غضب في الرابوني على «خردة سلاح روسي» و»طعنة غادرة» من الجنرالات للجبهة
أشعلت مناورات جزائرية في خضم موقعة الكركرات المحررة من قبل الجيش المغربي، فتيل غضب بين قيادات بوليساريو، بعيد اجتماع سري لضباط مخابرات جزائريين وممثلين عن الجبهة بمسؤولين موريتانيين في العاصمة نواكشوط.
وبدأت تظهر معالم تمرد للميليشيات المسلحة بعد تسريبات تفيد أن الجزائر كشفت أوراقا جديدة تحمل أطماعا ترابية بذريعة العمق الإستراتيجي، وعدم مد مقاتليها بالأسلحة التي وعدوا بها من قبل الجنرالات، ماعدا خردة سلاح روسي لم يعد يشكل أي خطر على الجدار الأمني المغربي.
وأبدت الجبهة تذمرا من محاولات الجنرال شنقريحة قائد الأركان التهدئة مع المغرب لإطفاء نيران الحرب والعودة لوقف إطلاق النار والمفاوضات وتسريع تعيين مبعوث جديد آخر للأمم المتحدة، متهمة إياه بالتسبب في فقدان بوليساريو حليفا كان يؤوي مقاتليها، في إشارة إلى موريتانيا، بسبب ابتزاز تأكد للانفصاليين الهدف الحقيقي من افتعال نزاع الصحراء مع المغرب، خاصة بعد انتشار تسريبات صوتية يقول فيها شنقريحة إن الصحراء للجزائر وليست للمغرب ولا لبوليساريو، ما اعتبر استفزازا خطيرا للجبهة.
وأوضحت تقــارير إعـلاميـة موالية للجنرالات أن الوضع الراهــن في الصحراء يدفع الجزائـر إلى أعلى درجات التأهب والاحتياط العسكري، وفق توقع أسوأ السيناريوهات خطـــورة وتعقيــدا، “رغم أنها لا ترغب مطلقا في تدشين حرب أو نزاع مسلح جديد مع المغرب، لكنها، لن تتسامح أبدا مع الاقتراب المغــربي ولــو بشبــر واحد من حدودها الغربية، وفي هــذه الحالة ستكون كل الردود مشروعة”.
واعتبرت قيادة البوليساريو أن خطاب الجيش الجزائري يحمل تخليا عن القضية ويشير إلى اقتصار التدخل المحتمل على الدفاع عن تراب الجمهورية الجزائرية، بالنظر إلى أن الأنشطة العسكرية للجـــــارة الشرقية تكثفت في كل المنطقة الغربية لتفقد وحداتها العسكرية منذ اندلاع التوترات الأخيرة في الكركرات وشملت مختلف الأسلحة، بذريعة مواجهة تهديدات للعمق الأمني الإستراتيجي لإقليمها الوطني.
وأكدت تقارير مخابراتية أوربية أن أسلحة “بوليساريو” تورط الجزائر بشكل خطير، إذ سجلت تحويل المخازن نحو مناطق أكثر أمنا وتحصينا، ويحتمل أن تكون في العمق الجزائـــري، مع حجز الآليات والمعدات الممنوحة من الجارة الشرقيــة للانفصاليين داخل مستــودعات سريــة تحت وصاية الجيش الجزائــري، خاصة بعد توالي الحرائق التي تعرضــت لهــا مخازن الأسلحة للجبهة في ثكنة الحنفي بالمنطقة العسكرية الأولى، وتزايد القدرات المهمة التي أصبحت تتوفر عليها الاستخبارات العسكرية للمغرب، باستعمال الصور الفضائية.
وكشفــت التقــاريــر المذكــورة أن “بوليساريــو” لم يعد لها في المناطق التي تحتلها أي أسلحة فعالة، باستثناء آليات متهالكة، وعربات قديمة من طراز