تخصيص 4 ملايير لبناء مقره الجديد بحي الرياض يثير الاستياء
أثار تصرف قيادة العدالة والتنمية، ووزرائها ضجة سياسية، من خلال قراراتهم المتضاربة، بسبب تحريم فوائد الخزينة العامة، وعدم استعمالها في تدبير شؤون الحزب، وفي الوقت نفسه تحويلها إلى جمعيات تشتغل في مجال الإحسان.
وقالت مصادر مطلعة إن قيادة “بيجيدي” لم تستطع فك ارتباطها بالحركة الدعوية، الإصلاح والتوحيد، التي توظف الدين في السياسة، إذ هاجمت الأحزاب الوطنية قيادة “بيجيدي”، مرارا، لاستغلاله الدين، المقدس الذي يجمع المغاربة، لتحقيق أهداف سياسية، تتطلب الحكم عليها إما بالصواب أو الخطأ، وليس بالحلال أو الحرام.
وأكدت المصادر أنه في الوقت الذي “تحرم” قيادة الحزب الإسلامي استعمال فوائد الخزينة العامة للمملكة في تدبير شؤونه، “تحلل” ضرائب الخمور والجعة والويسكي، والسجائر والشيشة، التي تصل عائدتها إلى 160 مليار سنتيم سنويا، التي توضع في الميزانية العامة للدولة، والتي يوزع جزء منها على الأحزاب، والنقابات، وتخصص لتعويضات الوزراء والبرلمانيين، والمنتخبين محليا.
وجاء في تقرير قضاة إدريس جطو، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات أنهم لاحظوا أن عائدات مالية بمبلغ إجمالي قدره 250 ألف درهم، لا تندرج ضمن الموارد المحددة في المادة 31 من القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية.
وفي جوابه على هذه الملاحظة المسجلة من قبل قضاة المجلس، قال المسؤول الوطني لـ “بيجيدي”، إن هذه الموارد عبارة عن فوائد ناتجة عن الحساب الجاري للحزب بالخزينة العامة للمملكة، وليست مرتبطة بتوظيف لأمواله، وأنه لا ينبغي تحصيلها بإرادة منه ولا تدخل في إطار سياساته المالية.
وشدد الإسلاميون على أن الخزينة العامة للمملكة، تقوم بتحويلها إلى حساب الحزب بوتيرة نصف سنوية بدون طلب منه، لذلك رفضوها من منطق المقررات التي صادق عليها مؤتمر الحزب الخامس، الذي اتخذ قرارا يمنع استعمال هذه الموارد في تدبير شؤون الحزب.
واستدرك المسؤول الحزبي في جوابه الموجه إلى قضاة المجلس الأعلى للحسابات، بالكشف عن إحداث حساب خصوصي لدعم “الفئات الشعبية وذوي الاحتياج” بتعبئة الفوائد التي تشكل الموارد الخاصة بهذا الحساب وتوجه لدعم بعض أنشطة الجمعيات، ومساعدة الفئات في وضعية صعبة، وسيتم تجميع النفقات الخاصة بذلك في تقرير خاص منذ 2014.
ومن جهة أخرى، أثارت تكاليف بناء المقر الجديد للعدالة والتنمية، بحي الرياض، بالرباط، ضجة، لأنه سيكلف 4 ملايير، اعتبرت مبلغا كبيرا، وبذلك سيلتحق “بيجيدي” بأحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، التي شيدت مقرات كبيرة بالحي الراقي نفسه.