الرعب الشديد يسيطر على حكام الجزائر منذ الإعلان عن اجتماع استثنائي لمجلس الأمن لمناقشة قضية الصحراء

سمير كرم

من  العبث  أن  نخوض  في تأكيد  حماس  أحرار وحرائر الشعب  الجزائري  لطرد  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر  من  أرض  الجزائر الطاهرة  ،  طردهم  من أكبر  خائن  عسكري  وضعته  فرنسا  على صدورنا  مهما  بلغت  رتبته  العسكرية  إلى  آخر  ( خائن )  منهم  ، لأنه  لا أحد  عاش  ولا يزال  يعيش  في  الجزائر يمكن  أن  يقبل  عيشة  الذل  والمهانة  التي  يتجرعون  مرارتها  كل يوم  إلا ( شعب  بومدين  )  … نحن  في انتظار استئناف  الحراك  الذي  سنتخلص به  من  طغاة  حكامنا  إن شاء الله …. والآن  إلى  موضوعنا  الأساسي  عن  الرعب  الشديد  الذي  ركب  قلوب  وأحشاء  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر  منذ  سماعها  خبر الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن لمناقشة  قضية  الصحراء …

أولا : مافيا حكام الجزائر والبوليساريو في  نزاع  مع  الأمم  المتحدة  قبل  صدور قرار مجلس الأمن 2548 :

قبل  صدور  القرار الأخير لمجلس الأمن عدد 2548  في نهاية أكتوبر 2020 كان  السُّعَار قد  أصاب  مافيا  الجنرالات  الحاكمة  في  الجزائر وقُطَّاع  الطرق ( البوليساريو )  حيث  كانت  السِّـمَة  الغالبة  على  تصاريحهم  في  علاقتهم  مع  الأمم  المتحدة  ورئيسها  غوتيريش  ومجلس الأمن  يغلب  عليها  التحامل  ونعت  غوتيريس بأقذع  الصفات  على  رأسها  انحيازه  للمغرب ، وكم من  الرسائل  التي  تقاطرت  على  الأمم  المتحدة  من  إبراهيم  الرخيص  ترتكز في جوهرها على أن مرتزقة  البوليساريو قد  فقدوا  الثقة  في هذه الهيأة الأممية  وفي  مسارها  للبحث  عن حل  يضمن  لهم  تحقيق  أحلامهم  وتخاريفهم  ،  حيث  كانت  كل  تقارير  مجلس  الأمن  منذ  2016  على  الخصوص  وهي في  تصاعد  نحو  تركيز  قاموسٍ  جديدٍ  في  قراراته  مَفَاتِـيحُهُ  مُفْـرَدَاتٍ  جديدةً   مثل (  حل  سياسي  واقعي  براغماتي متوافق  عليه  ويرضي  جميع  الأطراف )  هذه  الصيغة  منذ  أن  أصبحت  لازمة  لكل  تقارير  الأمين  العام غوتيريش  لتصدر  فيما بعد بالوضوح  التام  في  قرارات  مجلس  الأمن أصبحت  مساميراً  تَـدُقُّـهَا  الأمم  المتحدة  سنة بعد سنة  في نعش (  البوليساريو )  وهو يرى  قَـبْرَهُ  يُحْفَـرُ  أمام  عينيه  ، ويرى  مصطلحات  سبعينيات  القرن  العشرين  قد  انقرضت  من  تقارير الأمين  العام  وقرارات  مجلس الأمن  مثل ( الاستفتاء – الاستقلال ) ….

ثانيا  : الحالة  في  منطقة  الصحراء المغربية  قبل الإعلان عن عقد الاجتماع  الاستثنائي لمجلس الأمن :

1) غموض الوضع  العام  في  الجزائر  ما بين الانهيار الاقتصادي وغياب رئيس  غير شرعي ودستور مُلَفَّقٍ ومَنْخُورٍ وَمُعَلَّقٍ ، ومصائبَ  عديدةً  تنزل  على  مافيا  جنرالات  الجزائر من  كل حدب وصوب.

2) مغرب  يهيمن  على  وكالات  الأخبار الدولية  في  مسعاه  النبيل  وهو يبحث  في  سبل جمع  شمل  الفرقاء  الليبيين ، و في  نفس  الوقت  يعيش كابرانات فرنسا  الحاكمين  على الشعب  الجزائري بالحديد  والنار ، يعيشون  التهميش  المطلق  بعد  أن  افتضح  أمرهم  بأنهم  يخيطون  بين  الفرقاء  الليبيين  بالخيط  الأسود  ولا يزالون وهو ما عَلَّمَهم  المستعمر  وما  يضمن لهم  تركيز  سلطتهم  في  الجزائر  بسياسة  ( فرق  تسد  )  سواءا  مع  الشعب  الجزائري  و حتى  مع  الإخوة  الجيران ، لأنهم  قومٌ لا  يعرفون  العيش في الماء النقي  الطاهر  الصافي  بل  لا يرتاحون إلا في المستنقعات  العَفِنَةِ ، وإن جَـفَّتْ افتعلوا مستنقعا جديدا يسبحون فيه .

3) السعار والغضب الذي  أصاب  حكام  الجزائر  وقُطَّاعَ  الطرق  بعد  صدور  قرار  مجلس الأمن 2548  في  نهاية  أكتوبر 2020  والغليان الذي أصاب  العصباتين : مافيا  جنرالات  الجزائر وقطاع الطرق  ( البوليساريو )  الذي  يمكن الاستدلال على مؤشرات سُعَارهم نحو ذلك القرار بما  يلي :

  • ·       جاء في بيان  البوليساريو  حول  القرار 2548  أنها تتأسف لما جاء في هذا  القرار الذي لا  يتضمن أي إجراءات ملموسة لتمكين بعثة المينورسو من تنفيذ الولاية التي أنشئت من أجلها في عام 1991، وهي إجراء استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية [……] اختار مجلس الأمن مرة أخرى موقف التقاعس بالرغم من زيادة حدة التوتر في الصحراء الغربية [….] إن عدم اتخاذ أي إجراءات لإجبار دولة الاحتلال المغربي على إنهاء احتلالها غير الشرعي لأجزاء من الصحراء المغربية  لم يترك لنا أي خيار سوى تصعيد كفاحنا التحرري الوطني واستخدام جميع الوسائل المشروعة لتمكين شعبنا من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وفي هذا الإطار، فإننا نحمل دولة الاحتلال كامل المسؤولية عما قد ينجم عن تصرفاتها الخطيرة من عواقب وخيمة على السلم والأمن في المنطقة بأسرها.
  • ·       ومن بيان وزارة  الخارجية  الجزائرية  نقتطف  ما يلي  حول  موقفهم من القرار نفسه :”  أكدت الجزائر بصفتها بلد مراقب رسمي لعملية السلام في الصحراء الغربية، بأن قرار مجلس الأمن  لم يوصي بأي إجراء ملموس من شأنه أن يساهم في إعادة إطلاق العملية السياسية وتعزيز التنفيذ الكامل وبدون عوائق لبعثة المينورسو [….] وجددت الجزائر على التأكيد بأن المفاوضات المباشرة فقط، ودون شروط مسبقة وبحسن نية، بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، هي التي من شأنها الدفع نحو التوصل إلى حل سياسي عادل ونهائي ودائم، بما يتماشى والشرعية الدولية ومبادئ ومقاصد الأمم المتحدة بشأن تصفية الاستعمار.(انتهى المقتطف  من بيان وزارة  الخارجية  الجزائرية )  وهذا  تعليقنا  عليه  نبدؤه  بقولنا :  لا حول ولا قوة إلا بالله  العلي  العظيم ، أي عقل  هذا  يسمح  لأصابعه  أن تكتب  هذا  الهراء ، إذ كيف نقول : مفاوضات  مباشرة  وبدون  شروط  وفي  نفس  الوقت  نحن  وحدنا  الذين  نعتبر  المغرب دولة  تحتل  الصحراء  والعالم  كله  لا  يعتبره  كذلك  ؟ إذن  لقد  وضعنا  شرطا  بكوننا  حددنا  وحدنا  دون  العالمين وضع  المغرب  في  صحرائه  باعتبار أي  مفاوضات  يجب أن تنطلق  من كون  المغرب  ( بلد  محتل ) والحالة  أنه  لو كان  محتلا  للصحراء  لوضعت  الأمم  المتحدة  ملف  الصحراء  تحت  البند  السابع  وقرروا  طرد  المغرب  بالقوة  كما  فعلوا  مع  صدام  حسين  حينما   احتل  العراق  في 07 أشهر  وليس 45  سنة ؟  ثم كيف  يجتمع  في  عقل واحد  يدعوا  لمفاوضات بحسن نية للتوصل إلى حل سياسي عادل ونهائي ودائم  وفي  نفس  الوقت  يستمر هذا العُـقَـيْلُ  ويسمح  لنفس الأصابع  أن  تكتب (  حل يتماشى مع الشرعية الدولية ومبادئ  ومقاصد الأمم  المتحدة بشأن  تصفية  الاستعمار )  فكيف  يكون  حلا سياسيا  عادلا ونهائيا ودائما بين المغرب والبوليساريو وفي  نفس  الوقت  ندعو  فيه  لتصفية  الاستعمار  الذي  هو  المغرب  في  نظر هذا  المُخَيْخِ ؟ أي عدل  بقي  إذا  اعتبرنا  المغرب بلدا  محتلا  للصحراء  وندعوه  بالخروج  منها  وفي  نفس  الوقت  نَصِفُ  ذلك  بالحل  السياسي والعادل والنهائي  والدائم  وكأن  المغرب  مجرد  سراب  أو دخان  سننفخ  عليه  ليتطاير  في  الهواء  وهو  الذي  ركز  وجوده  العسكري  والاقتصادي  والاجتماعي  بالقوة  الحضارية  الناعمة  التي  لن  تزحزحه  منها  أي قوة  يتخيلها  مُخَيْخُ  عصابة   المشعوذين  الذين  استحمروا  أحرار  الشعب  الجزائري  طيلة  59  سنة  ولا  يزالون …

4) كانت الأمور تبدو  هادئة  وأن  شنقريحة  بَلَعَ  مُخْرَجَاتِ  قرار  مجلس الأمن  2548  وسَكَتَ  لكن  مُخَيْخَهُ  المُغْرِقِ  في  البلادة   أفتى  عليه  أن  يدفع  البوليساريو  إلى إغلاق  معبر الكركرات  ببضعة  نساء  وأطفال  وشيوخ  اختلط  معهم  بعض  قطاع  الطرق  المسلحين  من  البوليساريو  بدعوى  حمايتهم  من  الجيش  المغربي ، وكذلك  كان ، ففي  21 أكتوبر 2020  احتلت  هذه  الشردمة  معبر الكركرات  طيلة  21  يوما  وقطعت  الطريق  على الشاحنات  والسيارات  العابرة  من  المغرب  إلى موريتانيا  وخربوا  الطريق  حيث  اقتلعوا  الإسمنت  و( الزفت)  والأحجار  التي  كانت تغطيها  بالإضافة  إلى  استفزاز  وسرقة  أموال  السائقين  الذين  عَـلِقُوا  هناك  وخاصة  المغاربة  وعاثوا  فسادا  معتقدين أنهم  سَيُحَرِّرُونَ  الصحراء  المغربية  بهذه  الصبيانيات  المجنونة ،  والأكيد  أن  موريتانيا  قد  تجرعت من هذا  الفعل  الإجرامي  أَمَرَّ  كؤوس  الويل  والتبور  وعظائم  الأمور حيث  ارتفع  مؤشر  المعيشة  لديهم  بنسبة  600 %  لأنهم  قومٌ – مثلنا في الجزائر – لا ينتجون  شيئا  فهم  يعيشون  مما  يدخل  عليهم  من  منتجات فلاحية  وزراعية  وغيرها  من  مواد  المعيشة  اليومية  من  المغرب  مثلما  تدخل  علينا  نحن  من  أوروبا ، وأنا لا زلت  أعتقد  جازما  أن  عسكر  موريتانيا  كان  طيلة  21  يوم  من إغلاق  هذا  المعبر  مُتَوَاطِئاً  مع  جنرالات  الجزائر  لإنجاح  اكديم  إزيك 2  في  معبر الكركرات ،  لكن  لم  يكن  عسكر المجرمين  الحاكمين  في  الجزائر  وموريتانيا  معا  يظنون  أن  المغرب  كان  يجمع  إشهاد  العالم  ليعلموا  من  يبني  ومن  يخرب ، لأن  المغرب  كان  في  اتصال  دائم  مع  الأمين  العام  للأمم  المتحدة  بالإضافة  للتقارير  التي  كانت  ترفعها  قيادة  المينورسو  في  الصحراء  عن  جرائم  البوليساريو  في  الكركرات لدرجة  أن  كثيرا  من  أباطرة  البوليساريو  أنفسهم  كانوا  غير  راضين عن  تلك  الأعمال  الهمجية  التي  كان  يقوم  بها  قومهم  وحذروا  قومهم  من  ( خطيئة  إغلاق  معبر الكركرات  التي  لن  تكون  عواقبها  سليمة  )  لأن  كل  ذلك  قد  أعطى  صورة  عن  البوليساريو  بكونهم  مجرد  بلطجية  ليست  لهم  قضية  بل  جماعة  من  قطاع  الطرق  لا غير .

5) بعد  أن  استجمع  المغرب  شهادات  العالم  على  أفعال  هؤلاء  البلطجية  ( البوليساريو ) من  قطاع  الطرق  الذين  عاثوا فسادا  في  منطقة  الكركرات  بكاملها ، بعد  ذلك استطاع  الجيش  المغربي  يوم  13 نوفمبر 2020  من  ضرب  عصفورين  بحجر واحد الأول : بعملية  جراحية  سطحية  استطاع  فتح  معبر  الكركرات  بدون إطلاق  ولو  رصاصة  واحدة  وإعادة  انسياب  حركة  سير  الشاحنات  تحت  حماية  الجيش  المغربي . ثانيا : تصحيح  الوضع  القائم  الذي كان  يقطع  طريق  الجيش  المغربي  للمرور  إلى  منطقة  لكويرة  والتي  استولت  عليها  موريتانيا  ووضعت  عليها  العلم  الموريتاني … وبعد  13 نوفمبر 2020  فتح  الجيش  المغربي  الطريق  إلى  لكويرة  وسَـدَّ  على  البوليساريو  طريق  المرور  إلى  المحيط  الأطلسي  حُلُمُ   جنرالات  فرنسا  من أصول  جزائرية  والهدف  الأسمى  لاستراتيجيتهم  بعيدة  المدى  الذي  أقبره  الجيش  المغربي  في  لمح  البصر ،  ومع  ذلك  يصرح حكام  الجزائر بلا حياء بأنهم ليسوا دولة  توسعية ، نسألهم : إذا  كنتم  دولة غير توسعية  فلما  يسيل  لُعَابُكُمْ  للإطلالة  على  المحيط الأطلسي بأي  ثمن  ولو كان حربا  تدوم  قرونا  يجوع  فيها  الشعب  الجزائري  ويعرى …

6) فتح المغرب  معبر الكركرات  وأصبحت  له  وحده  السيطرة  المطلقة على  كل  منافذه  وبذلك  يكون  قد  صفع مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمين  علينا  صفعة  لم  يكونوا  ينتظرونها  أبدا  وتركهم  في  حيص  بيص ، لقد  كان  فتح  معبر الكركرات  حركة  سحرية  سريعة  قامت بها  الهندسة  العسكرية  المغربية  أبهرت  العالم  وأصبحت  غصة   جديدة  في  حلق  العصابة الحاكمة  في  الجزائر ، وانتظر  حكام  الجزائر أن  يصدر  بلاغ  من  الأمم  المتحدة  يدين  ما  فعله  المغرب ، لكن  النتيجة  كانت  معكوسة  وهي  أن  المغرب  قد  تلقى  التهاني من  عدة  دول لأنه  فضح  قطاع  الطرق  ومن  كان  وراءهم  حيث  تقاطرت  على  المغرب  رسائل  التهنئة  تبارك  له  تلك  الخطوة  التي  حررت  معبرا  يعتبر  معبرا  ( دوليا ) في  وجه  حركة  التبادل  التجاري  بين  الدول لا  يجوز  إغلاقه  حسب  القانون  الدولي  الذي  يجهله  حكام  الجزائر ، لأن  هناك اتفاقيات  موقعة  بين  شركات  أوروبية  وأخرى  في  العمق  الإفريقي  تم  توقيعها  بين  دول  أوروبية  وأخرى  إفريقية على أساس تكلفة  النقل  البري المنخفضة عبر معبر الكركرات ومنها  شركات  إسبانية  لنقل  السمك  الموريتاني عبر  الموانئ  المغربية  إلى  أوروبا ، وهناك شركات أوروبية  لها  عقود  للتبادل  التجاري مع  دول  في  عمق  الصحراء  اختارت  الطريق  البري  الدولي (Tir  ) مما  يعني أن البوليساريو  والذين  يسوقونهم  كالبهائم  يتحدثون  عن  القانون  الدولي  وهم لا يعرفون عنه شيئا وهو الامتياز الذي يتفوق  به  المغرب  عليهم  لأن  له  رجال  سياسة  يتقنونه جيدا ، وَقِسْ على ذلك ما يجري في الأمور السياسية  الأخرى ،  حكام  الجزائر  بهائم  هائمة  على وجوهها  وتشتري  جهلها  بأموال  الشعب  الجزائري .

ثالثا : الضربات  الكبرى التي  أفقدت  حكام  الجزائر  صوابهم  وكَسَّرَتْ  بَوْصَلَتَهُمْ :

1) أصبح  واضحا  للعالم  أن  المغرب  لم  يعد  يكثرت  لمن  مع  البوليساريو  ومن  معه ، لقد اقتنع المغرب  أن  مرحلة  من اعترفوا  بالبوليساريو  ومن  سحبوا  اعترافهم  بها  أصبحت  جزءا  من  الماضي ( لم يعد يعترف  بالبوليساريو في الاتحاد الافريقي  سوى  12  دولة  فقط ) ، وأن  بسط  سيادته  على  كامل  الصحراء  المغربية  قانونيا أصبحت  مسألة وقت  فقط ، وأنه  ضَـمِنَ  طوفان  الدول  الإفريقية  أولا  وبعدها  دولا  أخرى  ستتسابق  لفتح  قنصلياتها  في  أراضيه  الصحراوية  المسترجعة  عام  1975  ، وما  أن  بدأت  الدول  الإفريقية  تعلن  عن  فتح  قنصلياتها  في  العيون  أو الداخلة  حتى  أصبح  حكام  الجزائر ( عسكر ومدنيين )  يعيشون  كوابيس  تلو  أخرى ، وقد  شرعنا  في  عملية  احتساب  الدول  الإفريقية  التي  فتحت  قنصليتها  في  العيون أو الداخلة  إلى أن  فتحت  أخرى  من  جزر كارايبي  ( هايتي ) قنصلية  لها  في الداخلة  فأوقفنا  عملية الحساب ، وهكذا  أصبح  خبر افتتاح  قنصلية  لإحدى  دول  العالم  في  الصحراء  المغربية  خبرا  عاديا لأننا  كنا  نجهل  الآتي ،  وكان  بعضُ  الساسة  المغاربة  دائما  يختمون  تعليقاتهم  على  مثل  هذه  الأحداث  بقولهم ( أما الآتي من المفاجآت  فلا  يصدقه  الجاهل  بحقائق تفاعل  دول  العالم  مع  قضية  الصحراء  المغربية ).

2) أصبح الكثيرون من مرتزقة الأمس يتخلون عن الجزائر في سعيها الشيطاني لتقسيم المغرب. وهكذا  فَـقَـدَ  حكام  الجزائر حليفين مهمين من مرتزقة الأمس و هم رئيس حكومة الباسك بإسبانيا، و رئيس لجنة الدفاع عن جمهورية الوهم بالبرلمان الأوربي اللذين قررا  معا  و في نفس الأسبوع التخلي عن الطرح الإنفصالي الإجرامي الذي تقوده الجزائر  ضد  المغرب .

3) الضربة القاضية  من  الولايات  المتحدة :  في  صباح  10 ديسمبر 2020 انتشر  خبر  توقيع  دونالد ترامب  قرار  الاعتراف  للمغرب  بسيادته  على  كامل  ترابه  الصحراوي ،  وهذا  قرار ليس  مثل  قرارات ( سحب  دويلة  إفريقية  اعترافها  بالبوليساريو ودعم  الحل  السياسي  التوافقي  على أساس  الحكم  الذاتي  تحت  السيادة  المغربية  ) لا  وكَلَّ ا ….أَبَداً  ليس  الاعتراف  المباشر  بسيادة  المغرب  الكاملة  على كافة  أراضي  الصحراء  المغربية  برا  وجوا  وبحرا  بقرار  رئاسي  لدولاند  ترامب  وقعه  أمام  العالم  مثل  خزعبلات  دويلات  إفريقية  انقطع  عنها  الريع  الجزائري  فقررت  سحب  اعترافها  بالبوليساريو ،  فمثل  تلك  الكلمات التي  يتفوه  بها  وزير خارجيةٍ  إفريقية ٍ هنا  وهناك   ما عادت  تقنع  المغرب  ، ثم  بعد  ذلك  يأمر نفس  القرار الأمريكي  بفتح  قنصلية  في  الداخلة وفي الأخير يتوجه  للصحراويين الذين  يعيشون  في  خلاء  تندوف يثير انتباههم بأن  للمغرب  مقترح  للحكم  الذاتي  يمكنهم  الاستفادة  منه  قبل  فوات  الأوان … وهذه  فقرة  نقدمها  من  نص  قرار ترامب  الذي  يعترف  فيه  بسيادة  المغرب على  كامل  صحرائه ، يقول ما يلي  حرفيا :” تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء الغربية ، وتعيد تأكيد دعمها لاقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية ، إن الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خياراً واقعياً لحل النزاع وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن “….  طبعا  لقد  كان قرار ترامب  بمغربية  الصحراء  مفاجأة  صَعَقَتْ  الجميع  وبقي العالم  مندهشا  لهذا  القرار  فترة  قليلة إلى أن  خرج  الأمين  العام للأمم  المتحدة  من صمته  معبرا  عن  رأي  الأمم  المتحدة  في الخبر الذي  أخلط  أوراق الهيأة الأممية حيث  نشرت  ( مجلة القدس العربي ) مانشيط  يقول : ” غوتيريش لـ”القدس العربي”: لا تغيير على وضع الصحراء الغربية والحل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن …

رابعا : الإعلان عن اجتماع استثنائي لمجلس الأمن لمناقشة قضية الصحراء :

كثرت  الأقاويل  والتأويلات  وخرج  جهابذة  الجهل  الفظيع  في  السياسة  لحكام الجزائر  يُـبْخِسُونَ  قرار  ترامب  بأنه ( لا حدث ) وكأنه  قرار من دويلة ملاوي أو إريتيريا ، إنه  قرار أكبر دولة  تحكم  العالم  اقتصاديا  وعسكريا  شاء من شاء وكره  من  كره ، كلنا  يكره  أمريكا  لكن  ليس  في  السياسة  محبة  وعشق وصداقة ،  نحن  نحب  فلسطين  لكن  بماذا  نَفَعَ  حُبُّـنَا  فلسطين ، بلا  شيء ، بل  بالعكس كانت  تَفْرِقَـتُـنَا  كعرب  تنعكس على الفلسطينيين فيتناحرون   فيما بيننهم  بسبب  تناحرنا  نحن  كدول  بعضها  يُشَرِّقْ  وبعضُهَا  يُغَـرِّبْ … قلتُ  خرج  جهابذة الجهل  المُرَكَّبِ  لحكام  الجزائر ( عسكر ومدنيين )  بتحاليل خرافية  من  مثل ”  نحن  متأكدون  أن  جو  بايدن  سيلغي  قرار  ترامب بسهولة  !!!وكأن الأمر  في  أمريكا  مثله  مثل  الأمر في  الجزائر ، لأن آلاف  القرارات  تصدر في  الجزائر اليوم  وتتبخر غدا  لأن  مزاج  الرئيس  الجزائري  مقلوب … كل  شيء  يقال  في  الجزائر فهو  صفر  على  اليسار  …بعد  قرار ترامب  بمغربية  الصحراء  وبكل  مسؤولية  تقدمت  المستشارة الألمانية  أنجيلا ميركل  يوم  17 /12 / 2020  باقتراح  عقد اجتمتع استثنائي لمجلس الأمن لمناقشة قضية الصحراء الغربية  على ضوء اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها  باعتباره  مُسْتَجَدّاً  جديداً  يستحق  النظر فيه ، ويجب  الذكر أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، قد أرسلت إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس وإلى مجلس الأمن  نسخة من إعلان ترامب الذي يعترف “بأن كامل أراضي الصحراء الغربية جزء من المملكة المغربية” ولا شك أن أنجيلا ميركل  هي أيضا  بدورها  قد استشارت مع  باقي  دول الاتحاد الأوروبي  حول  الموضوع  ،  وهكذا تقرر أن  يكون  الاجتماع الاستثنائي  لمجلس الأمن  يوم  الاثنين  21 / 12/ 2020 ….

خامسا: ستة أيام من الرعب والفزع عاشها حكام الجزائر قبل  تداول أخبارٍ عن مُخْرَجَاتِ هذا الاجتماع الاستثنائي :

أغلبية  الساسة   ( أقول  الساسة  وليس  البهائم  الجُهَّالَ  أمثال حكام  الجزائر لأن  هؤلاء الجهلة  مجرد  عسكر  حلوف )  أقول  أغلبية  الساسة  الذين  يتابعون  مجريات  أحداث  الصحراء المغربية  لم  يعيروا  هذا  الاجتماع  الاستثنائي أي  اهتمام بما  فيهم   المغرب  المعني بالأمر  ، خاصة  بعد أن  علق غوتيريس  على  قرار  ترامب بأنه ” لا تغيير على وضع الصحراء الغربية والحل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ” ، وحينما  يقول  غوتيريس  هذا  الكلام  فإنه  يقرر  واقعا  لا خلاف  فيه  إلا  عند  حكام الجزائر  الذين  يعيشون  طول  عمرهم  وهم  يَـقْـلِـبُونَ  الحقائق  ويرون العالم  بنظرة  خاصة  تُمَيِّزُهُمْ  عن  بقية  خلق  الله ، فطيلة  ستة أيام  وهم  ينشرون  أخبارا  وتخاريف  منها  مثلا : أن  مجلس  الأمن  في  هذا  الاجتماع  الاستثنائي  ( سَـيُدِينُ  قرار  ترامب  كما  سَـيُدِينُ   المغربَ  الذي  خرق اتفاق وقف إطلاق  النار  وسيخرج  بقرار  في  صالح  البوليساريو  لأن  ترامب  ارتكب  خطيئة  الاعتراف  بمغربية الصحراء !!!) ، وفي أسوإ الأحوال  قرار إدانة  لما قامت به البوليساريو في معبر الكركرات  وتمزيقها   اتفاقية  وقف  إطلاق  النار  وإعلان  الحرب  على المغرب  !!! لكن  بعضهم  تحدث  عن  صفقة  بين  المغرب و أمريكا  تتضمن  مقايضة   اعتراف  ترامب  بمغربية   الصحراء  مقابل  اعتراف  المغرب  بإسرائيل (  ومعلوم  لدى  المهتمين  السياسيين أن المغرب  وإسرائيل  كانا قد  تبادلا  مكتبين  للاتصال  في  كِلَا  البلدين  ما بين  1994 و 2000 )  و حسب  وجهة  النظر الأخيرة   سيخرج هذا  الاجتماع  الاستثنائي   بقرار نهائي  يعترف  فيه  مجلس  الأمن  بمغربية الصحراء  بضغط  من  أمريكا  وحلفائها  رغم  أنهم  سمعوا  غوتيريس  يقول ” لا تغيير على وضع الصحراء الغربية والحل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ” ، كل  ذلك  وخلال  ستة  أيام  وحكام الجزائر  وهم  مرعوبون  ويعيشون  الهلع  والفزع  والجزع   وقد  أصابتهم  جميع  أنواع  المغص  في  الأمعاء  والجمجمة  لأن  الأمر  في  نظرهم  خطير جدا  ، ويطرحون  على  بعضهم  البعض  أسئلة  خارج  منطق  الأحداث مثل :  لعل ممثلة  أمريكا  في  مجلس الأمن  تكرهنا  وستدفع  في  اتجاه  ضياع  الصحراء من أيدينا ، و لا ننسى فرنسا  صديقة المغرب  في  قضية الصحراء  ستسير  في  نفس  الاتجاه  وتدعمه ، وقِسْ  على ذلك من الخيالات  الوهمية ..

سادسا: الاجتماع الاستثنائي لم يكن سوى :” تقييم للأوضاع الجديدة في الصحراء المغربية بعد قرار ترامب فقط”:

الصحراء الغربية: مجلس الأمن يطلق رصاصة الرحمة على صفقة ترامب والمخزن  :  هذا  مانشيط  طويل  عريض  تَصَدَّرَ  الصفحة  الأولى لجريدة  الشروق  أون لاين الجزائرية  بتاريخ  22 /12/2020  يفضح  جهل حكام  الجزائر  ( عسكر ومدنيين )  وضَحَالةَ  وقَحْطَ  وجفاف  أمخاخ  مزابل الإعلام  الجزائرية الكريهة  ، ويكشف  مدى  الرعب  والخوف  والذعر  الذي كانوا يعيشونه   جميعا  – حكاما  ومزابل  الإعلام  – تخوفا من  مُخْرَجَاتِ  انعقاد الاجتماع  الاستثنائي لمجلس الأمن  الذي  انعقد  يوم  21 /12/200  ،  لكن  بعد  أن  بدأت  تتسلل  بعض  الأخبار  من  هنا  وهناك عن  مُخْرَجَاتِ  ذلك الاجتماع  عَـمَّ  الفرح  والسرور  ( شعب  بومدين  الحلوف )  وعلى  رأسهم  مافيا  جنرالات  فرنسا  من  أصل  جزائري وكذلك  ما يسمى  بالدبلوماسية  الجزائرية  التي  تُرَاكِمُ  الفشل  والهزائم  تلو  الأخرى ،  بالإضافة  إلى مزابل  الإعلام  الجزائري  الكريهة ،  فرحوا  أشد  الفرح  لمجرد أن  مجلس الأمن قد  خرج  أعضاؤه  من  هذا  الاجتماع  كما  دخلوا أي  لم  يُصْدِرْ أَيَّ  قرار….وفي  الحقيقة  هذه  وحدها  طعنة  في  قلب  جنرالات الجزائر ،  حيث  كان  الأمر لا  يعدو  كونه  تقييما  للأوضاع الجديدة في الصحراء المغربية  بعد قرار ترامب  (Évaluation des nouvelles conditions au Sahara marocain après la décision de Trump)) ،  بالإضافة  إلى  موقف  مجلس الأمن  من  تدفق  فتح  سلسلة  من  القنصليات  الدولية  في الصحراء المغربية  بشكل  مُبْهِرٍ يفوق  الخيال ومع  ذلك  أبدى  حكام  الجزائر  فائضا  من  الفرح  وهذا  دليل  أنهم  كانوا  مرعوبين من  نتائج  هذا  الاجتماع  الاستثنائي … لقد  اختلط  الأمرُ على  حكام  الجزائر  فهناك  أولا  :  من  كان  يتمنى أن يُدِينَ  مجلس الأمن قرار أمريكا  بشأن مغربية  الصحراء  ويوصي  بإغلاق القنصليات  المفتوحة  في مدينتي  العيون والداخلة ، ثانيا :  كان  كثيرهم  مرعوبا  ومصابا  بالهلع  الصيني ،  والفزع  المُهْوِلُ  من  إصدار  قرار قد  يتخذه  مجلس الأمن  في  هذا  الاجتماع  الاستثنائي  ينص  على ”  الحسم  النهائي لأعضاء  مجلس الأمن  بأن  تكون  المفاوضات  القادمة  مع  المغرب  على أساس  واحد  ووحيد  وهو  الحكم  الذاتي  تحت السيادة  المغربية  دون  مزيد  من  ضياع  الوقت ولا  لَفٍّ  ولا دوران ،  وأن لا  يكون تمثيل  الصحراويين  حصريا  على قُطَّاعِ  الطرق ( البوليساريو ) بل  توسيع  مشاركة  كافة  أطياف  المجتمع  الصحراوي  بدون  استثناء ،  بمعنى  سحب  حصرية   تمثيلية  الصحراويين  في  مرتزقة  مافيا  جنرالات  الجزائر المعروفة  بالبوليساريو )  وسيناريو  الكابوس  الأخير هو الذي  كان  مـسيطرا  عـلى  أغـلبية  حكـام الـجزائر ( عسكر ومدنيين )  بدليل  مانشيط  السرور  والفرح  الذي  أطلقته  جريدة  الشروق أون لاين  بعنوان  يخزي  بصاحبه  ويفضح  جهله  بما  تحت أنفه ، كل  هذا  الفرح  والسرور  كان  صوريا  لأن  حكام الجزائر  – رغم  غبائهم  –  صدمتهم  صَخْرَةُ  :  أن  هذا  الاجتماع   قد  قطع  نهائيا  مع  الممارسات  القديمة للدول  الكبرى  مع  قضية  الصحراء  وسيخرج  مجلس الأمن  في  أكتوبر 2021  بقرار  سيقبر  كل  أحلام  حكام  الجزائر  نهائيا  بكلام  واضح  وبخط  أسود  على  ورقة  بيضاء .

  • مؤشرات  استمرار  الرعب  في  دواخل  حكام الجزائر بعد هذا الاجتماع الاستثنائي :  بعد  أيام  ظهر  لحكام  الجزائر الجهلة  أن  الأمر  لن  يمر دون  أثر  مرعب  لهم  ولمرتزقتهم  البوليساريو  وأنهم  كانوا  يسيرون  عكس  التيار  و يتكبرون  على  كل  حركة  ودية  تصدر من  الجانب  المغربي ، أدركوا  أن اعتراف  ترامب  بمغربية  الصحراء لا بد  سيقلب  موازين  القوى  نحو  المغرب  التي  كانت  علاماتها  ظاهرة  منذ  2008  في قرارات  مجلس الأمن  التي  تتولى  الولايات  المتحدة  صياغتها  وكتابتها ، إذن  فليترحموا  على  ألاعيبهم  التي  كانوا  يستحمرون  بها  بعض  الدول  المغفلة  أصلا  ويمكن  إيجاز  ما  أدخل  اليأس  في  صدور  مافيا  حكام  الجزائر ( عسكر ومدنيين ) :  أنه  قد  بدأت  تتسرب  أخبار عما  دار  في  هذا  الاجتماع  وأهمها : ” الفشل  الذريع  الذي  لقيته  جنوب  إفريقيا  في  استصدار ولو  كلمة  واحد  مباشرة  أو غير  مباشرة  تدين  قرار  ترامب  باعترافه  بمغربية  الصحراء أو إدانة  السيل  الجارف  للقنصليات  التي  نَـبَـتَـتْ  كالفِطْرِ  في  الصحراء المغربية  وسيتزايد  عدد  هذه  القنصليات مثلا  ينتظر فتح  ( مصر – إيطاليا – إنجلترا )  قنصلياتها  في  القريب  ، وقد  ظهرت  جنوب  إفريقيا  رئيسة هذا  الاجتماع  الاستثنائي  عاجزة  وذليلة  بل  قزما  إفريقيا  ضحك  عليه  حكام  الجزائر  وَوَرَّطُوهُ  في  قضية  خاسرة  لأن  ممثلها  جيري ماتجيلا  كرر  أمام  الصحافة  ما  قاله  الأمين  العام  للأمم المتحدة  ” أن أي  حل  سيكون  عن طريق  مجلس  الأمن  وقراراته  فقط  لا غير ”  لكنه  تدارك  وصرح  موضحا  للصحافيين  بأنه  سيتكلم  بصفته  ممثلا  لجنوب  إفريقيا  وليس  رئيسا  لمجلس الأمن  لشهر دجنبر 2020  وعبر  عن  موقف  دولة  جنوب  إفريقيا  من قضية الصحراء  بالأسطوانة  المشروخة إياها – كانت  معظم  تدخلات أعضاء  مجلس الأمن  تصب  في  دعم  وتثمين  مبادرة  ترامب  وتدفق  فتح  القنصليات  في  الصحراء المغربية –  باستثناء  جنوب إفريقيا  تكاد  تكون  كل  الدول  الأخرى  تؤكد  أن  الحل  الوحيد  لقضية  الصحراء  المغربية  هو مقترح  المغرب  تحت  السيادة  المغربية –  تكاد  تتفق  أغلب  دول  مجلس الأمن  في  هذا الاجتماع  على  عدم  إمكانية  قيام  دويلة  بين  المغرب  وموريتانيا ، وهكذا  سيستمر  الرعب  والجزع والذعر والهلع والرهبة  من  كل  حركة أو سكنة  تقترب  من هذا  الملف  ولو من  بعيد خاصة  وأن  تسعة  أشهر  القادمة  لن  تكون  سوى  أيام  وليال  سوداء  ستحرم  حكام  الجزائر  من  النوم …

سابعا :مجلس الأمن يُـقْـبِرُ أماني مافيا جنرالات الجزائر ويفضح  جهل الدبلوماسية الجزائرية بأبجديات السياسة.

تبين  للعالم  أن  الجزائر  يحكمها  ( جماعة  من  حلوف  العسكر  الجَهَلَةِ )  يحيطون  بهم   الخونة  من الانتهازيين  واللصوص  الذين  يكرهون  الشعب  الجزائري  أبا  عن  جد ، وكانت  59  سنة  من  السيطرة  بالقوة على الشعب  وتكبيله  و تكميم  أفواهه  وقمعه  و زَجِّ  أحراره   في  السجون ، بالإضافة  للحالة   المزرية  للبلاد  عموما  ونحن  في  2020   ( انهيار اقتصاد  الجزائر عموما  الذي  تؤكده  22,6  مليار  دولار  من  العجز  في  ميزانية  2020 + انعدام  البنية التحتية  رغم  الثروة  الهائلة  التي  مَرَّتْ  بين  يدي  العصابات  الحاكمة + انهيار المنظومة  التعليمية + انهيار المنظومة  الصحية +  سيادة  الكراهية  بين  أحرار  الشعب  و( شعب  بومدين  الحلوف ) +  تأكد  الشعب  من انعدام  العدالة  وخاصة  بعد  المسرحية  الهزلية  لمحاكمة  بيادق  بوتفليقة  الذين  سيخرجون  من  السجون  الواحد  بعد  الآخر  ليتمتعوا  بما  سرقوا من أموال + التأكد  من  عودة  رب  دزاير ( أستغفر الله  العظيم )  المدعو  توفيق  مدين  إلى  دواليب السلطة   في  الجزائر  مؤخرا  الخ الخ الخ … والباقي  سواد  المستقبل  البهيم  وفقدان  الثقة  في  كل  شيء … وحصد  المزيد  من  الهزائم  على  المستوى  الدبلوماسي  وخاصة  ما  تعلق  بقضية الصحراء  المغربية ،  إذن  انهارت  أحلام  حكام الجزائر  في  ما  خططوه  لفصل  الصحراء  عن وطنها  الأصلي  وتناثرت  معها  آلاف  الملايير من  الدولارات  في  الفضاء ،  فلا أموال  تصرفها  المافيا  الحاكمة  على  مستلزمات  الحياة  اليومية  فقط  ولا صحراء  مغربية  تم  انتزاعها  من  بين  مخالب  وأنياب  الجيش  المغربي ….واليوم  ترى  مافيا الجنرالات في  الجزائر  سفينتها  تغرق  وفي  نفس  الوقت  يشاهدون  ما  صنعت  أيديهم  من أحلام  وهي  تتطاير في  الهواء  وخناجر  تطعنهم  صدورهم  وظهورهم  جراء  تتابع  هزائمهم  النكراء   في  قضية  الصحراء  المغربية  .

*  السفير الأمريكي  بالرباط  يمحو  بيده  الخط  الوهمي  الذي يفصل  الصحراء عن  بقية  المغرب ويوقع  فوقه  على طريقة  ترامب :  في  الوقت  الذي  كان  الرَّعَادِيدُ ( جَمْعُ  رِعْدِيدٍ وهو الجبان الذي يسكن  الرعب دواخله   ويتوجس  خيفة من أي  حركة  بجانبه )  في  الوقت  الذي كان  الرعاديد  يَغْرَقُونَ سياسيا  واقتصاديا  واجتماعيا  والرعب  القاتل  يتضخم  وينهش دواخلهم  وفقدوا  صوابهم  وأصبحت  مزابل  وسائل إعلامهم  تهرف  وتخرف  بكلام  المجانين ، في  ذلك  الوقت  كان  السفير الأمريكي  في  الرباط  يصب  الملح  على  الجراح  الثخينة الثخينة  للعصابة  الحاكمة  ،  ويقف  أمام  كاميرات  العالم  ويمحو  الخط   الوهمي  الذي  كان  يفصل  بين  الصحراء  المغربية  ووطنها  الأصلي  ويوقع  فوق  المكان  الذي  كان  فيه  ذلك  الخط  الوهمي  دليلا  على أن أمريكا  قد اعترفت  بسادة  المغرب  على  ما  تحت  ذلك  الخط  الوهمي  الذي  أراده   البعض  أن  يبقى  إلى  الأبد ، وهي  رسالة  من  السفير أن أمريكا  ستقف  بكل  قوتها  العسكرية  والاقتصادية  بجانب  المغرب  وتعترف  له  بحقه  في  تلك  الأرض  وانتهى  الأمر ( وهذه  هي  رسالة  السفير إلى  أعداء  المغرب )   ومن  أراد  أن  يسف  التراب  ما عليه إلا  أن  يتهجم  بسوء  على  ذلك  الخط … هل  سيستمر  الشعب  الجزائري  في  سف  التراب  من  تحت  صباط  العسكر  ليستمر  العسكر في  هدر  أموال  الشعب  الجزائري  على  قُطَّاع  الطرق  الخونة  الانفصاليين  من  البوليساريو  رغم  ظهور  علامات  قوية  جدا  على  أننا  نناصر  قضية  خاسرة  ونصرف  عليها  من  دمائنا ؟  ، ليس  كل  من  ادعى  أنه  شعب يريد  الانفصال  عن دولة  نناصره ، فلماذا  لا نناصر الكاطلانيين والاسكتلنديين وشعب كورسيكا ومسلمي الشيشان وغيرهم  كثير ممن  يدعي أنه  شعب  لا علاقة  له  بالدولة  التي  يعيش  تحت  ظلها ؟  حكام  الجزائر  مرضى  باللهاث  وراء  كل  سراب  في  الآفاق  البعيدة ، وعلى رأسه  سراب  الصحراء  المغربية .

  • صرح  السفير الأمريكي  بالرباط  بأن  أمريكا  (  جمهوريين  وديمقراطيين )  لن  يتخلوا  عن  المملكة  المغربية  التي لهم  معها  علاقة  منذ  قرنين  ونصف من  الزمان ( المغرب أول  دولة تعترف  في  سنة  1777 ” بالولايات الحرة ”  وهو الاسم  الأول  لبداية  تأسيس  الولايات  المتحدة  الأمريكية  أي بعد  استقلال هذه الولايات عن الانجليز  وقبل  الحرب  الأهلية  الأمريكية ( 1861 – 1865 )، وكان هذا الاعتراف  في  عهد  السلطان سيدي محمد  بن عبد الله  أحد أبناء مولاي إسماعيل  1710 – 1790)  وزاد   السفير  قائلا  في تصريحه  بعد  مَحْوِ  الخط  الوهمي : “ستكون  أمريكا  قائدة  قافلة  التعريف  بحقائق  هذه  القضية  المفتعلة ” إذن  ستبدأ  مِمْحَاةَ  أمريكا  بكل  وسائلها  الإعلامية  وأموالها  التي  ستستثمرها  في  الصحراء  المغربية  في  مَحْـوِ  ما  بقي  من  تخاريف  صرفت  عليها  عصابات  حكام الجزائر  طيلة  45  سنة  مئات  الملايير  من  الدولارات ،  وكما   فعلت  العصابات  التي  توالت  على  حكم الجزائر طيلة  59  سنة  ستصرف  أمريكا  الملايير وستطل  على  العمق  الإفريقي  وسيكون  الجميع  رابحا  حسب  سياسة  المغرب الاقتصادية  المبنية على  أساس (  رابح  رابح  )  لكن الفرق  بين  ما  صرفته  العصابات  التي  حكمت  الجزائر  و لاتزال  تحكمها هو أنها  كانت  تصرف  أموال  الشعب  الجزائري  على  الباطل  واليوم  ظهر  الحق  وزهق  الباطل  ، وهذا  الحق  حقٌّ  في  سبيل  نشر  الخير  والسلام  ( إلا  على  الذين  يَنْبُشُونَ  للبحث  مرة  أخرى  على  خراب  بيوتهم  وهذه  المرة  سيجدون   الشعب  الجزائري مع الحق لإفناء  الظلمة  من جنرالات  فرنسا  من  أصول  جزائرية  الذين  قهرونا وقمعونا وسرقوا خيراتنا سنقوم  ضدهم  كرجل  واحد إن شاء الله ) …

  • ستكون  الشهور  العشرة المقبلة  أي  قبل  صدور  قرار مجلس الأمن لشهر أكتوبر 2021  ، ستكون  شهور  العذاب  الأليم والرعب والفزع  المؤرق  لمافيا  حكام  الجزائر لأن  القرار  القادم  لن  يكون  مثل  القرارات  السابقة  حتما  وسوف  يوفي  مجلس  الأمن  بما  ينشره  هنا  وهناك  من  تصاريح  حول  عبثية  هذا  الصراع  الجزائري  المغربي ، لذلك  سيكون  لقرار  ترامب  أثرا  حاسما  في  الدفع  بفرض  حل  الحكم  الذاتي  أو  على  الأقل  إنزال  عقوبات  صارمة  على  البوليساريو  ومن  يناصرها  لأنهم  مجرد  عصابة ليست  لها  أي  قضية  وقد  فَــطِــنَ  العالم  لذلك  وأخذ  يتزاحم  لخطب  ود  المملكة  المغربية  كلما  أتيحت  له  الفرصة  ، خاصة  وأن  أمريكا  ستفتح  عاجلا  قنصلية لها  في  مدينة الداخلة  المغربية  بوابة  المغرب  على  العمق  الإفريقي  سوق  بأكثر  من  100  مليون  نسمة ، ونحن لا نزال  نتلهى بما نتقصاه  من أخبار  عن  العلاقة بين  الجنرالات أو البحث عن أي جماعة منهم ستكون  الأقوى  لتستمر في حكمنا  قرونا أخرى.

عود  على  بدء :

في  صيف  عام  2009   ذهبنا  إلى  تونس  وشاءت  الأقدار  أن  نجلس  نحن جماعة من  أحرار  الجزائر  قرب  عائلة  تونسية  بأحد  شواطئها  الجميلة  وكان لهذه  العائلة  عدد  من  الأطفال ، ولما  طال  بنا  الجلوس  بجانبهم  استطاع  أحد  أصدقائي أن  يربط  الحديث  مع  رب  العائلة  وكان  يبدو  في  سن  الستين  من عمره  ، تحدثنا  عن تونس  وجمالها  وترحيب  أهلها  بالجزائريين  كل  صيف ، ولم  نستطع  الحديث  عن  الجزائر  رغم  أن  السيد  التونسي  مَـرَّ  مُرور  الكرام  بأسطوانة  (  الجزائر  بلد  الشهداء وووو )  ومَـرَّ  الرجل مُرورَ  الكرام  بذكر  المغرب  وكانت  زوجته  غير  بعيدة عنا  لكنها  في مواجهة  البحر ويفصل  بيننا  وبينها  زوجها ولُعَبُ  أطفالها  ومناشفهم  على  الرمال ، ولما  سمعت  ذكر المغرب  جلست  فجأة  والتفتت  نحونا  وأزالت  نظاراتها   الشمسية  عن  عينيها  فبدت  لنا  امرأة  تونسية  الملامح  صارمة  في  الكلام  يبدو عمرها  في  نهاية  العقد  الرابع  وقالت  لنا  جملة واحدة من كلمتين : ( المغرب  جنَّة )  فوجئنا  بتدخلها  في  حديثنا  وفوجئنا  بالحماس  الذي  تلفظت  به  تلك  الجملة  التي  صعقتنا  بها  جميعا   نحن   الجزائريين ، فانتهزتُ  الفرصة  لأُرْضِيَ  فضولي  وقلتُ  لها  من  بعيد  :  هل  أنتِ  مغربية  ؟  فقالت  بنفس  الحماس :  لا  أنا  تونسية  لكن  أُتِيحَتْ  لنا  فرصة  زيارة  عائلة  تونسية  تقطن  بالمغرب ، ثم أشاحت عنا  لتعود إلى  وضعها  الأول ،  هنا  استلم  المشعل  منها  زوجها  ليستفيض  في  سرد  ذكرياته  عن  رحلتهم  إلى  المغرب ، كاد  الرجل  أن  يطير  عقله  وهو  يتحدث  مع غير التوانسة  وغير  المغاربة  عن  المغرب  وعجائبه  وكرم  أهله  واستغرابه  من  نمط   عيشهم  الذي  اختصره  في  كون   مكونات  المؤونة  التي  يعيش  بها  كل  الشعب  المغربي   هي  واحدة  وفي  متناول  الجميع  أي  أغنيائهم   وفقرائهم  ، وأضاف  لا  يفرق  بين  الغني  والفقير  في  المغرب  إلا   الكماليات  التي  تعطي  للعيش  نكهة  الرفاهية   فقط  أما  الأساسيات  فكل  الشعب  المغربي  يتوفر عليها  وبسهولة  وبأبخس  الأثمان  ،  لكنه  يضيف  ملاحظة  وهي  أن  هناك  طبقة  صغيرة  جدا  متأثرة  بنمط  العيش  الأوروبي  فهم   كذلك  يجدون  ما  يتطلبه   نمط  عيشهم  ، وكان  يُضيف  إلى  ما  شاهده  بعينيه  ما  تحكيه  تلك  العائلة  التونسية  المقيمة  بالمغرب  عن  مقارنة  معيشتهم  التي  كانت في  تونس  ومعيشتهم  في  المغرب ، وأضاف  ملاحظة  مهمة  حيث  قال : من  حسن  حظه  أن  رب  العائلة  التي  استضافتهم  في  المغرب  يعمل  مع  مستثمر  عربي  لم  يذكر  جنسيته  متخصص  في  بناء  عمارات  كثيرة  جدا  وفي  عدد  كبير  من  المدن  المغربية  للسكن  الذي  تشرف  الدولة  على  بيعه  لذوي  الدخل  المحدود  وقد  ذكر  لنا  نوع   ذلك  السكن  لكنني  نسيته ،  وعلَّقَ  على  ذلك  بكون  المغرب   سيتغلب  على  أزمة  السكن  في  حدود  العشر  السنوات   المقبلة  حسب  نظره ، كان  الرجل  منبهرا  بالورش  الضخم  الكبير  جدا  لميناء  المتوسط  ( شاهد  أوراشه  الضخمة  ولم  تكن  بعد  قد  انتهت  الأشغال  فيه  أثناء  زيارته )  لأن  مضيفه  اقترح عليه  أن  يزور  معه  بعض  المدن   المغربية  الأخرى  نسيتُ  أسماءها  لكنني  أتذكر  ما  قاله  عن  الدار البيضاء  التي  أقام  بها  حوالي  الشهر  فكان  معجبا  جدا  بزيارته  للمغرب  وكان  يكرر  دائما ( لن أنسى  تلك  الزيارة  أبدا  لبلاد  المغرب  بلد  الأمن  الروحي  والاجتماعي ) … ولما  انتهى  من  حديثه  عن  المغرب  سأله  أحد  أصدقائي : هل زرتَ  الجزائر؟  فرد  باقتضاب : لا ، لم  أزر  الجزائر ….

لقد كان  لهذه  العائلة التونسية  الفضل الكبير  في أن  أفتح   عيني على واقعي  المؤلم  خاصة  وأنني  كنت  مُهَيَّـئاً  وعندي  استعداد  كبير  لذلك  (  وأظن  أن  ذلك  هو واقع  كل  الجزائريين  إلا  شعب  بومدين  الحلوف )  ثم  إن  الرجل كان  يتحدث  عن  المغرب  وفي  أعماقه  حسرة  على  بلده  تونس  أحسست  بها  لأنني  جزائري  أحمل  حَسَرَاتٍ  على  بلدي  لكن  الحسرة  عن  الحسرة ( تِـفْـرِقْ )  كما  يقول  إخواننا  المصريون ،  كنت  أتحسر  على  جواب  سؤال يؤرق  كل  الجزائريين :  لماذا  نأتي  في  الصيف  إلى تونس  أليس  لدينا  شواطئ  في  أكبر  بلد  في  إفريقيا ؟  بالتأكيد  لدينا  شواطئ  رائعة   لكنها  مهملة ، والذين  يحكموننا  ليست  لهم  نية  استصلاحها  وإعدادها  كمشاريع  للسياحة  الداخلية  لأنهم  يكرهون  الشعب  الجزائري  والخير  للشعب  الجزائري  ولأنهم  يقضون  عطلهم  خارج  الجزائر  طبعا  ليس  في  تونس !!!

لم  أجد  نهاية  لهذا   الموضوع  أفضل  من  حكايتي  مع  هذه  العائلة  التونسية  لأنها  دليل  قاطع  ولا  يحتاج  إلى  إنكار  أن  المملكة  المغربية  بعد  استقلالها  وضعها  أهلها  على السكة  الصحيحة  لتمشي  رويدا  رويدا  نحو  التقدم  الحضاري  عامة  ولو  ببطء  بسبب  كثير من الإكراهات  ، ومن  خصائص  التقدم  الحضاري  للحكام  كيفية  تدبير  المشاكل  اليومية  للشعب  قبل  كل  شيء ، ولا زلت  أذكر  كلمة  للسيد  عمار  سعيداني ( كان أمينا عاما  لجبهة  التحرير )  قالها  قبل  قنبلته  عن   ( مغربية  الصحراء  )  حيث  قال  وفي  نفس  سياق حديثه  عن قضية  الصحراء  حينما  قال  مامعناه ( لو تحدثت  عن هذا  الموضوع  سيخرج  الشعب  الجزائري  إلى  الشارع  )   لكنه  قال  جملة  أخرى  لا زلت  أتذكرها  وهي  : ” عندي أنا  الجزائر أولا  والجزائر ثانيا  والجزائر ثالثا ” وفي  ذلك  إشارة  إلى  إهدار  أموال  الشعب  الجزائري  على  قضية  الصحراء …  في  هذا  الوقت كان  المغاربة  يعرفون  كيف  يدبرون  مشاكلهم  اليومية  واضعين  الأسبقية  لحاجيات  العيش  اليومي  للشعب  لكن  في  نفس  الوقت  كانوا  يعرفون  كيف  يدبرون  تحقيق  طموحاتهم  الوطنية   كبلد  له  طموح  للريادة  في  المنطقة  ومن  حقه  أن  يحقق  طموحا  مشروعا  لا  يمس  حقوق الآخرين  لكنه  لن  يتنازل  عن  حقوقه  وخاصة  حقه  التاريخي  المشروع  في  قضية  صحرائه  التي وبالمناسبة  قد  صفع  عمار  سعيداني  جنرالات  الجزائر عام  2019  بهذه  الحقيقة  حيث قال : ” أعتبر من “الناحية التاريخية أن الصحراء مغربية وليست شيئا   آخر   واقتطعت   من المغرب  فــي     مــؤتمر برلين    ( 1884) وفي رأيي أن الجزائر التي تدفع أموال ا كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، دفعت ثمنا غاليا جدا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة […]  لأن الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليساريو، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها. هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر”.  ( انتهى  تصريح  عمار  سعيداني ) …. وهذا  هو الفرق  بين  حكام  يضعون الأسبقية  لحاجيات  الشعب  اليومية  لتأتي  بعدها  الطموحات  الاستراتيجية ،  الشعب  الجزائري  منذ  1962  وهو  مجرد  جماعة من  العبيد  عليها  أن  تصمتَ  لأن  الجنرالات  الحاكمين  – بعد  طرد  فرنسا  من  الجزائر  طبعا  حسب  ادعاءات  العصابة الحاكمة –  هؤلاء  الجنرالات  شغلهم   الشاغل  هو  تحقيق  الأهداف  الاستراتيجية  للبلاد  وهي  الإطلالة  على  المحيط  الأطلسي أما  حاجيات  الشعب  فلتذهب  إلى  الجحيم (  ياكلو  لحجر ) …

إن  الشيء  الكبير  الذي  ساهم  في  انتصارات  المغرب  في  قضية   الصحراء  هي  الجهل  المُطْبِقْ  لحكام  الجزائر  (عسكر ومدنيين )  بالسياسة  والدبلوماسية  على  الخصوص ، وأن  كل  ما كانت  تجنيه  جزائر  المافيات   في  الماضي  من  دعم  مزيف  من  بعض  الأفارقة  أو  الانتهازيين  عموما   قد  تبخر  لأنها  كانت  تشتري  ذلك  الدعم  بخيرات  الشعب  ، ولما  بدأت  خيرات  الشعب  تسير  نحو  الانقراض  بدأت معه  الصراعات  على  بضعة  ملايين  من  الدولارات  الباقية  بين  يدي  لصوص  الجزائر  الحاكمين  علينا  ، بالإضافة  لنهضة  أحرار  الشعب  الجزائري  في  حراك  22  فبراير  2019  مما  زاد  في  تضييق  الخناق  على  المافيا  الحاكمة في  الجزائر  فأصابهم  الدوار  وتحطمت  بوصلتهم  فتاهوا  في  خضم  المتغيرات  التي  يعرفها  العالم  وهم  جماعة  إذا  خاطبهم  أحد  بقاموس  القرن  21  لا  يفهمونه  لأنهم   سجنوا  أنفسهم  في  قاموس  السبعينيات  من  القرن  الماضي ، ومن  توقف  يوما  فقد  تأخر  قرنا  عن  غيره  ، لذلك  فهم  اليوم  يعيشون الرعب  القاتل  بسبب  جهلهم  بالسياسة  وسيعشون  10  أشهر  تحت  سيف  مدلى  فوق  رقابهم  اسمه  أكتوبر 2021  ، لأن  مجرد  اجتماع  استثنائي  لمجلس  الأمن  كشف  رعبهم  وفزعهم  وجزعهم  وذعرهم  ورهبتهم  عبرت  عنه  جريدة  الجزائر  أون  لاين  من  حيث  لا تدري  في  مانشط  ( الصحراء الغربية: مجلس الأمن يطلق رصاصة الرحمة على صفقة ترامب والمخزن  )  وهو في  الحقيقة  ليس  لا  رصاصة  رحمة  ولا  هم  يحزنون ، لكننا  نستشف من  هذا  العنوان  مدى  الرعب  والفزع  من  ذلك  الاجتماع  الأممي  الذي  لم  يكن  سوى  اجتماع  لتحيين ( mise à jour)  معلومات  بقية  أعضاء  مجلس  الأمن  للوضع  في  الصحراء  المغربية  وإطلاع   باقي  أعضاء  المجلس   على  الحالة  الراهنة   بعد  فتح  معبر الكركرات  من  طرف  الجيش  المغربي  خاصة  وأنه  لم  يثر  أي  ردود  أفعال  دولية  بل  بالعكس  كم  تلقى  المغرب  من  تهاني  لطرد  قطاع الطرق  من  المعبر ، بالإضافة  إلى اعتراف  ترامب  بمغربية  الصحراء  وتدفق  فتح  القنصليات  الدولية  في  الصحراء  المغربية ، كل  هذه  المستجدات  جاءت  بعد  قرار مجلس الأمن رقم  2548  من  حق  بقية  أعضاء  مجلس  الأمن  أن يطلعوا  عليها  وعلى  موقف  الأمم  المتحدة  منها  ليستعدوا  للمستقبل  في  معالجة  هذا  الملف  ويعيدوا  نظرهم  بعدم  سمعوا  من  بقية  أعضاء  مجلس  الأمن  الذين  كانت  أغلبيتهم  مع  كل  خطوات  المغرب  الإنمائية  في  الصحراء المغربية   وكذلك  فلسفته   في  إقامة  علاقته  مع  أي  دولة  مبنية على  الاحترام  المتبادل  والندية  مع  الكبار  مثل  فرنسا  التي  يبدو  أنها  أصبحت  اليوم  تفكر  في  ضياع   دولة  منها   ذات  قيمة  حقيقية  مثل المغرب  بعد  خبطة  ترامب  التي  كانت  فرنسا  أولى  بها  لكن  سبق  السيف  العذل  وليست دولة  مبنية على  التخاريف  مثل  الجزائر  (  خير من  يعرف  الفرق  بين  الجزائر  والمغرب  هي  فرنسا )  ،  وبما  أن  هذا  الاجتماع  خرج  أعضاؤه  كما  دخلوا  ولم  يصدر  عنهم  أي  قرار  فإن  رعب  حكام  الجزائر  وفزعهم  من  المستقبل   قد  زاد  تضخما   في  قلوبهم  وأكبادهم  ومراراتهم  خاصة  وأنهم  نموذج  في  الجهل  والغباوة  وسوء  تقدير  الأمور  والأحوال  ونتائج  المتغيرات  في  الساحة  الدولية  سياسيا  واقتصاديا … لأنهم  أغبياء  والمغرب  يستغل  غباءهم  بذكاء  وتواضع ….

وأعنقد أن  الخطوتين التاليتين  للمغرب  مستثمرا  اعتراف أمريكا  بسيادته على  الصحراء المغربية  .الخطوة  الأولى  هي  طرد  البوليساريو من  الاتحاد  الإفريقي  خاصة  وأنه  قد  جمع  حوله  قبل  ضربة  ترامب  أكثر من  20  دولة  إفريقية  لها  كامل  الاستعداد  لتغيير القانون  الداخلي  للاتحاد  الإفريقي  بحيث  يصبح  بإمكان  هذه  المنظمة  طرد  أي  عضو  راكم  شروط   الطرد  حسب  القانون  الجديد الذي  لن  يستغرق  من  أعضاء  الاتحاد  الإفريقي  أكثر من  جلسة  يوم  واحد  لصياغة  هذا  القانون  الجديد  الذي  يسمح  بطرد  أي  عضو  في  الاتحاد . أما  الخطوة  الثانية  فهي  سحب  انفراد  البوليساريو  بكونه  الممثل  الوحيد  للصحراويين  وهذا  كذلك  قد  بدأت  معالمه  تظهر في  مفاوضات  جنيف الأولى والثانية  حيث  شارك  في  الوفدين  ممثلوا   الساكنة  الصحراوية  في  الساقية  الحمراء  ووادي  الذهب ، أضف إلى ذلك  الغليان  المستطير  في  مخيمات  الذل  والعار  بعد  مسرحية  الحرب  التي  أعلنتها  الجبهة  المشؤومة على  المغرب  وساكنة  المخيمات  يعرفون  أنها  مجرد  ألعاب  الشهب  الاصطناعية  خاصة  وأن  الحليف  الجزائري  لم  يدخل  معهم  تلك  الحرب  بل  يدعو  أحيانا  لوقف  إطلاق  النار  بالنسبة  للطرفين  وهو  في  الحقيقة  طرف  واحد لأن  المغرب  أنهى  مهمة  فتح  معبر  الكركرات  و حسم  أمر  هجوم  كراكيز  البوليساريو على  الجدار  الأمني  في  اليوم الأول  حينما  ظهرت  آلية  عسكرية  واحدة  من  بعيد  جدا  متجهة نحو  الجدار الأمني   فأصبحت  شتاتا  بمن  فيها  لدرجة  أن  البوليساريو  لم  يعرف  لحد الساعة  من  أين  أتته  الضربة  الصاعقة  ، ومنذ  ذلك  اليوم  أصبح  البوليساريو  يرمي  بشهبه  الاصطناعية من  بعيد  جدا  مما  يعني  أنها  لا  تشكل  خطرا  على  الجيش  المغربي …

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: