عندما يتم الهجوم على أسرة فقيرة كلهن نساء، ولا يتحرك أحد لإنقاذهن، حي بكامله لا يتحرك يتفرجون ويصرحون فيما بعد أنهم كانوا مرعوبين، وشر البلية ما يضحك..
القضية ليست قضية خوف، ولكن الحقيقة أننا تغيرنا وأن الناس أصبح كل واحد منهم يقول أنا وبعدي الطوفان متناسين أن الطوفان إذا أتى لن يرحم أحدا منهم مأساة هؤلاء الفتيات، أعادت الى ذاكرتي ما كانت تفعله داعش بالنساء الإيزيديات وما ارتكب في حقهن من بشاعة..
ذنب هؤلاء الفتيات أنه ليس معهن رجل يحميهن في الوقت الذي تطالب فيه النساء بالمناصفة.
ما حدث يؤكد أننا لا زلنا بعيدات عن كل ما يتم التجاهر به في المحافل، لا يمكن ان تتحقق المناصفة إلا إذا تغيرت العقول وتعلم الرجل احترام الأنثى وأنه ليس ضروري أن يكون لها أب أو أخ أو خال أو عم حتى يتم احترامهن.ا.
العشرات من الفتيات يتيمات أو أمهاتهن مطلقات ولا “رجل” في البيت وهنا أضع كلمة رجل بين قوسين لأن الرجولة في واقعة اختطاف الفتاتين ضاعت …
أين هي الرجولة ؟ هل في ذاك الجار أو ابن الجار الذين وقفوا وقفة المتفرج عندما اغتيلت البراءة ؟، وما يؤلم هو أنهم يقولون وبدون خجل أن الخوف منعهم، مثل هؤلاء لا يفتخر هذا الوطن أن يكونوا أبناءه
.متناسين أن ما وقع لهؤلاء الفتيات قد يقع لبناتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم، الإنسان لا يعيش إلا حياة واحدة.. إذا خفت ارفع هاتفك وكرر الاتصال بالأمن أو الدرك أو بأي مسؤول في منطقتك، وكرر الاتصال حتى إذا لم يتم الاستجابة عن اتصالك سيحاسبهم الجميع المهم كان عليكم أن تفعلوا شيئا، لا أدري ما حجتكم عندما ذهبوا ؟ لما لم تخرجوا وتطلبوا المساعدة…
لكنكم وا أسفاه عدتم إلى غرف نومكم، وكأن شيئا لم يقع بالقرب منكم، ذئاب جائعة تنهش البراءة، في الوقت الذي كان بإمكانكم إنقاذهن لكن لا ينفع التحسر الآن..
فكلمة” ياريت ” كما يقول إخواننا المصريون لا تعمر بيت.
لا مبرر لهؤلاء الجيران سوى أنهم حثالة المجتمع ولا أدري هل سيحسون بوضاعتهم عندما ينظرون إلى المرآة؟ وهل يستطيعون النظر إلى أعين نسائهم وبناتهم.؟
الإنسان يعيش مرة واحدة فاللهم الموت بكرامة ونبل أحسن من حياة الجبن والذل و لا إحساس…
صمت مريب حول قضية الاغتصاب، صمت مريب مع أن ما وقع لهاتين الفتاتين يعتبر قضية أمة بكاملها، استمرار الجريمة والتفنن فيها وخلق مغرب آخر، لا علاقة له بنا مبني على الجبن والجشع والأنانية والخبث والظلم والتفقير وموت الإحساس وانتشار الخوف والحكرة تدفعنا أن نطالب بتشكيل قوة ضغط.. لنقول على الكل أن يتحمل المسؤولية حتى لا يتكرر ما حصل…
إذا كان المغرب يشاد به في محاربة الإرهاب والكشف عن الإرهابيين أينما كانوا، فهل يعجز عن اجتثاث الإجرام والقبض على المجرمين وضمان الحماية لبناته؟..
آخر الكلام لا تحدثوننا عن الأمن والأمان، وعن دولة الحق والقانون، فعندما تختطف النساء من بيوتهن، وأمام الملأ ويتم احتجازهن ليلة كاملة ولم يتحرك أحد فعليك السلام يا وطني..