تمديد الإغلاقات في ألمانيا لمجابهة الانتشار الواسع للوباء و انتقادات لبطء إجراءات التطعيم

حنان الفاتحي

دعا رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض في ألمانيا لوضع معايير ملموسة فيما يتعلق بالمدارس في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك قبيل القمة عبر الفيديو بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورؤساء حكومات الولايات

وقال ديتمار بارتش للمحطة الخامسة بإذاعة غربي ألمانيا WDR5″موضوع المدارس يثير أغلب مخاوفي” مقارنة بأمور أخرى، لافتا إلى أن الآباء الذين يتعين عليهم الجمع بين العمل ورعاية أطفالهم، يدخلون مجددا في وضع خطير للغاية.

وتستعد ألمانيا حيث تتصاعد الانتقادات ضد حملة التلقيح لاعتبارها بطيئة جدا، الثلاثاء لتمديد فترة قيودها للحد من وباء كوفيد-19 ودعا بارتش للتخطيط في هذا الشأن ووضع معايير ملموسة من قبل الحكومة والولايات لمدى إمكانية العودة إلى الحصص التناوبية أو إعادة الفتح مجددا للمدارس بدءا من أي مستوى لحدوث العدوى.

يذكر أن وزراء التعليم بالولايات الألمانية اتفقوا أمس الاثنين على أنه من المقرر إتاحة إعادة الفتح للمدارس تدريجيا “إذا كان الوضع يسمح بذلك بشكل فردي في الولايات”.

ومن المتوقع أن تتخذ المستشارة أنغيلا ميركل وسلطات 16 ولاية خلال مؤتمر عبر الفيديو الثلاثاء قرارا بتمديد هذه القيود إلى ما بعد 10 كانون الثاني/يناير.

وستؤيد غالبية المناطق تمديد التدابير التقييدية المفروضة لمواجهة كوفيد-19 حتى 31 كانون الثاني/يناير.

وبموجب هذه القيود، يتوجب على الشركات التجارية، باستثناء المحلات التي تبيع مواد غذائية والصيدليات والمدارس ورياض الأطفال، والأماكن الثقافية أن تبقي أبوابها مغلقة في الأسابيع المقبلة. وتحض السلطات أرباب العمل على السماح للموظفين بالعمل عن بعد.

وكانت ألمانيا تعتبر قدوة في أوروبا في احتواء الفيروس، لكنها الآن تواجه صعوبة كبيرة في السيطرة على الموجة الثانية منه خصوصا في ولايات جمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.

فقد تم تجاوز عتبة ألف وفاة كحصيلة يومية للمرة الأولى في 30 كانون الأول/ديسمبر. وسجّلت حوالى 1,787 مليون إصابة منذ بداية انتشار الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص في ألمانيا.

ونبهت السلطات الصحية إلى أن تأثير العطل واللقاءات العائلية خلال فترة الأعياد لم يظهر بعد. وقال الناطق باسم الحكومة شتيفان زايبرت “ليس هناك مجال لتخفيف القيود”.

ولا يزال الوضع حرجا خصوصا في منطقة ساكسونيا حيث وصل عدد الإصابات فيها يوم الاثنين إلى 323. كذلك، تضررت مناطق أخرى من ألمانيا الشرقية، مثل تورينغن وبراندنبورغ، المنطقة المحيطة ببرلين، بشدة.

وبالتالي، فإن تمديد القيود يعتبر “حتميا” حسبما قال وزير ورئيس مقاطعة ساكسونيا المحافظ مايكل كريتشمر الذي كان حتى أسابيع قليلة ينتقد “هستيريا” إجراءات مكافحة كوفيد-19.
ولم تتمكن ميركل التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة قبل أقل من عام من مغادرتها المستشارية، من فرض تدابير أكثر صرامة في مطلع الخريف على الولايات المتخوفة من تراجع النشاط الاقتصادي. وباتت إدارة الموجة الثانية تثير انتقادات في الإعلام ووصفتها صحيفة “دي فيلت” بأنها “فشل كبير” مشيرة إلى “تردد، ونزاع على الصلاحيات وأخطاء استراتيجية”.

وبالإضافة إلى القيود، تعتمد ألمانيا بشكل كبير على حملة التطعيم التي أطلقت يوم السبت لوقف انتشار الوباء.
وبحسب معهد “روبرت كوخ” لأبحاث الفيروسات فقد تم تلقيح 316 ألفا و962 شخصا
ضد فيروس كورونا المستجد في ألمانيا.

وذكر المعهد أن عدد الأشخاص الملقحين ارتفع مقارنة باليوم السابق بمقدار 44 ألفا و563 شخصا، ولكنه أشار إلى أن هذا العدد يمكن أن يتضمن تسجيلات لاحقة ولا يعكس عدد من تم تطعيمهم في يوم واحد فعليا.

وأوضح المعهد أن هناك من بين الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، أكثر من 131 ألف شخص من نزلاء دور الرعاية، وأكثر من 149 ألف شخص تلقوا التطعيم لأسباب تتعلق بعملهم: من بينهم أطقم طبية يرتفع لديها خطر الإصابة بالعدوى، فضلا عن أطقم عاملين في دور الرعاية. وتلقى أكثر من 73 ألف شخص التطعيم لأنهم تجاوزوا سن الثمانين. كما أخذ أكثر من 10 آلاف شخص التطعيم لأسباب طبية.
ورغم أن حملة التطعيم تسير بوتيرة أسرع بكثير من دول أوروبية مجاورة خصوصا فرنسا، فإن الأصوات ترتفع في ألمانيا لانتقاد بطء العملية.

ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة “سيفاي”، فإن 44 في المئة من الألمان غير مقتنعين باستراتيجية اللقاح، مقابل 40 في المئة يعتقدون عكس ذلك.

من جانبها، نددت صحيفة “بيلد” الأكثر انتشارا في ألمانيا، باستراتيجية التلقيح متهمة الحكومة بالتركيز على اللقاح الذي طورته مجموعة فايزر بالاشتراك مع بايونتيك الألمانية، على حساب لقاح موديرنا الأمريكي.

ووفقا لصحيفة “بيلد” فقد أرسل أولاف شولتز مرشح “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” لمنصب المستشار إلى وزير الصحة المحافظ ينس شبان، قائمة أسئلة حول استراتيجية اللقاح.

ويسأل شولتز في هذه الرسالة “لماذا طلبت المفوضية الأوروبية عددا قليلا جدا من جرعات اللقاح مسبقا؟ ولماذا لم تطلب ألمانيا الجرعات التي لم يحجزها الاتحاد الأوروبي؟”

ورد وزير الصحة ” ما زال صحيحا من وجهة نظري اتخاذ المسار الأوروبي وسلوكه” واعدا بتوفير اللقاحات لجميع الألمان بحلول الصيف.

وقال رئيس مجلس النواب فولفغانغ شويبله متوجها إلى الأشخاص الذين يطالبون بأن تكون الاولوية للقاح المطور من شركة “بايونتيك” الألمانية “لا يمكننا أن نجعل نفاد صبرنا مقياسا لكل شيء وننتزع اللقاح من سكان أفقر مناطق العالم”.

وستتمكن ألمانيا وفقا لوزارة الصحة، من الحصول على إجمالي أكثر من 140 مليون جرعة من لقاحات “بايونتيك” و”موديرنا”. ومن المتوقع أن تتسلم حوالى 670 ألف جرعة من لقاح “بايونتيك” في 8 يناير.

كذلك، تدرس الحكومة الألمانية إمكان تمديد الفترة بين الجرعتين قدر الإمكان للسماح بتلقيح المزيد من المرضى قبل نفاد المخزون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: