اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء ثالث أهم حدث في النزاع وسيدفع باريس الى إقناع الأوروبيين بأهمية الحكم الذاتي
قررت الإدارة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء، ويعد هذا الاعتراف ثالث أهم حدث في تاريخ الصراع الصحراوي، وقد يشجع فرنسا على الاعتراف العلني بمغربية الصحراء وإن كان العائق هو علاقاتها مع الجزائر وإقناع حلفائها في الاتحاد الأوروبي.
في هذا الصدد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يومه الخميس عن اعتراف البيت الأبيض بمغربية الصحراء وربطه بالتطور المنتظر في العلاقات بين المغرب وإسرائيل. ويشكل الاعتراف منعطفا حقيقيا في النزاع، بحكم قوة الولايات المتحدة في القضايا الدولية. وأكدت واشنطن أهمية الحكم الذاتي كأرضية لحل للنزاع الصحراء مستقبلا. ولا ينتظر اعتراض الإدارة الأمريكية المقبلة بزعامة جو بايدن على قرار الإدارة الحالية.
ويعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أهم ثالث حدث في تاريخ هذا النزاع بعد انسحاب اسبانيا سنة 1975 من المنطقة، ثم توقيع الهدنة بين المغرب وجبهة البوليساريوسنة 1991 بعد حرب دامت 16 سنة. وتوجد أحداث أخرى لكنها لا ترقى الى قوة الأحداث الثلاث بحكم أنها تشكل منعطفا حقيقيا.
وكأي حدث يشكل منعطفا، فالاعتراف الأمريكي قد يجر بريطانيا الى إبداء ليونة أكبر تجاه موقف المغرب وهو الحكم الذاتي لاسيما في ظل وجود رئيس الحكومة بوريس جونسون الذي يميل الى مواقف ترامب في العلاقات الدولية. كما سيشجع دول أخرى على الاعتراف بمغربية الصحراء.
وعلاقة بدولة مركزية في النزاع وهي فرنسا، فهذه الأخيرة تعترف بطريقة نسبية أو غير مباشرة بمغربية الصحراء لأنها المدافع الرئيسي عن مصالح المغرب في الأمم المتحدة ووسط الاتحاد الأوروبي. ويشكل الاعتراف الأمريكي تحديا للدبلوماسية الفرنسية لأنه يضعها في موقف صعب أمام الرباط. وهناك عائقان أمام إعلان باريس عن موقف مؤيد لمغربية الصحراء بشكل علني وهما: في المقام الأول، تخوف من رد فعل جزائري تجاه فرنسا، حيث قد تفقد الكثير من الامتيازات لاسيما التجارية والاقتصادية، والعائق الثاني يتجلى في إقناع حلفاء في الاتحاد الأوروبي لبلورة موقف موحد.
لكن الاعتراف الأمريكي سيدفع باريس، وإن لم تعترف بمغربية الصحراء بشكل علني، سترفع من دفاعها على أهمية الحكم الذاتي كحل نهائي لنزاع الصحراء. وفي الوقت ذاته، سيدفعها الى تكثيف النقاش مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي لدعم الحكم الذاتي ولاسيما إقناع المانيا بالمقترح بعد مغادرة بريطانيا، لأن دول كبرى مثل إسبانيا وإيطاليا لن تعارض.