حرب الشوارع الفرنسية تشعل البرلمان
اعتداءات مليشيات “بوليساريو” على مغاربة الخارج تجر وزير الخارجية إلى المساءلة
يواجه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، غضبا برلمانيا بسب استباحة السلامة الجسدية لمغاربة فرنسا من قبل عصابات منظمة تابعة للجبهة الانفصالية، إذ تلقى سؤالا من الفريق الاشتراكي، بشأن التدابير والإجراءات المتخذة لمتابعة الجناة المرتزقة أمام القضاء الفرنسي لتوفر كل أدلة الإدانة، وذلك بعد اعتدائهم على المواطنين المغاربة أخيرا في باريس، بعدما كانوا بصدد تنظيم تظاهرة مؤيدة للوحدة الترابية.
وجه المستشار البرلماني عن جهة كلميم واد نون، عبد الوهاب بلفقيه، سؤالا كتابيا تسائل فيه عن مدى توفر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على إستراتيجية للتصدي الميداني والإعلامي بمختلف ألوانه والتصدي سياسيا لكل مزاعم الأطروحة الانفصالية و»بلطجيتها».
وذكر بلفقيه بأن المئات من المغاربة المقيمين بالديار الفرنسية، خرجوا في مظاهرة سلمية حضارية راقية، وفقا للقانون المعمول به في التراب الفرنسي، وتبعا للأعراف الممارسة في كل أشكال التظاهر كما ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تعبيرا عن موقفهم ومساندتهم لقضية المغاربة الأولى، لكن رياح الحقد والكراهية وحمى الفشل لدى «بوليساريو» وأتباعها ومرتزقة البيترودولار، جعلت من هذه التظاهرة مرآة كاشفة لحقيقة الميليشيات وعقليتها العدوانية في مواجهة أي مسلك سلمي حضاري إنساني، كما تمارس بشكل يومي داخل المخيمات، إذ أصبح مغاربة الخارج مهددين من قبل أفراد عصابات منظمة ومن بينهم بعض المتحولين الفاشلين في مساراتهم الحياتية والمهنية وعلى رأسهم المدعو الراضي الليلي الذي صار أحد الأذرع الإعلامية للدعاية الانفصالية بخلفية مرضية حاقدة سادية.
ونبه القيادي الاتحادي إلى أن متظاهرين مغاربة مسالمين أصبحوا مستهدفين من قبل مليشيات محمية، ومن أفرادها من يرتدي الزي العسكري في قلب عاصمة الأنوار، ملوحين بإشارات إرهابية عنصرية مقيتة ترمي علانية إلى التهديد بالقتل و”تذكرنا بالسلوك الإرهابي الداعشي، أمام مرأى ومسمع كل الذين حضروا تلك التظاهرة من صحافة دولية ومواقع الكترونية وسلطات فرنسية، مما يستدعي تحرك المؤسسات المغربية المعنية قصد متابعة هؤلاء المرتزقة أمام القضاء الفرنسي، وعلى رأسهم المندس والخائن محمد راضي الليلي، بسبب ممارساته المشبوهة في تجييش وتحريض انفصاليي الداخل والخارج على العنف عبر صفحته الرسمية، وبنقل مباشر ضد جاليتنا بباريس أثناء الوقفة السلمية لمساندة ما قامت به قواتنا المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات”.
وأضاف بلفقيه في سؤاله، أن “صورة المرأة المغربية الحاملة للعلم الوطني وهي تقف بثبات وبشكل سلمي في وجه عصابة «بوليساريو» وهي تهددها بالعصي، كما في عشرات الصور التي التقطتها عدسات وسائل الإعلام الدولية وغزت وسائط التواصل الاجتماعي وحققت نسبة انتشار ومشاهدة غير مسبوقين، تمثل إدانة صارخة للمرتزقة وتظهر حقيقة أنهم لا علاقة لهم بالثقافة والتراث الصحراوي الحساني المليء بقيم السلم والتسامح والإخاء، ويجعل من كرامة المرأة خطا أحمر لا يمكن تجاوزه».