ألمانيا تتدخل للمرة الأولى بشكل رسمي وتستعيد رعايا ألمانيين عملوا مع تنظيم “الدولة” من معتقلات بسوريا

Belbazi

قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الأحد، إن بلاده تمكنت من استعادة 15 من رعاياها، كانوا بمخيمات شمال شرقي سوريا، لأسباب إنسانية، ولم يذكر ماس المزيد من المعلومات عن 3 نساء و12 طفلا، أعيدوا إلى ألمانيا.

وأفادت صحيفة بيلد أم زونتاغ الألمانية بأن النساء الثلاث غادرن ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي في سوريا. وكشفت الصحيفة عن أسماء النساء، وهن: مروة، وياسمين، وليونورا.

وذكر مكتب المدعي العام الفدرالي الألماني، الأحد، أن المواطنة ليونورا تم اعتقالها فور وصولها إلى مطار فرانكفورت، وقالت: “تم توجيه اتهامات إليها بالانضمام إلى تنظيم داعش، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.

وقال ماس إنه “شعر بالارتياح الشديد”، لعودة الأطفال وأمهاتهم، وإن ألمانيا نظمت عملية استرجاعهم مع فنلندا، والتي أعادت 6 أطفال وامرأتين. وأضاف: “هؤلاء حالات إنسانية، وخاصة الأيتام، وحالات الأطفال الحرجة، الذين يعانون من أمراض والتي كانت في أمس الحاجة للرحيل”. وأكد الوزير أن نجاح إجلاء الرعايا هذا سيسهل متابعة وإجلاء حالات أخرى قريبا من المعتقلات في سوريا، وقال إنه سيعمل على تكرار هذه العملية في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وتابع الوزير الألماني: “تعطينا هذه الأخبار الجيدة قبل عيد الميلاد، الكثير من الثقة أننا سنتمكن من استعادة المزيد”.

من هن هؤلاء العائدات؟

ووفقا للصحيفة الألمانية تم تحرير النساء والأطفال من معسكرات كردية شمال سوريا. واستأجرت وزارة الخارجية الألمانية طائرة لنقل ثلاث سيدات وأطفالهن، بالإضافة إلى العديد من الأيتام من المخيمات الكردية، المخطط لها منذ فترة طويلة، ورافق ضباط الشرطة الفيدرالية الرحلة. وأفادت البيانات بأن السيدة المعتقلة ليونورا ساهمت هي وزوجها في استعباد فتيات إزيديات وبيعهن، بالإضافة إلى مساعدة تنظيم داعش في تهريب أسلحة والعديد من الأمور الأخرى.

ويعتبر هذا التدخل الأول من نوعه بشكل رسمي، حيث رفضت الحكومة الألمانية في السابق استعادة أعضاء من داعش ضمن مفاوضات مباشرة خاصة مع عدم وجود سفارة ألمانية هناك، بيد أن الوزارة بررت تدخلها هذا بأن الدافع كان إنسانيا بحتا بعد انتشار الأمراض في مخيمات الاعتقال الكردية. ووفقا لصحيفة بيلد فإن عشرات الرعايا الألمان ما يزالون يقبعون داخل معسكرات الاعتقال الكردية في سوريا.

وكانت ليونورا اختفت من بلدتها زانغرهاوزن في (ساكسونيا أنهالت) في عام 2015 وكان عمرها 15 سنة فقط، وأصبحت الفتاة الزوجة الثالثة لشخص ألماني منتم للتنظيم ويدعى مارتن ليمكي الذي كان ناشطا بارزا في التنظيم، وانضمت الفتاة مع زوجها لداعش حيث شاركت في العديد من العمليات وتولت استجواب ألمان آخرين بحسب الصحيفة.

أما مروة القادمة من هامبورغ فقد انضمت للتنظيم عام 2014 وتزوجت من شخص يدعى بلال، بيد أنها هربت بعد وفاة زوجها عام 2017 ووقعت في الأسر هي وطفليها، وبقيت معتقلة لدى وحدات حماية الشعب الكردية.

أما ياسمين فقد التحقت عام 2015 لشقيقها يامين الذي كانت له شهرة في التنظيم وأطلق النار على رؤوس أسرى على الهواء مباشرة، وأصدر عدة فيديوهات يسخر من المستشارة الألمانية ميركل. وبعد مصرع شقيقها وقعت ياسمين في الأسر، بحسب الصحيفة.

ويقوم المدعي العام الاتحادي بالتحقيق مع النساء الثلاث بسبب عضويتهن في منظمة إرهابية بالخارج (المادة 129 ب من القانون الجنائي). ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود خطر الفرار وعدم وجود أسباب أخرى للاحتجاز (مثل إتلاف الأدلة)، فلن يتم تنفيذ أي أوامر اعتقال بحق البقية ماعدا ليونورا الصادر بحقها مذكرة اعتقال.

وبحسب القانون الألماني فإن أقصى عقوبة للمادة 129 ب هي السجن عشر سنوات، بالإضافة إلى تهم انتهاك قانون مراقبة أسلحة الحرب وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الجنائي الدولي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: