اكتشاف أول ديناصور وصل أفريقيا في المغرب

أعلن عالم حفريات مغربي عن اكتشاف نوع جديد من الديناصورات في المغرب ويعدّ الأول من نوعه في أفريقيا، وقد وصل المسافر البحري المعروف بـ”منقار البط” سباحة إلى هذه المنطقة قبل 66 مليون سنة.

اكتشف فريق من الباحثين الدوليين نوعا جديدا من الديناصورات في المغرب، يعدّ الأول من نوعه في أفريقيا.

وعثر على ديناصور “منقار البط” والمعروف أيضا باسم “أجنابيا أوديسوس” في منجم بالقرب من مدينة الدار البيضاء (على بعد حوالي 95 كم جنوب العاصمة الرباط) داخل طبقة جيولوجية يعود تاريخها إلى 66 مليون سنة.

ويعتبر أجنابيا أحد أحدث الديناصورات المعروفة، وليس بعيدا عن سقوط النيزك الذي سيحكم على الديناصورات بالانقراض.

وشارك في هذا الاكتشاف عالم الحفريات المغربي نورالدين جليل، الأستاذ في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، إلى جانب الممول لهذه الدراسة الدكتور نيكولاس ر. لونغريتش من جامعة باث البريطانية، والمتخصص في الديناصورات تشابي بيريدا سوبيربيولا من جامعة الباسك الإسبانية، وعالم الأحياء الإحصائية ر. ألكسندر بيرون من جامعة جورج واشنطن الأميركية.

ووفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال جليل إن هذا الاكتشاف غير المسبوق أثرى معرفتنا بالتنوع البيولوجي القديم وأهمية المعطيات الحفرية للمغرب.

نورالدين جليل: اكتشاف غير مسبوق

وأوضح “بدأ كل شيء باكتشاف جزأين من الفك، أحدهما، بالجزء العلوي، لا يزال يحمل أسنانه. وأظهرت الخصائص المميزة في الأسنان والفكين أنها تنتمي للهادروسور، والمعروف أكثر باسم الديناصورات ذات منقار البط، وبشكل أكثر تحديدا لعائلة فرعية، اللامبيوصورات، التي تتميز بتلال عظمية من أشكال مختلفة على قمم جماجمها”.

وأضاف “أدت مقارنة هذا الديناصور مع اللامبيوصورات الأخرى إلى استنتاج مفاده أن هذا نوع جديد أطلقنا عليه اسم أجنابيا أوديسوس”.

وتشتهر الديناصورات ذات منقار البط في أميركا الشمالية وكذلك الجنوبية وآسيا وأوروبا، وفي ذلك الوقت، كانت أفريقيا عبارة عن قارة أشبه بالجزيرة المفصولة عن القارات الأخرى بمحيطات شاسعة، وكانت لها حيواناتها الخاصة التي تعكس تاريخها الجيولوجي، فقبل اكتشاف “أجنابيا” لم يكن من الممكن تصور وجود “منقار البط” في أفريقيا.

وأظهر تحليل التوزيع الجغرافي الحيوي للديناصورات ذات منقار البط أن اللامبيوصورات تطورت في أميركا الشمالية ثم انتشرت عبر جسر بري نحو آسيا. ومن هناك استعمرت أوروبا، وأخيرا أفريقيا.

ويرجح بالنظر إلى السياق الجغرافي القديم في ذلك الوقت، أن منقار البط عبر مئات الكيلومترات وانجرف على الجزر العائمة المصنوعة من حطام الخشب أو السباحة لاستيطان القارة الأفريقية.

ويتضح من خلال ذيول هذه الديناصورات الكبيرة وأطرافها القوية أنها كانت سبّاحة ماهرة، ويظهر ذلك من تسمية هذا الديناصور، إذ أن “أجنابيا” تعني “أجنبي” باللغة العربية، في حين “أوديسوس” تحيل على مسافر بحري شهير مذكور في الأساطير اليونانية.

وتتحدى بقايا أجنابيا قواعد توزيع الحيوانات البرية، فلقد أظهرت أن البحار التي تفصل أوروبا عن أفريقيا لم تكن غير سالكة كما نعتقد، على الأقل لم يكن هذا الحال بالنسبة إلى أسلاف هذا الديناصور.

وأكد جليل أن الحفريات هي ذاكرة الأرض، فهي بمثابة شواهد تتيح إعادة تشكيل تاريخ الحياة.. تخبرنا الحفرية، بغض النظر عن أصلها الجغرافي، عن التاريخ الجيولوجي للمنطقة التي تتواجد بها، ومن خلال خصائصها المورفولوجية تحيلنا على تاريخها وتاريخ انتمائها الجيني.

وأشار إلى أن العلوم الأفريقية لا تمتلك تقليدا طويلا في بحوث الحفريات وجمع المستحاثات وعلم المتاحف الذي يميز أميركا الشمالية والعديد من البلدان الأوروبية والآسيوية.

وتابع “يمكن أن يكون أي شيء نعثر عليه بالأراضي الأفريقية جديدا.. يبدو الأمر كما لو أن لدينا كتابا يروي قصة جميلة، والذي توجد صفحاته وأحرفه المفقودة التي لا حصر لها على الأراضي الأفريقية”.

وبحسب جليل، تكشف لنا الحفريات في أفريقيا أسرارها، كما تظهر العديد من السيناريوهات حول تطور الحياة على الأرض، ويعد اكتشاف بقايا أحفورية للإنسان القديم في عام 2017، بجبل إيغود مثالا على ذلك، حيث جعل الاكتشاف منطقة آسفي تصبح أقدم وأغنى موقع أسلاف في العالم لأفريقيا العصر الحجري، والذي يوثّق المراحل الأولى لتطور جنسنا البشري.

ويأمل العالم المغربي أن تسمح المزيد من الحفريات في أجزاء أخرى من المغرب بالتعمق أكثر في توثيق الزمن الجيولوجي وتوضيح المراحل الرئيسية في تطور الحياة على الأرض.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: