القنيطرة … الحجر في خبر كان

عدم احترام التباعد واستمرار التجوال والزيارات وارتياد المقاهي وتمرد الباعة عوامل فاقمت كورونا

لم يتوقع عديدون أن فيروس كورونا المستجد سيواصل حصد المزيد من الأرواح والضحايا في المغرب، وهو الذي نجح في تدبير هذه الجائحة منذ تسجيل أول حالة في مارس الماضي، من خلال فرض حجر صحي لقي استحسان مختلف وسائل الإعلام الأجنبية.

ويرى العديد من المواطنين، أن الالتزام الكامل بالحجر المنزلي لثلاثة أشهر تقريبا، أكسب المغاربة مناعة رغمالعزلة الاجتماعية، التي عانوها جراء اختراق هذا الضيف الثقيل بيوتهم دون استئذان، الأمر الذي غير العديد من العادات والسلوكات.

وبينما توقع كثيرون استمرار الحذر من الوباء، ومواصلة تحقيق العديد من المكاسب بخصوص التعامل الجيد معه، من قبل عديد المواطنين،إلا أنه لا شيء حصل إلى الآن، في ظل عدم احترام الإجراءات الوقائية والاحترازية المنصوص عليها، من لدن السلطات المحلية ومنظمة الصحة العالمية.

ولم تشكل القنيطرة الاستثناء في خرق حالة الطوارئ، وعدم الالتزام بها، رغم ارتفاع الحالات الحاملة للفيروس ووصول عدد الوفيات إلى أرقام قياسية في الفترة الأخيرة، إذ مازال معظم السكان يتمردون على بعض الإجراءات الطارئة، أبرزها احترام مسافة التباعد وتجنب المصافحة والاكتظاظ.

هي إذن سلوكات مستجدة فرضها الوباء دون أن يعي معظم السكان فعاليتها وأهميتها في الحد من انتشار هذا المرض الفتاك، إذ يصرالباعة الجائلون على عرض بضائعهم في أماكن غير مخصصة للبيع، كما أن بعضهم يصطفون أمام المحلات التجارية وعلى الرصيف، مايؤدي إلى عرقلة حركة المرور.

وإضافة إلى تهور واستهتار العديد من السكان في القنيطرة، إلا أن ذلك يتم بتزكية من بعض المسؤولين، ممن يفترض فيهم أن يحرصوا على تطبيق البروتوكول الصحي والضرب بقوة على مخالفيه.

وساهم توقيت العمل المحدود، الذي فرضته السلطات المحلية في القنيطرة على أصحاب المحالات، في ارتفاع عدد المتبضعين في توقيت واحد، الأمر الذي ينتج عنه اكتظاظ غير مسبوق في مختلف الأسواق، وهي إجراءات فاقمت كورونا أكثر، وجعلت مواطنين يفضلون العودة إلى الحجر المنزلي، بدل تعريض حياتهم للخطر.

يقول (س.ع)، موظف، إن المغاربة لم يتكيفوا مع العديد من السلوكات، التي فرضها فيروس كورونا، وأكثر من ذلك تمردوا عليها منذ رفع الحجر التدريجي، وبالتالي استمر التجوال والزيارات والخروج إلى الأسواق وارتياد المقاهي دون احترام مسافة التباعد، فيما اعتبر آخر السلوكات الجديدة لحظية وعرضية، لهذا تم القفز عليها بسهولة.

وذهب حسن، بائع متجول، إلى أن جائحة كورونا تسببت في أزمة حقيقية لدى فئة عريضة من المغاربة، خاصة لدى ذوي الدخل المحدود،مضيفا أن التمرد على حالة الطوارئ في بعض الأحيان يؤكد بجلاء الظروف المالية الصعبة، التي يعانيها الباعة الجائلون، قبل أن يتابع «لايمكن أن تتغير بعض السلوكات بين عشية وضحاها، فنحن أمام تقاليد وعادات ورثناها أبا عن جد».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: