إيطاليا: اســتــرزاق الــجــمــعــيــات تــحــت غــطــاء الــوطــنيــة
عبد اللطيف الباز/ إيطاليا
بداية أود التنبيه على أنني في مقالي هذا لا أعمم لأنه بالتأكيد هناك جمعيات نزيهة وبعيدة كل البعد عن الإسترزاق ،حيت أصبحت ظاهرة الإسترزاق لدى العديد من جمعيات المجتمع المدني بايطاليا مهنة رائجة على نطاق واسع ومهمة يسيرة للربح السريع وخدمة أجندة خفية،وجود أشواك كثيرة في الحقل الجمعوي بإيطاليا قد تؤثر سلبا على محصوله ، فهناك جمعيات تجتهد وتضاعف مجهوداتها للوصول الى الهدف الذي تأسست من أجله ، جمعيات قليلة تحارب من أجل شرف المهمة ومصلحة الإنتماء إلى المجتمع المدني ، وأخرى تصاب بداء الفشل وتبقى أهدافها خلف الستار وهذه العينة من الجمعيات أغلبها لا يوجد إلا على الورق أو جمعيات مكونة من الأقارب والأحباب أو تلك التي أسست لتخدم أجندة مسؤولين ….
فالعمل الجمعوي بلا أخلاق بفقده مصداقيته، حيث الكثير من المخالطات تهيمن على هذا الميدان لان جل من يقومون بمهام تسيير هذه الجمعيات لا يستوعبون ميدان العمل الجمعوي ، لايفكرون في مصلحة الجماعة ونهج السياسة التشاركية التي تعتبر من الأخلاقيات التي وجب على كل فاعل مدني في هذا الميدان أن يتحلى بها ، بقدر ما يفكرون في تحقيق مصالحهم الشخصية أو يخدمون أجندة سياسية وهذا ما يزرع الأشواك في العمل الجمعوي ، ما نقصده هنا جمعيات ” جامعة وطاوية لا وجود لها على أرض الواقع بل لايظهر أصحابها إلا وقت التوصل بالدعم .
وقد انفجرت عدة فضائح لجمعيات على الورق استفادت من تمويلات هامة دون حسيب ولا رقيب ، وذهبت هذه التمويلات لجيوب بعض الانتهازيين من رؤساء الجمعيات الوهمية ، وهناك نماذج عديدة تمكنت من عمليات من هذا النوع بخصوص المنح التي تتوصل بها مثل هذه الجمعيات في غياب المحاسبة والمتابعة مما يشجع على المزيد من الجمعيات الوهمية التي تسعى لتنفيذ خطط مماثلة ، علما أن ملفات المئات من الجمعيات الموجودة على الورق وأن كنا لانتوفر على إحصائيات دقيقة في الموضوع ، غالبيتها العظمى لاتنجز أي نشاط على امتداد سنوات وكل ما يعنيها هو التهافت على المنح والمساعدات .
فالعمل الجمعوي الحقيقي نضال وليس ” جمع الصرف ” يجعل من صاحبه داعما لحقوق المواطنة والمواطن ، وأن العمل الجمعوي يعني العمل التطوعي لإنجاز أهداف إجتماعية وثقافية أو كما هو مسطر في القوانين الأساسية لمعظم هذه الجمعيات ، وليس ما يعيشه مغاربة إيطاليا من وضع كارثي في هذا المجال حيث تحتاج لجمعيات ” ديال الصح ” جمعيات لاصلة لها بجمعيات على الورق ولا بجمعيات ” التبندير ” التي صنعت من أجل تمرير الصفقات ولا بجمعيات هدفها خدمة مصالح معينة ، وليس جمعيات للمناسبات أو الحفلات والتظاهرات الحزبية .ختاما وجب علينا أخد الحيطة و الحذر والسعي وراء فضح كل مسترزق أو مسترزقة باسم العمل الجمعوي .