الكركرات … فرار الميليشيات وهروب زعيم “بوليساريو”
تنظيف الكركرات وفرار الميليشيات وهروب زعيم “بوليساريو” من الرابوني وعودة الحركة إلى المعبر وطوق أمني بحزام رملي لصد أي هجوم مستقبلا
كشفت تسريبات صوتية لأفراد من ميليشيات قطاع طرق بالكركرات، أن تدخل الجيش المغربي، ليلة الخميس، لتأمين المعبر، تم دون أي مقاومة أو اشتباك، وأن مسلحي الجبهة أحرقوا الخيام وهربوا قبل وصول الجيش إلى مواقعهم، مع إطلاق النار في الهواء رد عليه الجنود المغاربة بالمثل.
و تجنبت الخطة المغربية سيناريو المواجهة بشق طريق آخر من قبل كتيبة للهندسة العسكرية، بعد إخلاء الممر المحتل من لدن العناصر المسلحة التابعة للجبهة الانفصالية من مستعمليه، وأن الكتيبة المذكورة شرعت في حفر خنادق وجدار رملي على الجهة الشرقية،لصد كل هجوم على الطريق مستقبلا.
وأورد بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أنه إثر عرقلة الميليشيات المسلحة للمحور الطرقي الرابط بين المغرب وموريتانيا، قامت القوات المسلحة الملكية، ليلة الخميس الجمعة، بـ”وضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات”، موضحا أن “العمليةالتي ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي”.
وبعيدا عن الكركرات، ساد ارتباك في مقر الجبهة التي غادر زعيمها هاربا إلى وجهة مجهولة. وأوضحت مصادر موثوقة أن الأوامر العسكرية المغربية شددت على أن يكون التدخل بدون استعمال السلاح وعدم إطلاق النار إلا دفاعا عن النفس ضد نيران معادية، ترجمة لقرار المغربالقاضي بالتحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له، لصد الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لبوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات بالصحراء المغربية، بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، إذ لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري.
وتشير معطيات ميدانية، إلى أن قطع المعبر المذكور تسبب في خسائر بملايين الدراهم لمهنيي قطاع التصدير بالنظر إلى أن مئات شاحنات نقل البضائع والسلع المتجهة نحو بلدان إفريقية، ظلت عالقة في مدينتي العيون والداخلة، وبقيت أزيد من ألف شاحنة محملة عالقة في نواكشوط، وعبر المتضررون عن استنكارهم للممارسات الاستفزازية التي أفضت إلى تعطيل شاحنات النقل الدولي للبضائع والسلع والموادالاستهلاكية، ومنعها من متابعة طريقها بالمنطقة العازلة.
وسجل بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “بوليساريو” وميليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر الماضي، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين لـ “مينورسو”، وأن هذه التحركات الموثقة “تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغييرالوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار”.
واعتبرت الخارجية المغربية أن تحركات المسلحين الانفصاليين تقوض أي فرص لإعادة إطلاق العملية السياسية المنشودة من قبل المجتمع الدولي، على اعتبار أنه منذ 2016، ضاعفت “بوليساريو” هذه التحركات الخطيرة وغير المقبولة في هذه المنطقة، في انتهاك للاتفاقات العسكرية، ودون اكتراث بتنبيهات الأمين العام للأمم المتحدة، وفي خرق لقرارات مجلس الأمن التي دعت “بوليساريو” إلى “وضع حد” لهذهالأعمال الهادفة إلى زعزعة الاستقرار.