الشرطة الفرنسية تفكك مخيّما للمهاجرين وسط باريس

استخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفكيك مخيّم جديد للمهاجرين وسط باريس أقيم لإيواء المئات من اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من مراكز إيواء مؤقتة في الضواحي دون توفير بديل، فيما تتعرض الحكومة الفرنسية لانتقادات داخلية لتجاهلها سوء معاملة طالبي اللجوء.

وساعد متطوعون في نصب نحو 500 خيمة زرقاء اللون في ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين والتي سرعان ما امتلأت بمهاجرين معظمهم أفغان.

وبعد نحو ساعة، وصلت الشرطة لتفكيك المخيم وإزالة الخيام التي كان بداخلها أشخاص في بعض الحالات، وسط تظاهرات من المهاجرين وصيحات الاستهجان من المتطوعين.

جيرالد دارمانان: مشاهد عملية تفكيك مخيمات اللاجئين صادمة

واستخدمت الشرطة لاحقا الغاز المسيل لتفريق الباقي ما دفع بالمهاجرين للتفرّق في شوارع باريس. ويأتي تفكيك المخيم الجديد بعد أسبوع على إجلاء المهاجرين من مراكز إيواء مؤقتة في ضاحية سان دني شمال باريس دون نقلهم إلى مكان آخر.

وندد نائب رئيس بلدية المدينة المسؤول عن الإسكان وتوفير المساكن بشكل طارئ وحماية اللاجئين إيان بوسار بطريقة “استجابة قوات حفظ القانون والنظام لوضع اجتماعي”.

ووصف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مشاهد عملية تفكيك المخيمات بـ”الصادمة”، مشيرا إلى أنه أمر شرطة المدينة بتقديم تقرير عما حصل. وتعد باريس محطة رئيسية في طريق الهجرة إلى أوروبا، إذ كثيرا ما تقام فيها مخيّمات تفككها الشرطة بعد بضعة أشهر.

وانتقل الآلاف من باريس إلى ميناء كاليه وحاولوا الاختباء في شاحنات تعبر المانش إلى إنجلترا. وحاول عدد قليل منهم العبور بالقوارب.

ويأتي تفكيك المخيم بعدما أقرّت الحكومة الفرنسية قانونا أمنيا معدّلا يفرض قيودا على نشر صور وتسجيلات التقطت لوجوه عناصر الشرطة أثناء تأدية مهامهم في الأماكن العامة. وتشير نقابات فرنسية إلى أن من شأن القانون أن يعطي الضوء الأخضر للشرطة لمنع الصحافيين من القيام بعملهم وتوثيق انتهاكات قوات الأمن.

وانضمت فرنسا إلى دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وبريطانيا في اتخاذ موقف أكثر تشددا إزاء المهاجرين منذ أن أثار اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 أزمة مهاجرين في مختلف أرجاء أوروبا.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين قلقون من مسألة المهاجرين الأمر الذي زاد من التأييد للزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان المرجح أن تكون المنافسة الرئيسية للرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة عام 2022.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: