كلاب جزائرية للتجسس على الجدار الأمني
مجهزة بكاميرات ولاقطات متطورة وتستعمل للاستعلام عن الألغام و الجيش الجزائري يوظف أنواعا هجينة لا تختلف عن الكلاب الضالة
لم يجد جنود مغاربة مرابطون على الحدود في الجدار الأمني، بدا من إطلاق النار على كلاب مدربة، بعد اقترابها من مواقع تمركز حرس الحدود، إعمالا للأوامر الصادرة بتوخي الحذر في مراقبة مرمى النيران، لمنع أي تجمع لمسلحي “بوليساريو” قرب الحزام.
وأبلغ الجنود القيادة بحدوث تغير في نوعية الكلاب المستعملة لاختراق الدفاعات المغربية، ولم يعد الأمر يقتصر على استعمال كلاب محلية دروعا لتفجير الألغام، وفتح منافذ فيها للتسلل قرب الجدار، بل أصبحت كلابا مدربة ومجهزة بشكل احترافي من صنع فرق خاصة كتلك التي تمتلكها وحدة “الأنياب” التابعة للدرك الحربي الجزائري، التي استعملت في اختراق متاريس الإرهابيين إبان العشرية السوداء.
وتحمل الكلاب الجزائرية أطواقا خاصة ثبتت عليها عدسات كاميرات متطورة تنقل الصوت والصورة بشكل مباشر، بالنظر إلى وجود لاقطات هوائية صغيرة معلقة على أعناقها، مع الحرص على عدم استعمال أنواع الكلاب المعروفة، وتعويضها بأخرى هجينة لا تختلف كثيرة عن الكلاب الضالة.
وتم إنشاء فرقة “الأنياب” أول مرة بالمدرسة العسكرية التطبيقية، ليتم نقل مقرها، في ما بعد، إلى الوحدة الجمهورية الثانية في 2001، إذ تخرجت منها دفعات من فرق “الأنياب” تتكون كل واحدة من 15 ضابط صف متخصصا.
ويتم انتقاء الكلاب المستعملة واستيرادها من قبل الجيش الجزائري في عمر سنة واحدة، وبشكل دقيق من سلالة الراعي الألماني، والراعي البلجيكي “مالينو”، والراعي الإنجليزي (برادور)، وفور وصولها، يقوم البيطريون العاملون في الجيش بفحصها والتأكد من سلامتها لتدخل فيما بعد للترويض والتدرب على تخصصات متعددة (اتصالات وسلاح ومتفجرات).
ولم يجد الفريق سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، حرجا في إعلان التأهب العام لسيناريو حرب مع المغرب، إذ استنفر جنوده للدفاع عن الحدود ضد الإرهاب وضد عدو كلاسيكي، في إشارة إلى المغرب، معتبرا أن بلاده مستهدفة، لأنها أصبحت أقوى دولة في المنطقة، بجيشها الذي برهن على قوته بهزم الإرهاب كما فعل في حرب التحرير.
وكشف شنقريحة، بحر الأسبوع الجاري، سعيه إلى تجسيد ميداني لخريطة الطريق وإعادة نظرة جديدة ترتكز على محاور أساسية من أهمها، مواصلة تحضير وحدات قوى المعركة لجميع وحدات الجيش وتطويرها، من أجل بلوغ مستوى الامتياز والاحترافية في كل المجالات، ومواصلة العمل، دون هوادة، في بناء جيش قوي وعصري، قادر على أداء مهامه الدستورية في كل الظروف والأحوال.
وقبل ذلك، خاطب عبد المجيد تبون رئيس الجزائر والقائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، جنوده في الثكنات المتاخمة للمغرب قائلا إن “الشعب الجزائري بمؤسساته وبجيشه، يعرف أن قضية الصحراء قضية استعمار، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس”.