الجزائريون ينتظرون التغيير بفارغ الصبر والرئيس لا يزال مريضا بالخارج

ماجدة أردان

كانت أول إطلالة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، منذ دخوله المستشفى بألمانيا مصابا بكوفيد-19 في أكتوبر تشرين الأول، تهدف إلى طمأنة بلد طال انتظاره لقرارات سياسية كبيرة.

لكن الناس في شوارع العاصمة يكشفون، بلا مواربة، عن شعور متزايد بنفاد الصبر بعد رسالة الفيديو التي أرسلها الرئيس يوم الأحد ومدتها خمس دقائق قال فيها إنه سيظل بعيدا لما يصل إلى ثلاثة أسابيع.

قال أحمد عباشي وهو عضو في الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم الحراك “معظم مطالبنا ما زالت تنتظر إجابة”.

وتعاني الجزائر من اضطرابات منذ أوائل العام الماضي عندما أطاحت احتجاجات حاشدة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وبالكثيرين من دائرته المقربة، لكنها تركت قسما كبيرا من النخبة الحاكمة على رأس السلطة.

وعرقلت الاضطرابات وجائحة كورونا هذا العام جهود الجزائر في معالجة أوجه خلل منهجية تلوح في أفق الاقتصاد، في الوقت الذي يمثل فيه تراجع عائدات النفط والغاز تهديدا للإنفاق الاجتماعي الذي يتسم بالبذخ.

بدا الرئيس وهو مدخن شره يبلغ من العمر 75 عاما، هزيلًا في رسالته التي مثلت أول ظهور له منذ أن ذهب إلى ألمانيا.

وأثار غياب أي صور أو مقاطع فيديو له شائعات بأن الحالة الصحية للرئيس أسوأ مما تكشفه نشرات الأخبار الرسمية التي تقول إنه بخير.

وأحيا هذا الوضع في أذهان الكثيرين ذكريات السنوات الطوال التي كان فيها بوتفليقة عاجزا بسبب المرض، تاركا الحكومة بلا قيادة تقريبا بينما تتصارع الكتل المتنافسة داخل النخبة الحاكمة على النفوذ.

وقبل ظهور فيديو تبون قال سباك يدعى عنتر عيساوي “بوتفليقة كان عاجزا تماما عن الكلام والمشي وقالوا لنا مرارا إنه قادر على قيادة البلاد”.

وسيكون على مكتب الرئيس عندما يعود للجزائر ملفات كثيرة معلقة. وتدفع الحكومة ببرنامج إصلاحات اقتصادية تعتبر ضرورة لتجنب انهيار مالي وشيك بعد أن تآكل نصف احتياطي العملات الأجنبية في خمس سنوات.

ولا يزال الحراك في الشوارع غير مقتنع بجهود تبون لطي صفحة اضطرابات العام الماضي.

وفي حين لم تخرج أي مظاهرات منذ بدء إجراءات العزل العام بسبب مرض كوفيد-19 في مارس آذار، فإن الاستفتاء الذي دفع به دفعا في نوفمبر تشرين الثاني لإجراء تعديلات دستورية لم يحظ بمشاركة سوى ربع الناخبين المسجلين.

وقال المدرس رشيد شلبي إن “الجزائر تمر بواحدة من أصعب فترات تاريخها. التهديدات تحاصرنا من كل الاتجاهات” في إشارة إلى الأزمة السياسية الداخلية والتهديدات الاقتصادية والصراعات في الدول المجاورة.

وقال المهندس جميل طيبي (37 عاما) “سيواجه تبون أكبر التحديات بعد التعافي. كل شيء يشير إلى أن الطريق إلى الاستقرار لا يزال طويلا”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: