عام جديد في ظل الجائحة

Belbazi

ساعات تفصلنا عن العام الجديد 2021، وفق التقويم الغريغوري، والتي ستكون سنة بسيطة، وغدا هو الأول من شهر يناير الذي يعود اسمه إلى الإله جانوس ذي الوجهين، وكان الرومان يحتفلون بعيده في هذا اليوم، وكان معروفا لديهم بأنه إله البدايات، والبوابات، والانتقالات، والوقت، والازدواجية، والمداخل، والممرات، والأطر، والنهايات، ولا يمكن اتخاذ أي قرار في الحرب أو السلم، أو السياسة أو التجارة، أو الزواج والعلاقات الخاصة إلا بعد استرضائه، بل وكان يعتبر المسؤول على حماية قيم الحب والحمل والحياة، باعتباره أبا للبشر.

ووقوفي عند هذه الناحية سببه، أن كل الشعوب والأمم، ورغم ما نراه من تطور في كل المجالات، لا تزال تعيش على تراثها القديم بما يحمله من أساطير وخرافات، لكن الفرق بين شعب وآخر، أن هناك من يتخلص من تأثير قيود التراث على حاضره ومستقبله، فيستقبل الحياة، ويتفاعل مع الزمن والعالم بكثير من الانفتاح والتفاؤل والمحبة، وهناك من يتمسك به ليجعل منه مرآته التي يرى بها نفسه والوجود من حوله، فينشدّ إليه ليبقى أسيره الذي لا يتحرر منه، وفوق ذلك يحاول أن يشدّ العالم إليه.

والحقيقة إن كل أشهر العالم مرتبطة بأساطير الآلهة والأوثان ما عدا بعض الاستثناءات، ففبراير يعني الكفارة والتطهير، وينسب إلى فيبوس إله الموت والتطهير في الحضارة الإتروسكانية الإيطالية القديمة، ثم نظر إليه الرومان كإله للغابات والشفاء من الحمى والملاريا، ومارس يحمل اسم إله الحرب المشار إليه بكوكب المريخ، وأبريل شهر التفتح والازدهار وينسب إلى فينوس إلهَة الحب والجمال والرغبة والجنس والخصوبة والرخاء والنصر لدى الرومان، ومايو سمي على اسم الإلهة اليونانية مايا وهي عند الرومان مايا مايستاس إلهة الربيع، ويونيو الذي ينسب للآلهة الرومانية جونو، زوجة جوبيتر، ويوليو الذي يحمل اسم الإمبراطور يوليوس قيصر، وأغسطس ويحمل اسم الإمبراطور أغسطس قيصر، أما بقية الأشهر فهي مرتبطة بأرقامها في التقويم الروماني الذي بدأ في مارس من سنة 750 قبل الميلاد، حيث سبتمبر يعني 7 وأكتوبر 8 ونوفمبر 9 وديسمبر 10.

وأما عن الأيام في اللغات اللاتينية والمنحدرة منها، فقد ارتبطت كذلك بالكواكب والآلهة التي تمثلها، الأحد للشمس، والإثنين للونا (القمر) والثلاثاء لمارس (المريخ)، والأربعاء لماركير (عطارد)، والخميس لجوبيتر (المشتري) والجمعة لفينوس (الزهرة)، والسبت لساتورن (زحل).

ولكل منها برج أو أكثر في علم الفلك مرتبط باسم كوكبه، فالأحد للأسد، والإثنين للسرطان، والثلاثاء للعقرب والحمل، والأربعاء للجوزاء والعذراء، والخميس للقوس والحوت، والجمعة للثور والميزان، والسبت للجدي والدلو.

ووفق الخارطة الفلكية، فإن جوبيتر وساتورن قد انتقلا إلى برج الدلو منذ 19 ديسمبر الجاري، ما يعد ببعض التحسن والخروج من ضغط 2020، لكن اللقاء بينهما في 13 يناير، مع وجود مارس إلى جانب أورانوس في برج الثور، سيميز المرحلة ببعض الدقة التي لا تمنع من التفاؤل، فهناك أمل حقيقي في أن يتم التوصل إلى علاج نهائي لعدة أمراض وعلى رأسها كورونا، وبالمناسبة أنصح بعدم البحث عن نبوءات نوستراداموس المنشورة هذه الأيام، لأنها تصيب بالإحباط.

وبالنسبة للأصدقاء في الصين، فسينهون في 12 فبراير عام الفأر، ويدخلون عام الثور الذي يتواصل حتى 31 يناير من عام 2022، وهم يعتبرونه عام التغييرات البارزة في حياتك المهنية أو وضعك الصناعي أو دخلك أو نوعية حياتك، كما أنه عام مفعم بالحيوية والتحول، ويؤكد لك الفلك الصيني “في عام 2021، أنت المستعد لاستقباله بالشجاعة والمعرفة ستظل أنانيا بعض الشيء، وستصبح طموحاتك أقوى، وقد تأتي من الحياة الحقيقية أو سبل العيش أو التفهم من الطبقة العليا، وقد تكون هناك حاجة ملحة للتوافق مع رغباتك الداخلية ومُثُلك لتزدهر وتؤتي ثمارها”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: