جنوب إفريقيا تصفع “بوليساريو
فشلت جمهورية الوهم في تحويل أنظار المنتظم الدولي وخداعه بشأن حقيقة الوضع في الصحراء المغربية، في أعقاب تدخل القوات المغربية لتحرير معبر الكركرات من أعمال البلطجة، التي قادتها ميليشيات الجبهة الانفصالية، أمام أنظار قوات بعثة مينورسو.
ولم تنفع بلاغات ورسائل جماعة إبراهيم غالي، زعيم بوليساريو إلى الأمم المتحدة، في تغيير الحقائق على أرض الواقع، والتي أكدت أن التدخل السلمي للقوات المغربية أنهى عملية قطاع الطرق، التي عرقلت لأسابيع، مرور مئات الشاحنات بين المغرب وموريتانيا، وأثرت على الحركة التجارية بين المغرب وعدد من بلدان جنوب الصحراء.
وحسب برنامج العمل، فإن مجلس الأمن سيركز عمله على متابعة ملفات السلم والأمن الدوليين، ومحاربة نشاط القرصنة بالسواحل المالية، إلى جانب تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الجهوية التابعة للاتحاد الإفريقي. كما ستحظى ملفات الأوضاع بالشرق الأوسط والأوضاع بسوريا والسودان واليمن بالاهتمام، ودعم التعاون بين مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، في مجال تعزيز دولة القانون.
وفي الوقت الذي حظي التدخل المغربي بمعبر الكركرات، المستند إلى الشرعية والقانون الدولي، بدعم كبير من مختلف العواصم والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تكرس بدعم من عدد من الدول التي اختارت فتح قنصليات لها بالعيون والداخلة، ازدادت عزلة الجمهورية الوهمية وحاضنتها الجزائر، وافتضحت اداعاءاتها الزائفة.
وبالعودة إلى أجندة مجلس الأمن، خلال دجنبر الجاري، الذي انتقلت رئاسته الدورية إلى جنوب إفريقيا، بدا جليا أن ملف الصحراء غير حاضر ضمن القضايا، التي برمجت للتداول داخل المجلس الأممي، رغم أن الرئاسة الحالية اعتادت الاصطفاف إلى جانب الجزائر، والتحول إلى صوت مساند لخصوم الوحدة الترابية.
وتولت جنوب إفريقيا، منذ الثلاثاء الماضي، رئاسة مجلس الأمن، في آخر شهر لعضويتها به، وهو الشهر الذي أكدت أنها ستركز خلاله على تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، ونهج استباقي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، والاهتمام ببرامج إعادة الإعمار والتنمية.
وخيبت جنوب إفريقيا آمال بوليساريو وحليفتها الجزائر، في استغلال فترة الرئاسة، لطرح ملف الصحراء ضمن الملفات المستعجلة، إذ غابت هذه القضية من جدول أعمال المجلس خلال الشهر الجاري، رغم الحملات المكثفة لأبواق بوليساريو في أكثر من عاصمة، والتي تصور فيها، زيفا وبهتانا، أن المنطقة دخلت في حالة حرب، بعد عملية تحرير معبر الكركرات، في الوقت الذي تؤكد تقارير قوات مينورسو بالمنطقة، زيف تلك الادعاءات، وعودة الوضع إلى طبيعته السابقة، واستئناف حركة التجارة الدولية بالمعبر، بعد تأمينه من قبل القوات المغربية، ببناء جدار عازل يمنع تسرب الجماعات الانفصالية إلى المنطقة العازلة.