تمرد بتحريض من رئيس الولايات المتحدة”.

وفي مستهل الجلسة نددت رئيسة المجلس، الديمقراطية نانسي بيلوسي بـ “الاعتداء على الديمقراطية”. قائلة “إلى من حاولوا صرف انتباهنا عن مسؤوليتنا: لقد فشلتم. وإلى من شاركوا في تدنيس معبد ديمقراطيتنا: العدالة ستتحقق”.

من جهته أشاد زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بعناصر الشرطة الذين أعادوا بسط الأمن في المبنى، وقال “لقد حان الوقت لنظهر للأميركيين أننا قادرون على العمل معا”.

وبالتزامن مع هذه التطورات، بدأت استقالات بإدارة ترامب احتجاجا على أحداث الكونغرس، حيث أعلنت ستيفاني غريشام (كبيرة موظفي ميلانيا زوجة ترامب) استقالتها. كذلك أعلنت سارة ماثيوز، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، استقالتها. وقالت ماثيوز في بيان، “الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة”.

يأتي ذلك في وقت أفادت شبكة “سي إن إن” الإخبارية المحلية بأن مسؤولين آخرين يبحثون تقديم استقالاتهم، ومنهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ونائبه مات بوتينغر، وكريس ليدل نائب كبير موظفي البيت الأبيض.

وجمد موقعا تويتر وفيسبوك، الأربعاء، حسابي ترامب “مؤقتا” في إجراء غير مسبوق من منصتي التواصل الاجتماعي الشهيرتين.

وقال “تويتر” في بيان إنه حذف 3 من تغريدات ترامب بدعوى “خطر العنف” وأضاف أنه جمد النشر على حساب ترامب لمدة 12 ساعة، مهددا بغلق هذا الحساب بصورة دائمة حال استمر الأخير في انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بـ “النزاهة المدنية”.

على النحو ذاته، قال فيسبوك “لقد قمنا بتقييم انتهاكين لسياستنا إزاء صفحة الرئيس ترامب” وأضاف في بيان “ستكون النتيجة حجب لمدة 24. هذا يعني أنه لن يتمكن من كتابة منشورات في الموقع خلال مدة الحجب”.

ونشر ترامب مقطع فيديو ناشد فيه أنصاره إثر اقتحامهم مقر الكونغرس “العودة إلى ديارهم” لكنه كرر مزاعمه بأن الانتخابات “سرقت” منه، دون تقديم دلائل على ذلك. وحذف هذا الفيديو كل من فيسبوك ويوتيوب.

واعتبر ترامب أن اقتحام مبنى الكونغرس من جانب مناصريه جاء نتيجة تجريد من وصفهم “الوطنيين العظماء” من الفوز بالانتخابات.

وقال ترامب، عبر تويتر “هذه الأحداث تقع عندما يجرد الوطنيون العظماء، الذين عوملوا بطريقة سيئة وغير عادلة لوقت طويل، من فوز ساحق ومقدس بطريقة وحشية وغير قانونية”. وتابع مخاطبا مناصريه “اذهبوا إلى منازلكم بحب وسلام، وتذكروا هذا اليوم إلى الأبد”.

وندّد العديد من حلفاء الولايات المتّحدة الغربيين باقتحام متظاهرين من أنصار ترامب مقرّ الكونغرس، داعين إلى احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن.

وقال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، الخميس، إن الاحتجاجات التي حدثت أمام مبنى الكونغرس، لا تعكس الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، موضحا في تغريدة على تويتر، أن الديمقراطية الأميركية، تعد من أعرق الديمقراطيات في العالم، وأن ما قام به مناصرو ترامب يسيء بالفكر الديمقراطي العالمي.

ووصف بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني ما حصل في الكابيتول بـ”المشاهد المخزية”، مطالباً بنقل السلطة سلمياً إلى بايدن.

وقال جونسون على تويتر “مشاهد مخزية في الكونغرس الأميركي. الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم ومن المهمّ الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظّم للسلطة”.

وكتب ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على تويتر قائلا “مشاهد صادمة في واشنطن”، مضيفاً “نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم”، في وقت جدّد فيه ترامب رفضه الإقرار بهزيمته.

واعتبر جوزيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أنّ ما حصل في الكابيتول “اعتداء على الديمقراطية الأميركية”. وكتب على تويتر “في نظر العالم، تبدو الديمقراطية الأميركية الليلة تحت حصار”.

وأضاف “هذا هجوم غير مسبوق على الديمقراطية الأمريكية ومؤسساتها وعلى سيادة القانون. هذه ليست الولايات المتحدة. يجب احترام نتائج انتخابات الثالث من نوفمبر بالكامل”.

بدوره وصف ديفيد ساسولي رئيس البرلمان الأوروبي ما شهده الكابيتول بأنّه “مقلق للغاية”، داعياً إلى “وجوب احترام الأصوات الانتخابية الديمقراطية”.

وقال دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني على تويتر “الولايات المتحدة تفخر عن حقّ بديمقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة”.

وكتب مايكل مارتن رئيس الوزراء الإيرلندي على تويتر “الشعب الإيرلندي تربطه علاقة عميقة بالولايات المتحدة توطّدت على مدى أجيال عديدة. وأنا أعلم أن الكثيرين مثلي، يتابعون المشاهد التي تتوالى في واشنطن بقلق وفزع كبيرين”. لكنّ وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني ذهب أبعد من ذلك بأن حمّل ترامب شخصياً مسؤولية ما يحصل.

وقال كوفيني على تويتر “مشاهد مروعة ومحزنة للغاية في واشنطن يجب أن نطلق عليها ما هي عليه: اعتداء متعمّد على الديمقراطية من قبل رئيس حالي وأنصاره، في محاولة لإلغاء انتخابات حرّة ونزيهة!”، مضيفاً “العالم يراقب! نأمل في استعادة الهدوء”.

في برلين، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترامب إلى “التوقف عن الدوس على الديمقراطية”.

وكتب ماس على تويتر “على ترامب وأنصاره أن يقبلوا في نهاية المطاف بقرار الناخبين الأميركيين وأن يتوقفوا عن الدوس على الديمقراطية”.

وأضاف “أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروّعة من واشنطن”، محذّراً من أنّ “الخطاب التحريضي يتحوّل إلى أعمال عنف”.

بدوره ندّد أولاف شولتز، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة أنغيلا ميركل، بـ”المشاهد المقلقة” في واشنطن، معتبراً اقتحام الكابيتول “اعتداءً لا يحتمل على الديمقراطية”.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دخول أنصار ترامب مبنى الكابيتول “مسّاً خطيراً بالديمقراطية”، مشدّداً على “وجوب احترام رغبة الشعب الأمريكي”.

من جهته، أعرب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران عن تضامنه مع البرلمانيين الأمريكيين الذين اضطروا إلى وقف جلسة المصادقة على انتخاب بايدن بعدما اقتحم أنصار ترامب الكابيتول.

ووصف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ما حدث في العاصمة الأمريكية بالمشاهد “المروّعة”، مطالباً ترامب بـ”الاعتراف حالاً بأنّ جو بايدن هو الرئيس المقبل”.

بدورها وصفت رئيسة الوزراء النروجية إرنا سولبرغ اقتحام الكابيتول بأنّه “هجوم غير مقبول بتاتاً على الديمقراطية في الولايات المتحدة. الرئيس ترامب يتحمّل المسؤولية عن وقف هذا الأمر. صور مخيفة. أمر لا يصدّق أنّ هذه هي الولايات المتحدة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: