المغرب: نقص حاد في أجهزة التنفس الاصطناعي … ونقابة تقترح تحويل صندوق كورونا إلى صندوق دائم لمواجهة الأزمات

بدأ العد العكسي للشروع في تلقيح فئات واسعة من المواطنين المغاربة ضد «كوفيد 19» حيث ستُعطى الأولوية في البداية للعاملين في قطاعات الصحة والتعليم والأمن، وكذا لكبار السن ممن يعانون من أمراض مزمنة، حيث سيلقح 5 ملايين فرد، قبل أن يجري تعميم التطعيم باللقاح الذي سيُقتنى من مصادر متعددة، صينية وروسية وبريطانية وأمريكية، على باقي المواطنين من الراغبين في ذلك، بما أن التلقيح لن يكون إجبارياً، كما أكدت السلطات المختصة.

كابوس الفيروس

وما بين بشائر الأمل التي تُعقد على هذا اللقاح لتخليص الناس من كابوس الفيروس، وبين التشكيك في نجاعته والحذر من تأثيرات سلبية مفترضة له، تُحاك قصص بعضها أقرب إلى الخرافات في شأن الهدف من التلقيح. لكن مسؤولين مغاربة وخبراء مختصين ما انفكوا يطمئنون المواطن حول ما يحمله إكسير الحياة من مفعول سحري. ووسط هذا الجدل، ترشح أخبار ومعطيات تُسابق الزمن لرسم البسمة على الشفاه.كشفت صحيفة «الأحداث المغربية» في عددها ليوم أمس الاثنين، نقلاً عن مصادر من داخل وزارة الصحة، أن عملية التلقيح المرتقبة سيشرف عليها قطاع الصحة المدني والعسكري، في حملة تلقيح واسعة. واستبعدت تلك المصادر أن يشارك القطاع الخاص من مصحات وصيدليات في توزيع وحفظ اللقاح الذي يحتاج حفظه لبنية لوجيستيكية معقدة، تشمل طريقة حفظه في درجات حرارة منخفضة جداً، قد تصل إلى سبعين درجة تحت الصفر، وهو ما لا يتوفر للقطاع الخاص، وقد لا يتوفر حتى للقطاع العام في الوقت الراهن.
وفي انتظار دخول اللقاح وتعميمه على المواطنين، ما زال الكثير من مرضى «كوفيد 19» الموجودين تحت العناية المركزة يعانون من مشكلة التنفس الاصطناعي. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة «المساء» أمس إلى ارتفاع الطلب على آليات الأوكسجين، مضيفة أن ذوي المرضى يلجأون إلى اقتناء أو تأجير آليات الأوكسجين من 5 أو 10 لترات أو أكثر حسب الوضع الصحي لكل حالة، إلا أن كثرة الطلب عليها جعلها تنفد من السوق، الأمر الذي يهدد صحة مرضى فيروس «كورونا».
وأفاد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الطلب على الأوكسجين ارتفع ومعه الأسعار، لافتاً الانتباه إلى أن بعض المصابين يفضلون العلاج في منازلهم، مشيراً إلى غياب الإشراف الطبي لدى حالات معينة، حيث يحتاج المرضى الذين يشترط إيجاد مادة الأوكسجين لهم، إلى متابعة الطبيب الذي يجب أن يحدد كم يحتاجونه من هذه المادة.
وتفاعلاً مع الوضع الصحي الصعب في المغرب، أعدّت النقابة العمالية «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل» تعديلات ومقترحات على قانون الموازنة العامة للعام 2021. وحسب بلاغ في الموضوع صدر أمس الاثنين، فإن «الكونفدرالية» تقترح إعفاء الأدوية والمنتجات الصيدلية من الضريبة على القيمة المضافة، كما تدعو إلى تحويل صندوق «كورونا» إلى «صندوق دائم لمواجهة الأزمات»، وتلح أيضاً على الاستمرار في دعم الأُجراء الذين فقدوا عملهم مؤقتاً، مع تمويل صناديق العمل، وتعميم الحماية الاجتماعية، وإحداث ضريبة على الثروة. وطالبت بإعفاء المتقاعدين من الضريبة على الدخل، وإلغاء المساهمة الاجتماعية التضامنية بالنسبة للأجراء، مع تخفيف العبء الضريبي عليهم.

المنتجات الصيدلية

وحسب صحيفة «زنقة 20» الإلكترونية، فقد سبق للحكومة المغربية أن رفضت تعديلات نواب «فدرالية اليسار الديمقراطي» تخص حذف الضريبة على القيمة المضافة على كل الأدوية والمنتجات الصيدلية المخصصة للإنسان. وكان مصطفى الشناوي، برلماني الفدرالية، قد كشف أن أكثر من 35 في المئة من مصاريف الصحة يتحملها المواطن المغربي من جيبه، مشيراً إلى أن الإعفاء الضريبي سيساهم في تخفيض ثمن الأدوية المرتفع مقارنة مع القدرة الشرائية، وتسهيل الولوج إلى العلاج، بالإضافة إلى دعم صناعة الأدوية الوطنية. وأشار إلى أن أغلب الدول المجاورة في البحر الأبيض المتوسط تعفي الأدوية من الضريبة على القيمة المضافة، إلا المغرب الذي يفرض نسبة 7 في المئة على كل دواء، بمعنى أنه يفرض ضريبة على المرض؛ وهو ما اعتبره النائب البرلماني نفسه غير مقبول.
أما على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، فقد أعلن عشية أول أمس الأحد، عن تسجيل 3979 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، و3746 حالة شفاء، و60 حالة وفاة خلال 24 ساعة الماضية.وأوضحت وزارة الصحة المغربية أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة إلى 324 ألفاً و941 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 270 ألفاً و457 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 5316 حالة. وتوجد أعلى الإصابات في جهة الدار البيضاء ـ سطات (1157) متبوعة في جهة الرباط -سلا – القنيطرة (757) ثم جهة سوس – ماسة (581). وارتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى ثلاثة ملايين و471 ألفاً و935 فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حالياً 49 ألفاً و168 حالة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة الموجودة حالياً بأقسام الإنعاش والعناية المركزة 186 حالة مسجلة في ظرف 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 996 حالة 95 حالة منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، فيما يبلغ إجمالي الحالات التي تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي 435. أما معدل ملء أسرّة الإنعاش الخاصة بكورونا فقد بلغ 36 في المائة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: