يا أمِّ داوي باليدين وبالحنان جراحي
لا تسالي عن “بني بلدي” فلقد مضت بكفاحي
يجري وراء كرسي ذاك الظالم السفاح
سقطت على ظهر البلاط وأسقطت أفراحي
وشغلت عنها بالكفاح فأخلدت لبراح
ضاعت وإني ما جزعت وما تركت رماحي
ولسوف أقتل في الفساد وإن فقدت جناحي
ولسوف ترخص مهجتي حتى أنال نجاحي
يا ليت لي يا مصرنا عقدا من الأرواح
فأعلق العقد النفيس بجيدك الفواح
لا لن يحس المرء طعم الموت إن ترتاحي
أنا لن أعالج جاليتي حتى يعيش كفاحي
******
سقطت على الأرض الجريحة واستقرت “جاليتي”
وسقطت فى آثارها والناس تحمل جثتى
يأيها الكرسى قد ودعت بعدك قوتى
وفقدت وعيي تائها وأكاد أفقد مهجتى
******
والناس مختلفون حيٌّ أم مسجيً أحمدُ
هو غائب لكن نبض فؤاده يترددُ
أنا لست أخشى أن أموت وفى الثرى أترمَّدُ
يا مغرب إنى فى سبيلك لو أموت سأخلدُ
أنا جازع أن العتاة الظالمين تعددوا
والظلم من أحشائهم أطفاله تتولدُ
يقتص أعمار العباد وعمره يتمددُ
******
لم تبك عيني طول عمرى ما أراها تسهدُ
فلم العيون الآن مثل البحر دمعا تزبدُ
دعت الفؤاد لعبرة فأجابها يتوددُ
وحكى لها مثوى الطغاة فكفكفوا وتجلدوا