تدشين عهد جديد بين المغرب وإسرائيل

مجدي فاطمة الزهراء

توجت زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي رفيع المستوى للمغرب بإصدار إعلان مشترك عن تدشين عهد جديد في العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس استقبل مساء الثلاثاء الوفد الأميركي الإسرائيلي، حيث شدد خلال اللقاء على أهمية الاختراقات التي تحققت في علاقة باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه واستئناف التعاون مع إسرائيل بما سيسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي.

وشدد الإعلان المشترك على ترحيب المملكة المغربية والولايات المتحدة وإسرائيل، بالفرصة التي أثمرتها الجهود الكبيرة التي قادتها واشنطن لتحقيق هذا التقدم.

وأبرز الإعلان المشترك المرسوم الذي أصدرته الولايات المتحدة حول “الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء المغربية” والذي بموجبه تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء، وتجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي “الجاد والواقعي وذي المصداقية”، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول المنطقة.

وذكرت البلدان الثلاثة أن الولايات المتحدة “ستشجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء المغربية، وستقوم، لهذا الغرض، بفتح قنصلية في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة.

وأبرزت الدور التاريخي الذي ما فتئ ينهض به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة ودعم السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، واعتبارا للروابط الخاصة التي تجمع بين جلالته والجالية اليهودية المغربية المقيمة بالمغرب، وبجميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل.

وأعربت عن إدراكها لما في إقامة علاقات دبلوماسية سلمية وودية كاملة من مصلحة للمغرب وإسرائيل معا، وهو ما من شأنه أن يخدم قضية السلام في المنطقة، ويساهم في تحسين الأمن الإقليمي، ويفتح آفاقا جديدة للمنطقة برمتها.

وذكّرت البلدان الثلاثة، في الإعلان المشترك، بوجهات النظر المتبادلة خلال الاتصال بين الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترامب، بشأن الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط، والذي جدد خلاله العاهل المغربي موقف المملكة المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية والموقف المعبر عنه في ما يخص أهمية المحافظة على الطابع الخاص لمدينة القدس المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث ومكانة صاحب الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس.

تعاون مشترك من أجل الاستقرار الإقليمي

وأعلن الرئيس ترامب، في 10 ديسمبر، عقب اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس عن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، وإقراره  في مرسوم رئاسي بمغربية الصحراء التي هي محل نزاع بين الرباط وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وفي خطوة لترجمة التطبيع  على أرض الواقع وصلت الثلاثاء أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب من تل أبيب، تحمل وفدا أميركيا إسرائيليا ترأسه مستشار الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي مئير بن شبات.

وخلال لقائه الوفد الأميركي الإسرائيلي جدد العاهل المغربي الإعراب عن ارتياحه العميق للنتائج التاريخية للاتصال الذي أجراه مع الرئيس ترامب، وقال الملك محمد السادس إن المرسوم الرئاسي الذي يعترف بمغربية الصحراء، إضافة إلى التدابير المعلن عنها من أجل استئناف آليات التعاون مع إسرائيل، تطورات كبرى في سبيل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي.

من جانبه أعرب رئيس الوفد جاريد كوشنر عن امتنانه للملك محمد السادس “على قيادته المتبصرة، التي تضع المغرب والمنطقة برمتها على مسار واعد للغاية”.

وأكد كوشنر أن الرئيس ترامب، بإعلانه اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء، “يرفض الوضع الراهن الذي لا يصب في مصلحة أحد، واختار التوجه نحو حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، حل هادف ينطوي على فرص أكبر لتحسين المعيش اليومي للناس”.

وخلال زيارة الوفد التي وصفت بالتاريخية وقع المغرب وإسرائيل أربع اتفاقيات في مجالات متعددة، منها اتفاق حول الإعفاء من إجراءات التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة، ومذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني، تنص على أن يلتزم الطرفان بإجراء مناقشات لإبرام اتفاق حول الخدمات الجوية.

وتم التوقيع على مذكرة تفاهم حول الابتكار وتطوير الموارد المائية، وتنص على التعاون التقني في مجال تدبير وتهيئة الماء، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المالية والاستثمار، تنص على إنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال التجارة والاستثمار، والتفاوض حول اتفاقيات أخرى تؤطر هذه العلاقات، ويتعلق الأمر باتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية إنعاش وحماية الاستثمارات واتفاقية المساعدة الجمركية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: