البوليساريو تنقل معركتها مع المغرب إلى خارج الحدود

يعكس قيام عناصر موالية لجبهة البوليساريو الانفصالية الأحد بهجوم على القنصلية المغربية بمدينة فالنسيا الإسبانية، رغبة الانفصاليين في نقل استفزازاتهم من منطقة الكركرات الحدودية إلى خارج حدود المغرب.

وأدانت حكومة فالنسيا المستقلة، الأفعال التي رافقت تجمّعا أمام القنصلية العامة للمغرب من قبل بعض أفراد دخلوا المبنى لمحاولة إزالة العلم المغربي، ما ينتهك حرمة مقر القنصلية وسلامتها.

وأعرب خوان كالابويغ، السكرتير الجهوي للاتحاد الأوروبي والعلاقات الخارجية بحكومة فالنسيا، عن أسفه العميق إزاء هذا الفعل، موردا أنه “عمل مخالف للقانون” وينتهك اتفاقيات فيينا ويمسّ بشكل مباشر حرمة المقر القنصلي وهيبته.

وأكد عبدالإله الإدريسي، القنصل العام للمملكة المغربية بفالنسيا، أن الاعتداء الذي تعرض له مقر القنصلية هو عمل جبان يُظهر الطابع العنيف لمقترفيه، مشيرا إلى أن هذا الفعل الشنيع يعكس “درجة الهمجية” التي بلغتها “ميليشيات البوليساريو”.

ونشرت قيادات البوليساريو تصريحات تقول إن شظايا الحرب في الصحراء ستصل إلى طنجة والرباط.

سعدالدين العثماني: البوليساريو دأبت منذ سنوات على خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة

وفي هذا الإطار هدّد ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية في الجزائر عبدالقادر طالب عمر الاثنين، بنقل ما وصفه بـ”الكفاح” من الكركرات إلى باقي المدن في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، في محاولة للتغطية على انهزام عناصر التنظيم الانفصالي أمام تدخل القوات المسلحة المغربية لتحرير معبر الكركرات الجمعة الماضي.

وبعدما أكد طالب عمر في حديثه، خلال برنامج إذاعي جزائري، أن الجبهة الانفصالية ستستمر في نهجها، اتهم الأمم المتحدة بالمماطلة وانعدام التأثير في مسار القضية.

وتعزيزا للموقف الجزائري الرافض للتحرك المغربي لتأمين معبر الكركرات من استفزازات عناصر جبهة البوليساريو، خرج رئيس البرلمان الجزائري سليمان شنين، لينتقد العملية العسكرية المغربية في منطقة الكركرات في الصحراء المغربية ووصفها بأنها “تعدّ واضح” على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يربطها مع البوليساريو.

وشحنت الجزائر الاثنين 60 طنا من مختلف المواد الغذائية والمعدات الصيدلية على متن طائرتين عسكريتين تابعتين للقوات الجوية الجزائرية، انطلاقا من القاعدة الجوية ببوفاريك في الناحية العسكرية الأولى في اتجاه مطار تندوف.

وتعزّز تحرك البوليساريو بدعم جزائري في الوقت الذي يحقق فيه المغرب تفوقا دبلوماسيا، وآخر على الأرض، بعدما استطاع فتح معبر الكركرات بعملية عسكرية لم تخلف أي خسائر في الأرواح، ما مكن من إعادة الحركية التجارية في المعبر.

ويرى مراقبون أن الجزائر بهذا الانحياز السياسي والدبلوماسي والإعلامي للانفصاليين تُسقط سردية كونها “البلد المحايد في قضية الصحراء المغربية”.

وأكد رضا الفلاح، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن “النظام الجزائري هو من يمسك بخيوط البوليساريو من الخلف”، موضحا أن “هذا النظام هو من ينفخ في رماد تنظيم البوليساريو ويستغله كأداة إقليمية ضد الأمن القومي المغربي وسلامة أراضيه ووحدته الترابية”.

وشدد رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني الأحد على أن تحرك بلاده في الكركرات يعتبر بمثابة تحول استراتيجي سيمنع الجبهة الانفصالية من قطع الطريق مستقبلا، مذكرا بأن البوليساريو دأبت منذ سنوات على خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: