المُقَامَرَةُ والقِمَارُ هي غريزة متجذرة في عقول وسلوك مافيا جنرالات الجزائر الحاكمين ، فهم مقامرون طيلة حياتهم (des parieurs) فهم يقامرون مع الشعب الجزائري بحياته اليومية، يقامرو به وبمستقبله ومصيره منذ أن اغتصبوا ثورته في صيف 1962 إلى الآن ، فهم مـقامرون، وقد قامر المقبور بومدين بكل ثروة الشعب الجزائري في قضية تظهر جليا للأعمى أنها خاسرة من البداية وهي قضية الصحراء ، ومع الأسف نجد التنشئة الاجتماعية في الجزائر التي زرع أساسها المقبور بومدين و تبعته فيها جميع العصابات الحاكمة التي جاءت بعده كلهم جعلوا في التنشئة الاجتماعية تربية أفراد الشعب المــعروف (بشعب بومدين الحلوف) تمييزا له عن الشعب الجزائري الحر الأصيل المغبون في كل حقوقه وهو نواة انتفاضة أكتوبر 1988 وثورة 1991-1999 وحراك 22 فبراير 2019 ) أقول زرعوا في شعب بومدين الحلوف غريزة المقامرة حتى أصبحت من القيم الأساسية المزروعة في الكثير من شعب بومدين الحلوف … وغريزة المقامرة غير محمودة العواقب …
كان عنوان الموضوع هو : ” لماذا أثَارَ اعْترافُ أمريكا بمغربية الصحراء هذه الضجة وقد كانت أكثر من 30 دولة قد اعترفت بها قبل أمريكا ؟ طبعا سيكون الجواب البديهي هو : هذه الولايات المتحدة الأمريكية بقضها وقضيضها فهي ليست أي شيء !!!!…..فأمريكا هي :
1) أكبر قوة اقتصادية وعسكرية نووية في العالم بلا شك .
2) أصبحت القطب الوحيد في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .
3) لها الوزن الأكبر والتأثير الأقوى بين باقي الدول الأربعة في مجلس الأمن أثناء تدبير مُعْضِلَات العالم العسكرية والاقتصادية .
4) لها التأثير الأقوى في مجريات أحداث العالم في حالتي السلم أو الحرب حتى خارج مجلس الأمن.
5) العالم كله ينتظر مبادرات أمريكا المؤثرة في جميع أحداث العالم بدون استثناء .
6) تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية : 87 قاعدة عسكرية في ألمانيا وحدها .
7) تمتلك 800 قاعدة عسكرية في 70 دولة معروفة مقابل 30 قاعدة عسكرية فقط تمتلكها كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا مجتمعين ، هذا بالإضافة لما تمتلكه أمريكا من عدد كبير من القواعد العسكرية السرية حول العالم مكانها ولا يعرف أحدٌ عددها كما لا تُعرف المهام التي تقوم بها .
8) تبلغ مساحة القواعد العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج أكثر من 500 مليون كلم مربع !!!! هذه نبذة قصيرة عمن تكون أمريكا في عالمنا الذي نعيش فيه ..
9) وأختم مميزات أمريكا المذكورة سابقا بشيء جوهري نردده نحن العرب والمسلمين وكذلك بعض غير العرب وخاصة من الأفارقة ، وهذا الشيء الجوهري يجب التسطير عليه بالخط الأحمر : وهو أن اللوبي اليهودي الصهيوني له تأثير كبير جدا جدا على هذه الدولة العظمى ( أمريكا ) سواءا حَكَمَهَا الجمهوريون أو حكمها الديمقراطيون ، فكلهم يركعون لإسرائيل ويطيعونها ويَقْلِبُونَ الدنيا ليبقى كل العالم يخدم مصالح دويلة إسرائيل ، والكل يعلم أن إسرائيل بدون أمريكا فهي كريشة في مهب الريح يأكلها العربُ في رمشة عين ، و الجدير بالذكر اليوم أن مَنْ يحاول من العرب والمسلمين أن يتخلص من هذا المُعَـطَى الذي لا نشك فيه أبدا ، فإنه ينكر نفسه و نضاله طيلة أكثر من 80 سنة ضد الصهيونية العالمية…. وأكرر للتذكير فقط بهذا المعطى هو أن أمريكا تسير بإملاءات إسرائيل ولا تتجرأ أبدا على أن تتمرد على طاعتها كما قلتُ سواءا في زمن الجمهوريين أو زمن الديموقراطيين … أرجو أن يحتفظ القراء في ذاكرتهم بهذا المعطى الأخير لأنه أساسي ومهم ألا وهو أن ( أمريكا طفل وديع ومطيع لإسرائيل )… لا تنسوا هذا المعطى ..
أولا : المنطوق الرسمي لقرار ترامب بمغربية الصحراء جاء كما يلي :
أبلغ ترامب ملك المغرب في مكالمة هاتفية بأنه “أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأميركية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية”، وهذا النص الرسمي لقرار ترامب :
” إن الولايات المتحدة، كما ذكرت الإدارات السابقة، تؤكد دعمها لاقتراح المغرب للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء المغربية. واعتباراً من اليوم ( أي 10دسمبر 2020 ) ، تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء المغربية ، وتعيد تأكيد دعمها لاقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء المغربية ، إن الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خياراً واقعياً لحل النزاع وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن ، تدعو الولايات المتحدة أطراف النزاع إلى الانخراط في مناقشات دون تأخير، وذلك عبر الاعتماد على مقترح الحكم الذاتي المغربي كإطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين ،ولتسهيل التقدم نحو هذا الهدف، ستشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء. وتحقيقا لهذه الغاية، ستفتح قنصلية في إقليم الصحراء المغربية، في الداخلة، لتعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية للمغرب بالمنطقة.”…. ( انتهى المنطوق الرسمي لقرار ترامب بمغربية الصحراء ).
ثانيا : هل تعلمون كم عدد الدول التي تؤكد دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية قبل أمريكا ؟
يبلغ عدد الدول التي تؤكد دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية حسب جمعية ” مجموعة دعم الوحدة الترابية للمملكة ” 38 دولة + أمريكا مؤخرا ليصبح المجموع 39 دولة تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية أي تعترف بسيادة المغرب على منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب وهذه الدول هي كالتالي : دول مجلس التعاون الستة + الأردن – تركيا –زامبيا – بوركينا فاسو – الطوغو- الدومينيكان – جزر القمر – الغابون – كوت ديفوار – ليبيريا – الصومال- هايتي – فلسطين – سيراليون – السلفادور- الكونغو الديمقراطية – بوروندي- جيبوتي – السنغال – مملكة إسواتيني – جنوب السودان – جمهورية إفريقيا الوسطى – غينيا – سان تومي وبرانسيبي – غينيا الاستوائية – براغواي – غواتيمالا – سانت لوسي – سانت كريستوفر ونيفيس – غامبيا – غينيا بيساو – الرأس الأخضر – الولايات المتحدة الأمريكية ….
إذن فكل هذه الدول التي أفرزها البحث وهي 39 دولة في موضوع ( دول تؤكد دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية ) وفي نفس الوقت تؤكد أنه لا حل لقضية الصحراء سوى مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية والذي وضعه المغرب بين يدي الأمم المتحدة عام 2007 ، وربما قد توجد دول أخرى لم نستطع العثور عليها أثناء بحثنا … وما يجمع هذه الدول المذكورة هو أولا : أنها تؤكد على دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية ثانيا لا تجد أي حل لهذه القضية سوى انطلاق المفاوضات على أساس واحد ووحيد وهو “مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية “، ويجب أن تكون أي مفاوضات بين جميع الأطراف ( لأن المبعوث الأممي الأخير هورست كوهلر استطاع أن يقنع الجزائر وموريتانيا أن يشاركا في المفاوضات على شكل مائدة مستديرة ليس كملاحظين أو مراقبين بل كَأطرافٍ لحل القضية الصحراوية ) أقول إنه حسب جمعية ” مجموعة دعم الوحدة الترابية للمملكة ” فإن أي مفاوضات للمائدة المستديرة يجب أن تكون حصرياً على أساس مناقشة و تفعيل مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية خاصة أن المغرب حينما وضع المقترح كان يردد أنه مجرد مقترح قابل للنقاش والتفسير والتعديل والزيادة والنقصان للخروج بحل سياسي واقعي توافقي يرضي جميع الأطراف … وترامب حينما قرر الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه قد قَـدَّمَ لهذا الاعتراف بتذكير دول العالم وخاصة أعضاء مجلس الأمن الأربعة الآخرين الدائمي العضوية بأنهم كانوا يؤكدون في كل قراراتهم الصادرة منذ 2008 على جدية ومصداقية وواقعية المقترح المغربي ، وبما أن هؤلاء الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن كلهم يقدرون هذا المقترح المغربي فقد ركز عليه ترامب وثَمَّنَهُ وكأنه يوصي بقية الدول الأربع في مجلس الأمن أن يسيروا في اتجاه حصر أي مفاوضات في المستقبل [ في مناقشة المقترح المغربي فقط دون غيره وحتى يتفادى المتفاوضون التيه في متاهات أخرى لتضييع مزيد من الوقت وهو ما ترغب فيه مافيا حكام الجزائر ، وتلك هي العقلية الأمريكية العَمَلِيَّة أي دون اللف والدوران على حقيقة النزاع الذي أصبح مكشوفا للعالم بأنه في الأصل نزاع شخصي بين ( المقبور بومدين والحسن الثاني ) ووجد فيه عسكر الجزائر فيما بعد مِشْجَباً يعلقون عليه مشاكلهم الداخلية مع الشعب الجزائري ]….
هل كان اعتراف ترامب بسيادة المغرب على صحرائه مقابل إقامة علاقة دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل ؟:
أولا لمن يجهل العلاقة بين المغرب وإسرائيل سأبدأ هذا الموضوع بتصحيح هذه المعلومة : يجب القول اليوم ونحن في 2020 ( عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل ) لا أن نقول المغرب دخل في صف المُطَبِّعِينَ مع إسرائيل فهذا خطأ فظيع ، فتطور علاقة المغرب مع إسرائيل كان كالتالي :
1) سمح المغرب لإسرائيل بفتح مكتب للاتصال بالمغرب عام 1994 .
2) في 1995 سمحت إسرائيل للمغرب أن يفتح له مكتبا للاتصال بإسرائيل .
3) بين 1995 و1996 سمحت السلطات الإسرائلية للمغرب أن تكون له بعثة دبلوماسية مغربية بشكل من الأشكال لدى السلطات الفلسطينية في غزة عام 1996 لكن هذه البعثة انتقلت لاحقا إلى رام الله ..
4) في 23 أكتوبر 2000، أعلن المغرب عن إغلاقه مكتب الاتصال في إسرائيل والمكتب الإسرائيلي في الرباط احتجاجًا على السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عملية السلام.
إذن لايمكن أن نعتبر المغرب في 2020 قد التحق بقافلة التطبيع العربي مع إسرائيل ( الإمارات – البحرين – السودان ) فهذا خطأ فظيع لأنه كان قد طبَّع علاقاته مع إسرائيل قبل اليوم ، أي من 1994 إلى سنة 2000 ومع ذلك لم تنقطع العلاقة السرية بين المغرب و إسرائيل بسبب آلاف اليهود المغاربة الذين يزورون المغرب سنويا إما لحضور مهرجانات دينية أو لتفقد اليهود ممن اختاروا البقاء منهم في المغرب وطنهم الأصلي ، والمغرب قد دَسْـتَـرَ العرق اليهودي في دستور 2011 باعتبار اليهود مواطنين مغاربة لهم نفس واجبات وحقوق بقية المواطنين المغاربة من مختلف الأجناس والأعراق ( الأمازيغ – العرب – الأندلسيون – اليهود – الحسانيون – الأفارقة ) وبذلك ظلت العلاقة بين اليهود المغاربة وبلدهم الأصلي المغرب متواصلة ولم تنقطع إلا في فترات قليلة جدا خاصة في فترة إنشاء دويلة إسرائيل حيث فرضت السلطات الصهيونية على يهود العالم أن يلتحقوا قسرا ( بأرض الميعاد ) ومعلوم أن المغرب كان دائما يزيد في دعم وتوطيد العلاقة بينه وبين الفلسطينيين كما يعترف بذلك الفلسطينيون أنفسهم رغم ما يقال عن علاقته غير المعلنة مع إسرائيل … فإذا كان بعض الفلسطينيين أنفسهم يتسابقون لنيل رضى إسرائيل ، وبعضهم يرى في ضرورة إنشاء علاقة دبلوماسية واقتصادية بين أكبر عدد من الدول العربية مع إسرائيل قد يساعد الفلسطينيين في الداخل على تخفيف أزمتهم الاقتصادية ، أما فلسطينيو الخارج فقد أصبح بعضهم من أغنياء العالم وقد بلغ ببعضهم الأمر أن ينكر أصله ويدعي بأنه سوري أو لبناني …
إذن يبقى القول بأن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء كان صفقة لاعتراف المغرب بإسرائيل من مجرد ترَّهات وتخاريف إعلامية باردة بالنسبة لمن يتتبع الأمور منذ بدايتها وكيف تطورت ، المغرب لم يطبع مع إسرائيل ، المغرب عاد لكشف علاقته مع إسرائيل علانية ، وقد اتخذ المغرب لأجل عودة علاقته مع إسرائيل قرارات مرحلية ستكون البداية بفتح مكاتب الاتصال بين البلدين كما كان الأمر ما بين عامي 1994 و 2000 حتى يتأكد من قنبلة ترامب التي فجرها بصفة مفاجئة وهي اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء ، وبعد ذلك سيعمل على تقييم ( والأصح هو تقويم ) اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء وعلى ضوء نتائج ذلك التقييم المستمر سيضبط المغرب تلك العلاقة … سنأتي الآن إلى نقطة أساسية أثارت لغطا وضجيجا في كثير من القنوات وهي : هل الرئيس الجديد جو بايدن بإمكانه إلغاء قرار ترامب بمغربية الصحراء ؟ الجواب : قرار ترامب بمغربية الصحراء يجب أن يتخذ مسارا مُعَـقَّداً ليصير نافذا منذ صدوره فلا بد له أن يمر على الكونغريس وهو مجلس يتكون من غرفتين : مجلس النواب ومجلس الشيوخ ، والكونغريس لحد الساعة لا يعرف أحد أي الحزبين قد سيطر عليه هل الديمقراطيون أم الجمهوريون لأن النتيجة النهائية غير معروفة لحد الساعة ، والسبب هو أن العديد من الأصوات لا تزال قيد العدّ. لكن وما أصعب هذه ( لكن) سنعود لما أكدتُ فيه على القراء في البداية أن يركزوا عليه ” وهو أن اللوبي اليهودي الصهيوني له تأثير كبير جدا جدا على هذه الدولة العظمى ( أمريكا ) سواءا حَكَمَهَا الجمهوريون أو حكمها الديمقراطيون ، فكلهم يركعون لإسرائيل ويطيعونها ويَقْلِبُونَ الدنيا ليبقى كل العالم يخدم مصالح دويلة إسرائيل . إذن مهما حاول جو بايدن أن يلغي قرار ترامب بمغربية الصحراء فإن اللوبي اليهودي له بالمرصاد لأن أمريكا لن تتجرأ أبدا على أن تتمرد على طاعة اللوبي اليهودي في أمريكا كما قلتُ سواءا في زمن الجمهوريين أو زمن الديموقراطيين ، سيقف هذا اللوبي اليهودي ضد كل من سيحاول إلغاء قرار ترامب بمغربية الصحراء لأن مصلحة أمريكا هي أن تبقى إسرائيل راضية عليها ، وبما أن المغرب قرر أن يبدأ في استرجاع علاقته مع إسرائيل على مستوى تبادل مكاتب الاتصال فقط فإن اعتراض الكونغريس على قرار ترامب سيكون في مواجهة إسرائيل وليس المغرب لأن المغرب ربط علاقته بإسرائيل في البداية بخيط رقيق وهو ( تبادل مكاتب الاتصال فقط حتى يعرف مصير قرار ترامب في الكونغريس ) ولا أظن أن اللوبي اليهودي سيقف مكتوف الأيدي أمام أي مَسٍّ بتنفيذ قرار ترامب بمغربية الصحراء ، كما لا أعتقد أن أمريكا ستغضب إسرائيل وتلغي قرار ترامب …
عود على بدء : المصيبةُ مصيبةُ مافيا حكام الجزائر عسكر ومدنيين ، أما المغرب فيعرف من أين تؤكل الكتف ، إذا دخل المغرب معركة مع حمقى مافيا جنرالات الجزائر فإنه سيلعب بهم كما يلعب القط بالفأر قبل أن يلتهمه ، أما المصيبة الأكثر فظاعة فهي مصيبة الشعب الجزائري الذي إذا استمرت مافيا جنرالات الجزائر في معاكسة المغرب فإنهم سيقامرون بالشعب الجزائري بكامله ، يقامرون به في قضية خاسرة 100 % يقامرون بمعيشة الشعب في ظروف ليست هي ظروف بداية النزاع أو حتى في زمن بوتفليقة ، إنها ظروف حياة ( الزفت والقاطران ) ، دون أن ننسى أن عصابة قطاع الطرق ( البوليساريو ) سيحتاجون الآن بعد أن أعلنوا الحرب على المغرب إلى المزيد من المصاريف على حساب القوت اليومي للشعب الجزائري الحر ، هذا القوت اليومي الذي يكاد يكون معدوما أصلا ، أما شعب بومدين الحلوف فقد أصابه السُّعَار الكلبي ضد المغرب بعد ضربة ترامب باعترافه بمغربية الصحراء خاصة أن مافيا الجنرالات والبوليساريو كانوا يتبجحون في خطبهم ومجالسهم ( أنه لا توجد ولو دولة واحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء ) والآن ما هو ردكم؟ طبعا سيكون جوابهم كما هي العادة : إن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء ( لا حدث )، والحقيقة أن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء هو دليل قاطع آخر على أن دبلوماسية حكام الجزائر لا علاقة لها بما يجري في العالم الخارجي فهم غائبون عن العالم ، وأنهم يَخْـتَـلِـقُونَ مُعطيات من خيالهم وينشرونها في وسائل الأزبال الإعلامية لديهم ، وويل لمن يقول في وجههم كلمة “حق” فمصيره مجهول …
لعل تبون سيطلب اللجوء السياسي في ألمانيا حتى لا يعود لدولة المافيا التي تعيش في بحر من الفضائح السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية ، وما تكاد تخرج من مصيبة حتى تسقط عليها مصيبة جديدة ، فهذه المافيا لا تزال غارقة في شبح حرب مع المغرب تسبب فيها قطاع الطرق ( البوليساريو ) وفضحتها روسيا بأنها لم تبع ولو صاروخا واحدا من صواريخ ( إسكندر ) لأي دولة في العالم وبذلك انكشفت أكاذيب جنرالات الجزائر التي استعرضت صورا ملفقة لهذه الصواريخ على أنها موجهة نحو العدو المغربي لكن الروس فضحوهم بأسرع من البرق