تنظيمات إرهابية موالية لـ”بوليساريو” في الساحل والصحراء تبحث عن منفذ إلى المنطقة العازلة
أشعلت موقعة “الكركرات” فتيل توتر في مخيمات تندوف، يهدد بانفجار الوضع، بعدما كشفت تسريبات من دائرة الوصاية العسكرية على الجبهة أن تنظيف المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا أفشل خطة جزائرية للتخلص من الصحراويين المحتجزين منذ عقود، والزج بهم في حرب تهدف من خلالها الجزائر إلى اختراق المنطقة العازلة، واحتلال جزء من الشريط الأطلسي في شبه جزيرة الكويرة.
ويهدف المخطط الجزائري، الذي رفضت موريتانيا الانخراط فيه، إلى نقل سكان المخيمات إلى المنطقة الدولية العازلة والمنزوعة السلاح، وذلك لإدامة التوتر على الحدود الجنوبية للمملكة، بخوض حرب استنزاف تقودها الجبهة الانفصالية بالوكالة.
وخطط جنرالات الجارة الشرقية لافتعال نزوح جماعي، يستعملون فيه آلاف الساخطين من حياة القهر والحصار في تندوف، بذريعة تسهيل عملية التحاقهم بالأقاليم الجنوبية، خاصة الصحراويين من ذوي الأصول المغربية والمنتمين إلى الأقاليم الصحراوية الجنوبية، وترك أصحاب الأصول الجزائرية في تندوف لإعمار المنطقة.
وعلم من مصادر مطلعة أن العتاد، الذي تستعمله الميليشيات في مناوشات استعراضية، في محيط الجدار الأمني، كان موجها إلى منطقة “الكركرات”، ضمن قوافل لمدنيين مرحلين بغرض التمويه والتخلص من صحراويين أصليين فقدوا الثقة في القيادة المتحصنة وسط مدرعات الجزائر في الرابوني.
وشرعت الجزائر، منذ مدة، في تقريب حدود الحرب نحو أقاليم المغرب الجنوبية، إذ فرضت دخول زعماء الخيانة إليها، والشروع في حرب استنزاف من الداخل، مع فتحها قنوات دعاية دولية في وجه كتائب الانفصال بالعواصم الأوربية. ولم يتردد أحد الناطقين باسم انفصاليي الداخل من الهجوم على المغرب واصفا إياه بـ “الزريبة”، التي ليس فيها مؤسسات وقانون، متهما القضاء المغربي بالفساد، وذهب حد ابتزازه، مهددا بتحويل المنطقة إلى ساحة حرب، إذا لم يرضخ لضغط من أجل فرض أجندات خارجية اتسعت لتشمل جهة كلميم واد نون.
وبدأت تنظيمات إرهابية بمنطقة الساحل والصحراء تبحث لها عن منفذ، إلى المنطقة العازلة، بذريعة تقديم الدعم إلى جبهة “بوليساريو” الانفصالية، في معركتها ضد الجيش المغربي، إذ أعلن أعضاء في جماعات جهادية، عبر تسجيلات صوتية وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن دعمهم لميليشيات الجبهة الانفصالية.
ووجه أحد أمراء الدم يدعى “عثمان عبد المولى”، في شريط فيديو، تحت عنوان “الويل للغزاة لقد جاء أولاد الصحراويات”، رسائل إلى المغرب تنهل من قاموس “داعش” كشف فيها أن عددا من الموالين للجبهة مستعدون لوجستيا وبدنيا ونفسيا، وجاهزون لتنفيذ أعمال إرهابية٬ مضيفا “لن نعود إن شاء الله إلا بالحسنين؛ الوطن أو الشهادة”.
ودعا التسجيل الصوتي المذكور المحتجزين إلى “الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض”، موضح أنه “لو كانت المسافة قريبة ندعمكم بالسلاح والرجال٬ لكن الله غالب”.