لقاح “الشينوا” غير مقنع

“بروفيسورات” وباحثون مغاربة بمختبرات وجامعات ومستشفيات دولية “يفقهون” أيت الطالب في علم الفيروسات

لم تقنع البروتوكولات المعتمدة من اللجنة العلمية الخاصة باللقاح الصيني ضد “كوفيد 19″، عددا من الخبراء المغاربة و”البروفيسورات” الموجودين في أوربا وأمريكا وكندا، والمختصين في علوم الأوبئة والفيروسات والتجارب السريرية على اللقاحات الجديدة.

وقالت مجموعة الكفاءات الطبية لمغاربة العالم، وهي مجموعة (مقرها في بروكسيل ببلجيكا) تضم عددا كبيرا من الخبراء والباحثين والأساتذة الجامعيين ورؤساء مختبرات وأطباء ممارسين في مستشفيات دولية، إنها تتابع منذ أشهر، عن طريق قنوات إعلامية غير رسمية، المجهودات التي تقوم بها وزارة الصحة ولجانها العلمية، من أجل توفير لقاح فعال وآمن وناجع ضد فيروس كورونا.

وأوضحت مجموعة خبراء المغاربة أن أعضاءها علموا أن المغرب (الذي قاد حملة مميزة في مواجهة الوباء في جميع مراحله السابقة)، رشح لقاحا يحظى اليوم بالأولوية، ويتعلق الأمر باللقاح الذي أنتجه المعهد البيوتيكنولوجي لمدينة يوهان، وهو المعهد الذي ينتمي إلى الهولدينغ الصحي الضخم المملوك لجمهورية الصين الشعبية “سينوفام”.

وأكدت المجموعة أن أعضاءها تابعوا، في الفترات السابقة، عددا من الحوارات والدراسات والمقالات حول هذا اللقاح الصيني المنشورة في مجلات طبية متخصصة، وأثار انتباههم عدد من الأسئلة حول التجارب المنجزة حوله وفعاليته وسلامته وأمنه وتناسبه مع الطبقات الجينومية للفيروس الموجود في المغرب.

وأوضح الخبراء المغاربة، في مراسلة إلى خالد أيت الطالب، وزير الصحة، أن الغرض من هذا التفاعل هو المساهمة وإغناء البحوث والدراسات المنجزة حول هذا اللقاح والخلاصات التي انتهت إليها اللجنة العلمية والتقنية إلى حد الآن.

وطرح الأطباء، في المراسلة نفسها، خمس إشكاليات أساسية، تتعلق الأولى بضرورة التأكد، على نحو قاطع، أن اللقاح المعتمد (المكتشف في وقت مبكر في الصين)، يتوفر على نجاعة لمواجهة طبقات الفيروسات الموجودة في المغرب في ظل التحولات التي تطرأ عليها بين الفينة والأخرى.

وقالت المجموعة إن الفيروس، بشكل عام، يتميز باستقرار في مستواه الجينومي، لكن هذا لا يعني وجود تغييرات مهمة إلى حد كبير ترصد في عدد التحليلات ينبغي الانتباه إليها قبل اعتماد التلقيح بشكل نهائي.

وطلبت المجموعة من الوزير، في إطار الإشكالية الثانية، وفي إطار تعزيز ثقة المواطنين في اللقاح المعتمد، التعاون مع الهيأة الصينية صاحبة الاختراع بنشر بيان رسمي حول النتائج المفصلة للمرحلة الثالثة للتجارب السريرية، على غرار باقي المختبرات الأخرى، علما أن اللقاح المعني جرب على أفراد قوات الجيش في الصين، وسيكون من الأفيد تعميم النتائج المتوصل إليها.

أما الإشكالية الثالثة، فتتعلق بتفادي الثقة العمياء في اللقاح المعتمد، إذ أظهر تاريخ تطوير اللقاحات في العالم أنه ليس هناك اختراع بعيد عن المفاجآت. وأعطت المجموعة، مثالا على ذلك بوفاة طفلين في الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي، حقنا بلقاح قيل إنه توفرت فيه جميع الشروط.

وتطرق الخبراء المغاربة إلى النقطة المتعلقة بالتجارب السريرية التي خضع لها 600 متطوع مغربي، معتبرين أن هذا العدد غير كاف لقياس نجاعة أي لقاح.

وقالت المجموعة إن الاعتماد فقط على معطى توليد المناعة من قبل اللقاح الجديد، ليس كافيا للحكم على نجاعته، مؤكدة أنه في حال تبني هذا المعطى من قبل الوزارة (كما يظهر من تصريحات الوزير للصحافة)، فيجب الدعوة لعقد اجتماع مع اللجنة العلمية لتوضيح عدد من القضايا في هذا الصدد”، حسب أطباء المجموعة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: