انتقلت تداعيات الهزيمة المدوية التي تلقتها جبهة بوليساريو في الكركرات وما تلاها من انتصارات للدبلوماسية المغربية، إلى أوربا، حيث أعلن خواكيم شوستر، رئيس ما يسمى “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية” بالبرلمان الأوربي، عن استقالته منهذه الهيأة، التي ظلت تمارس دور اللوبي الضاغط داخل هياكل البرلمان، لفائدة أطروحة الجبهة الانفصالية.
وأعلن البرلماني الألماني، عن قرار الاستقالة، احتجاجا على انتهاك وقف إطلاق النار من قبل بوليساريو، مؤكدا في رسالةالاستقالة الموجهة إلى النواب الأوربيين، أن انتهاك “بوليساريو” لوقف إطلاق النار خطأ إستراتيجي خطير، مضيفا أنه لا يرى كيف يمكن أن يساعد ذلك في تحفيز حل سلمي للنزاع”. وأكد شوستر أن إعلان بوليساريو أنهاء احترام وقف إطلاق النار، هوتصعيد من شأنه تأجيج الخلاف بشكل كبير، ولا يعتقد أن هذا يخدم مصالح سكان الصحراء.
وأكد أن قبوله رئاسة المجموعة قصد المساهمة في التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع، هدفه تشجيع الاتحاد الأوربي على دعم مقاربة بناءة في أفق تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مسجلا أن الأمور أخذت منعطفا دراماتيكيا مع إعلان انتهاك قراروقف إطلاق النار من قبل “بوليساريو”.
وقال نوفل بوعمري، الناشط المتخصص في ملف الصحراء، أن استقالة شوستر، هي أحدتداعيات الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، من خلال المرسوم الرئاسي الذي أصدره دونالد ترامب، وهو مرسوم سيكون له وقع سياسي كبير على العديد من المؤسسات، أولها مجلس الأمن،خاصة عند المناقشات التي ستتم مستقبلا لنزاع الصحراء.
وأوضح البوعمري أن الدولة الحاضنة وبوليساريو وجدتا نفسيهمامعزولتين سياسيا بالمجلس، خاصة أن الموقف الأمريكي ستتبعه إجراءات منها فتح قنصلية فيالداخلة واستثمارات هامة ستشهدها الصحراء، بمعنى أن القرار الأمريكي سيكون له انعكاسسياسي وآخر اقتصادي على المنطقة وعلى النزاع.