البوليساريو تلجأ إلى فرض إتاوات على سكان مخيمات تندوف
في ظل الظروف التي تمر بها البوليساريو، فرضت قيادة الجبهة الانفصالية إتاوات عينية ومالية على كل الصحراويين بمخيمات تندوف، بهدف تمويل ميليشياتها في حربها المفتعلة بشكل إجباري.
وكشف منتدى “فورساتين” لدعم أنصار الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية في بيان صادر عنه، أن قيادة الجبهة وصفت كل رافض لهذه المساهمات بـ”الخائن”، وأنها فرضت (القيادة) على كل الصحراويين المساهمات طوعا وكرها في تمويل ما تزعم من حرب تتخذها ذريعة للاستيلاء على مقدرات الصحراويين الفقراء أصلا بالمخيمات.
ويعود ذلك حسب مراقبين، إلى أن البوليساريو فقدت كل مواردها وداعميها بعدما فشلت خطتها في الكركرات، وهي مناورة أيضا من قيادة الجبهة لحفظ ماء الوجه أمام متساكني المخيمات بعدما ربح المغرب كل المعارك الدبلوماسية والميدانية والسياسية.
وأكد نوفل بوعمري، المحلل السياسي والخبير في ملف الصحراء في تصريح لـه ، أن هناك نقصا حادا في موارد الجبهة بعد أن أعلنت غالبية المنظمات الدولية قطعها الإمدادات المالية التي كانت تبعثها وتحولها للجبهة بعد أن تأكد للجميع أن قيادة الجبهة تقوم بنهب هذه المساعدات وتعمل على تحويلها إلى حساباتها البنكية أو إعادة المتاجرة فيها في الأسواق الجزائرية والموريتانية خاصة الزويرات.
وأوضح بوعمري “أن الأمر مرتبط كذلك بمحاولة إيجاد بديل للنقص الحاد في التمويل المالي للجبهة ولقيادتها”. وأوضح منتدى فورساتين أن البوليساريو اعتبرت كل من ثبت رفضه أو عدم تعاونه في جمع المساعدات خائنا وخارجا عن الصف، فلا مجال للرفض لأي سبب.
البوليساريو تلجأ إلى هذا الإجراء بعدما اشتد الخناق على قيادتها دبلوماسيا بفتح المغرب الباب أمام قنصليات عربية وأفريقية
وشدد المصدر ذاته أن سكان المخيمات قدموا مجبرين ما يملكون من خيم ومؤونة وأغطية وتجهيزات بسيطة، فضلا عن مساهمات مالية بعدما كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية الدولية على ندرتها بسبب سرقتها من طرف القيادة.
ولجأت البوليساريو إلى هذا الإجراء بعدما اشتد الخناق على قيادتها دبلوماسيا بفتح المغرب الباب أمام قنصليات عربية وأفريقية في كبرى مدن الصحراء إلى جانب الدعم السياسي الكبير الذي وجده تحرك المغرب لإنهاء إغلاق معبر الكركرات لتأمينه أمام حركة المرور دون حدوث احتكاك بالمدنيين، إشادة واسعة من قبل دول عربية وأفريقية وغربية.
وكشفت مصادر من داخل المخيمات أن هناك غليانا تشهده مخيمات تندوف بعد هذا الإجراء المتعسف، وإلى جانب تبرّم قوي من بعض المنتمين إلى الميليشيات التي لم ترق لها مخططات إشعال فتيل الصراع في منطقة الكركرات.
وقالت مصادر محلية إن قيادة الجبهة الانفصالية قامت بتهجير وإرجاع سكان الأرياف والبوادي قسرا إلى داخل المخيمات بحجة الحرب، وإلصاق التهمة بالمغرب كوسيلة للتحكم في الصحراويين ووضعهم جميعا في مكان واحد وتصويرهم كمشردين واستغلالهم للظهور بمظهر الإجماع “المزيف”.
وأضافت ذات المصادر أن قيادة البوليساريو فرضت هذه الإجراءات للمزيد من ضبط الأمور والتحكم، وتستعد لتصويرهم وتسويقهم كفارين من معارك افتراضية، طلبا لإضفاء الشرعية على حربها أحادية الجانب، وخوفا من الشهود على كذبها عن الصحراويين القريبين من المناطق المنزوعة السلاح، فقررت جلبهم بالترغيب والتهديد والقوة لمن لم ينضبط للأوامر.
وأضاف منتدى فورساتين، أن السكان أصبحوا اليوم مدركين أنهم لن يتحصلوا على أي شيء في المستقبل من المساعدات، بل وسيفقدون ما يملكون من قوت وممتلكات بسبب حرب لا علاقة لهم بها.
وذكر المنتدى أن القيادة تتجبر وتتسلط على السكان وتفرض الطوارئ، وتأخذ بالقوة ممتلكات الضعفاء لتمويل العسكر في جبهات قتالية لا تصل منها إلا الإشاعات والأكاذيب والبطولات الخيالية المدعومة ببيانات مفبركة لا أثر لها في الواقع.
واعتبر مراقبون أن لجوء قيادة البوليساريو إلى هذا الإجراء دليل على تبرمها من تراجع الجيش الجزائري عن دعم ميليشياتها ضد المغرب على الشريط العازل إلى جانب استجداء المساعدات الإنسانية باسم هؤلاء الصحراويين المهجرين قسرا وجلب المزيد من التعاطف والدعم.
وكمحاولة للتمويه على ما يقع داخل المخيمات من ابتزازات وتعنيف اعتبر وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم خلال الدورة غير العادية الـ21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، أن المسار السياسي للأمم المتحدة لحل القضية الصحراوية تعرض إلى حالة جمود غير مسبوق أدت إلى تفاقم معاناة الشعب الصحراوي.
وتوضيحا للواقع المتأزم داخل مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، أشار منتدى فورساتين، إلى أن قيادة البوليساريو أعلنت الحرب على سكان المخيمات وتواجه الصحراويين داخلها، وتسعى إلى تطويعهم بكل الوسائل، حتى الحرمان من الطعام والغطا، بعدما أخذت الشباب ذكورا وإناثا للمجهول.
ولقطع الطريق على أي مناورة جزائرية تقحم الاتحاد الأفريقي في ملف الصحراء، يؤكد المغرب على الدور المركزي لمنظمة الأمم المتحدة في التسوية السياسية لقضية الصحراء. وفي آخر قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في 30 أكتوبر الماضي، دعا إلى “حل سياسي واقعي براغماتي ودائم لقضية الصحراء ينبني على التوافق”.