المغرب: استطلاع للرأي يكشف أن 55 في المئة من المواطنين يرفضون العودة إلى الحجر الصحي الشامل ومواقع تهيئ الرأي العام المحلي للقاح الصيني

رغم تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، كما تكشف ذلك الإحصائيات اليومية، فإن الكثير من المواطنين يبدون معترضين على العودة إلى فرض الحجر الصحي الشامل، مثلما حصل خلال الشهور الأربعة الأولى من دخول الفيروس إلى البلاد. وكحل وسط، تلجأ السلطات المحلية إلى اعتماد حجر جزئي من خلال تقييد حركة تنقل الناس وسفرهم، وتحديد ساعة إغلاق المقاهي والمتاجر والدكاكين في الثامنة ليلاً، وإغلاق الحمامات العامة والقاعات الرياضية، مثلما هو الحال هذه الأيام بالنسبة لمدينة القنيطرة (الواقعة حوالي 35 كيلومتراً عن العاصمة الرباط).

ارتفاع في عدد الإصابات

وأجرت وكالة الأنباء المغربية استطلاعاً للرأي عبر موقعها الإلكتروني، طرحت فيه السؤال التالي: «بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات في المغرب، هل تؤيدون العودة إلى الحجر الصحي التام؟» فصوّت 40 في المئة بتأييد الاقتراح، فيما عارضه 55 في المئة، وبقي 5 في المئة من المصوتين بدون رأي.
على صعيد آخر، انخرطت مواقع إلكترونية مغربية، ابتداء من أمس الجمعة، في محاولة لتهييء الرأي العام من أجل تقبل اللقاح الصيني، معددة مزاياه، ومؤكدة على نجاعته وخلوه من الآثار الجانبية السلبية.
وفي تقارير إعلامية  نقرأ أن شركة «سينوفارم» الصينية تعلن أن نحو مليون شخص تلقوا فعلياً طعماً «عاجلاً» لاثنين من اللقاحات التجريبية المضادة لفيروس كوفيد-19 من مجموعة الأدوية الصينية، وأكدت أن «لا ردود سلبية أو خطيرة ناتجة عن التلقيح» موضحة أنه لم يصب أي من الأشخاص الذين حصلوا على اللقاحين بكوفيد 19 على الرغم من سفرهم إلى أكثر من 150 دولة.وفي هذا الإطار، قال ليو جينغ تشن، رئيس سينوفارم على الموقع الإلكتروني للمجموعة إن لدى الصين حالياً أربع لقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب على البشر، وهي الأخيرة قبل حصول اللقاح على الموافقة. ونظراً لوجود عدد قليل جداً من المرضى في هذه الدولة الآسيوية التي تم احتواء الوباء فيها إلى حد كبير منذ الربيع، يتم إجراء هذه الاختبارات في الخارج. وتجري المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لمجموعة «سينوفارم» في حوالي عشر دول بينها المغرب والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين والبيرو ومصر والأردن.
ووعد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بأن يصبح أي لقاح تنتجه شركة في بلاده «لمنفعة عامة عالمية» ما يجعله متوفراً للدول النامية؛ واشتدت المنافسة في الأسابيع الأخيرة بين شركات الأدوية العالمية. ونشر الثنائي الأمريكي الألماني «فايزر/بايوتيك» وشركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية «موديرنا» بيانات في الأيام الأخيرة تُظهر أن لقاحيهما فعالان بنسبة 95 في المئة و94,5 في المئة على التوالي.
وتحت عنوان «اللقاح الصيني ضد كورونا يتجاوز مرحلة الشك ويتجهز للتسويق» أوردت صحيفة «هسبريس» الإلكترونية أن العديد من الإصدارات الطبية الوازنة تشير إلى أن «اللّقاح الصّيني يمكنه أن يشكّل «طفرة» في سباق الدّول للقضاء على فيروس كورونا» مبرزة أنّ «دولاً، مثل روسيا وأمريكا وألمانيا، هي الأخرى تسعى إلى تحقيق هذا الإنجاز العالمي غير المسبوق لصدّ الوباء».
ونقلت عن مجلّة «TOP SANTE» قولها إن «فعالية اللّقاح الصّيني مضمونة، بحيث لم يتعرض أيّ شخص تلقى لقاح كوفيد 19 الصيني المعتمد لتأثيرات سلبية خطيرة».
ودخلت أربعة لقاحات مرشّحة طوّرتها أربعة مختبرات موجودة في الصّين في المرحلة الثالثة. وقالت جويشن وو، مسؤولة في القطاع الصّحي الصّيني، إنها تلقّت هي نفسها لقاحاً تجريبياً في أبريل ولم تشتكِ من أيّة أعراض جانبية.
ونقلت المجلة الطّبية سالفة الذكر تصريحات مقرّبين من إدارة المختبرات الصّينية: «يوجد في الصّين حالياً ثلاثة عشر لقاحاً يخضعون لتجارب إكلينيكية؛ بما في ذلك ثلاثة لقاحات معطلة ولقاح ضد الفيروس الغدي في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية».

اللقاحات

ووفقاً للمصدر ذاته، فقد تلقى حوالي 60 ألف متطوع حقنة من أحد اللقاحات الأربعة المرشحة حالياً في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ولم تُلاحظ أي ردود أفعال سلبية خطيرة بينهم. وقالت: «تظهر النتائج الأولية أن هذه اللقاحات آمنة بشكل عام ولها آثار جانبية طفيفة فقط، بما في ذلك الألم والكدمات في موقع الحقن، بالإضافة إلى حمى خفيفة مؤقتة».
والجدير بالذكر أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاحين المرشحين اللذين طورتهما الشركة جارية في عشر دول، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والأردن والأرجنتين ومصر وبيرو.
ويتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للقاحات كوفيد 19 في الصين إلى 610 ملايين جرعة هذا العام وستزداد السنة المقبلة.
أما على صعيد جديد الحالة الوبائية في المغرب، فأعلن عشية الخميس عن تسجيل 4559 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، و4641 حالة شفاء، و77 حالة وفاة خلال 24 ساعة. ومن ثم، ارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في المغرب إلى 311 ألفاً و554 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2  مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 257 ألفاً و992 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 5090 حالة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال 24 ساعة عبر جهات المغرب، بين كل من الدار البيضاء – سطات (1749) والرباط – سلا – القنيطرة (864) وسوس – ماسة (453) والشرق (390) وطنجة – تطوان ـ الحسيمة (360) ومراكش – آسفي (244). كما تم تسجيل 141 حالة في جهة كلميم – واد نون، و138 في جهة درعة – تافيلالت، و121 في جهة فاس – مكناس، و76 في جهة بني ملال – خنيفرة، و23 في جهة الداخلة – وادي الذهب.
وبخصوص حالات الوفاة، سجلت 25 في جهة الدار البيضاء – سطات، و10 في كل من جهة الشرق وجهة مراكش – آسفي، و8 حالات في جهة الرباط – سلا-القنيطرة، و7 حالات في جهة درعة – تافيلالت وجهة طنجة-تطوان – الحسيمة، و6 حالات في جهة سوس-ماسة، بالإضافة إلى حالتين في جهة فاس مكناس، وحالة واحدة في كل من جهة كلميم – واد نون وجهة العيون – الساقية الحمراء.
وحسب النشرة، فقد أصبح مؤشر الإصابة التراكمي في المغرب يناهز 858 إصابة لكل مئة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 12,6 لكل مئة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 17 ألفاً و931 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى ثلاثة ملايين و421 ألفاً و980، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حالياً 48 ألفاً و472 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة الموجودة حالياً في أقسام الإنعاش والعناية المركزة، والمسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 141 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 1048 حالة، 91 حالة منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، فيما يبلغ إجمالي الحالات التي توجد تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي 403 حالات.
أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ«كوفيد-19» فقد بلغ 38 في المئة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: