هل عجّل دعم إيران للبوليساريو باعتراف الإدارة الأميركية بالصحراء المغربية

ماموني

تعرف قضية الصحراء المغربية زخما قويا تعزز باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه شهر ديسمبر الماضي، وعاد الحديث عن علاقة البوليساريو وإيران كمحدد مستجد لدعم واشنطن لحق المغرب في صحرائه ومحاصرة تحركات الجبهة الانفصالية وطهران المهددة لاستقرار المنطقة.

وأكد مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، دوري غولد، أنه “بعدما اتضح أن الإيرانيين كانوا يستخدمون سفارتهم في الجزائر كقناة لجبهة البوليساريو وقرار هذه الأخيرة العمل مع طهران، أصدرت الولايات المتحدة إعلانًا للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء”، مضيفا أنه “كان من المهم للغاية إرسال رسالة إلى لاعبين آخرين أيضًا”.

وكرسالة واضحة للبوليساريو وداعميها كإيران والجزائر، اعتمدت الولايات المتحدة خارطة رسمية جديدة للمغرب تضم منطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها، خلال مراسم أقيمت في السفارة الأميركية في الرباط، ونفس الشيء قام به حلف شمال الأطلسي”الناتو” عندما اعتمد الخارطة الكاملة للمملكة المغربية على موقعه الرسمي.

وعلق هشام معتضد، الأكاديمي والمحلل السياسي، قائلا إنه “لا يمكن ربط دعم إيران للبوليساريو باعتراف الإدارة الأميركية بالصحراء المغربية، فهناك مسار سياسي مركب وتصور تاريخي كامل ومسؤول للإدارة الأميركية تجاه قضية الصحراء المغربية”.

وأوضح معتضد في تصريح له، أن “الإدارة الأميركية اتخذت هذه البادرة لتفعيل انخراطها الكامل وترجمة خطاباتها السياسية ورؤيتها الدبلوماسية إلى موقف واضح ومسؤول أمام المنتظم الدولي لدعم المقترحات المغربية في تدبير ملف هذا النزاع الإقليمي في إطار السيادة الشرعية للمغرب على أقاليمه الجنوبية”.

كما شدد على “وجود حسابات جيوستراتيجية وتطورات أمنية في المنطقة ساهمت في التعجيل بإصدار الموقف الأميركي، خاصة تلك المرتبطة بتنامي دعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء وكشف مخططات إيرانية داعمة لقيادات في جبهة البوليساريو.

وتوافقت مصالح المملكة المغربية مع واشنطن في قرار تطويق الخطر الإيراني على المنطقة عبر دعم سيادة المغرب على صحرائه، حيث أشار دوري غولد، الاثنين، إلى أن خطوة الولايات المتحدة بالاعتراف بمغربية الصحراء، جاءت في سياق مساعي واشنطن للحد من طموحات إيران التوسعية في البلدان العربية، و”إثارتها للفتن” في المنطقة بتورطها في نزاعات وحروب، من بينها الصراع القائم في ليبيا.

وفي مايو 2018، أعلن المغرب قطع علاقاته مع طهران وطالب القائم بالأعمال في سفارة إيران بمغادرة البلاد، وذلك بسبب الدعم العسكري من قبل حليفها حزب الله للبوليساريو، حيث أكد رئيس الحكومة سعدالدين العثماني أن ‏قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران قرار مغربي خالص، بعد أن ثبت بالأدلة أنها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا وبالخبرات العسكرية مباشرة أو بواسطة “حزب الله” اللبناني.

وكان المغرب قد قدم وثائق للحكومة الإيرانية تثبت أن سفارة طهران بالجزائر تقوم بتسليح وتدريب البوليساريو بمساعدة حزب الله، وشملت تلك المساعدات الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف مثل (سام 9) و(سام 11)، ونتيجة لهذه الخطوة قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران.

Thumbnail

وأشار مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، إلى أن المخاطر في هذا الصراع كبيرة، إذ تسعى جبهة البوليساريو المدعومة من النظام الإيراني، إلى تقويض وحدة أراضي المغرب نفسه.

وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة آنذاك، أن إيران تدعم البوليساريو من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، لاسيما البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة “للهجوم الذي تشنه طهران في أفريقيا”.

وأضاف بوريطة أن “إيران ترغب في استخدام دعمها للبوليساريو لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب أفريقيا، وخاصة الدول الواقعة بالساحل الأطلسي”.

وأكد هشام معتضد، أن خطوة الولايات المتحدة الاعتراف بمغربية الصحراء وعزمها الإقدام على ضخ استثمارات كبيرة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، بالإضافة إلى إقامتها لقنصلية عامة في الداخلة وعزمها إنشاء قاعدة عسكرية في الصحراء للدفاع المشترك مع المغرب، ستربك طموحات المتربصين بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وخاصة طموحات إيران في منطقة شمال أفريقيا.

فيما لفت دوري غولد إلى أن البوليساريو بعيدة عن أن تكون حركة تحرر تستحق الدعم العالمي، بعدما برزت كمنظمة سعت إلى ربط نفسها بالشبكة الإرهابية التي أنشأتها إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا.

ويعتقد مراقبون أن ربط الإدارة الأميركية البوليساريو بالإرهاب سيعقد اعتمادها على الدعم الجزائري ويقلص بشكل كبير داعمي الانفصاليين شرقا وجنوبا، مشيرين إلى أن العلاقة بين المملكة المغربية وواشنطن في عهد الإدارة القادمة ستعرف المزيد من التطور والدعم المتبادل في عدد من القضايا المشتركة منها التطرف والإرهاب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: