ثانيا : بَعْضُ تشنجات البوليساريو حينما يصطدمون بهذه الحقائق :
1) البوليساريو يكره الأمازيغ فَهُمْ يدركون خطر الأمازيغ عليهم لأنهم أولا هم سكان الصحراء المغربية الأصليين تاريخيا وسياسيا واجتماعيا ، وثانيا البوليساريو سلك سلوك استعداء الأمازيغ عليهم مجانا فقد كان الأمازيغ مسالمين مع الصحراويين القادمين من الحجاز ، لكن حينما انتبه الأمازيغ لمغالطات البوليساريو بدأوا يتحركون ( مثلا بعض أحداث جامعة أغادير وجامعة مراكش ) لكن السلطات المغربية قمعت تحركات الأمازيغ لأن الدولة المغربية لا تقبل حلا طائفيا لمشكلة الصحراء المغربية ، خاصة وأن دستور 2011 اعترف بستة مكونات عرقية أو إثنية تتعايش في تكامل اندماجي هو الذي أفرز مجتمع ( الشعب المغربي ) وهم الأمازيغ والعرب والأفارقة والأندلسيون واليهود المغاربة والحسانيون … لكن مع ذلك يستمر تخوف البوليساريو وحدهم دون غيرهم من الأطياف الأخرى أن يستغل المغرب هذا الجانب الطائفي فيصبح البوليساريو في خبر كان ، فَـطَمَعُ البوليساريو وجَهْلُهُمْ بوضعيتهم الاستراتيجية الهشة في المنطقة هو الذي استغله وغَـذَّاهُ المقبور بومدين ، مما أسقط البوليساريو في تحريف تاريخ المنطقة المغاربية بالأكاذيب وادعوا أنهم أصحاب الأرض الأصليين أما كتب التاريخ كما قلنا سابقا فهي تؤكد أن تلك المنطقة قد هاجر إليها عرب اليمن و شبه الجزيرة العربية واستوطنوها منذ القرن الخامس عشر كما سبق ذكره ..
2) لهجة الصحراويين المسماة بالحسانية هي خليط من العربية والأمازيغية والبوليساريو لا يعترف بذلك إلا قليل منهم ، فالأمازيغ يؤكدون أن مفردات أمازيغية قد تسربت للهجة الحسانية ، وإنكار ذلك من طرف البوليساريو مبعثه الرعب المسيطر عليهم من كونهم مدركون أنهم أجانب عن الصحراء المغربية التي هي في الأصل صحراء للأمازيغيين المغاربة ، وقد يكون صحيحا ما روجه بعض الصحراويين الذين عادوا إلى الساقية الحمراء ووادي الذهب حول ما قاله مؤسس البوليساريو الولي مصطفى السيد حينما استيقظ من غفلته قبيل اغتياله حيث قال : ” لقد أجرمنا في حق شعبنا ” يقال بأنه أدرك متأخرا أنه سقط في فخ المقبور بومدين الذي قرر أن يستغل البوليساريو لينتقم من هزيمة حرب الرمال لعام 1963 التي بدأها بنبلة وليس المغرب حسب رواية المرحوم السيناتور الجزائري جمال الدين حبيبي وهو يصحح تاريخ الجزائر الذي زوره المقبور بومدين لتأسيس سلطة عسكرية لا تزال تحكم الشعب الجزائري إلى اليوم 2020 وذلك في مقال له يهاجم الذين ضخموا عدد المجاهدين الجزائريين إلى مليون ونصف مليون شهيد وقد كَـذَّبَ المرحوم جمال الدين حبيبي ذلك الرقم بالحجج والبراهين لأنه كان – رحمه الله – لا يخاف في الحق لومة لائم ، أليس هو الذي عينه بوتفليقة ضمن ثلث مجلس الأمة واستقال لأنه وجد الأمور تسير عكس التاريخ فخرج من المجلس وضرب الباب في وجه رئيس المجلس وابنرى لأكاذيب المقبور بومدين و بنبلة وبوتفليقة وجميع أفراد العصابة الحاكمة ، فكان رحمه الله من السَّـبَّاقين لمهاجمة العصابات التي توالت على حكم الجزائر …. في الجزائر أحرار وقليل منهم من له الشجاعة ليقول الحقيقة في وجوههم منهم السيناتور جمال الدين حبيبي وعمار سعيداني والقادم أكثر إن شاء الله ..
3) أصبح العالم اليوم يرى بوضوح حقيقة البوليساريو وهو ما يزيد من الرعب الساكن في قلوب البوليساريو رغم الملايير التي تصرفها عليهم العصابة الحاكمة في الجزائر ، بالأمس قالت وزيرة خارجية إسبانيا بأن الدولة الإسبانية لا تعترف بالجمهورية الوهمية ، وبعد ذلك بأيام نشرت في موقعها بتويتر أعلام كل الدول الإفريقية ما عدا خرقة البوليساريو ، ولما أقام البوليساريو الدنيا ولم يقعدها أصدرت المحكمة العليا في إسبانيا حكما يمنع رفع أعلام وشعارات الكيانات الانفصالية في عموم المملكة الإسبانية وقد نشرت جريدتنا الغراء الجزائر تايمز هذا الخبر تحت عنوان ” المحكمة العليا الإسبانية تصدر حُكما يمنع رفع أعلام التنظيماتالإنفصالية من بينها البوليساريو ) وقد جاء في الخبر مايلي : ” انتكاسة جديدة لجبهة البوليساريو ولمناصريها فيإسبانيا حيث وجهت العدالة في الدولة الإيبيرية صفعة جديدة للانفصاليين بحظرها استخدام شعاراتهم وأعلامهم فيالأماكن العامة .ومنعت المحكمة العليا الإسبانية وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد الاستخدام المؤقت أو الدائم للأعلام ” غير الرسمية ” أو أي تعبير سياسي آخر سواء داخل المباني العامة أو خارجها.ويشكل قرار المحكمة هذا انتكاسة جديدةلجبهة البوليساريو التي تخسر مرة بعد أخرى المزيد من المساحة في إسبانيا ” .
ثالثا : أن أكون مغاربيا أو لا أكون :
من غباء البوليساريو والذين صنعوهم أنهم سقطوا في فخ مخططات الاستعمار القديم لاستمرار عمليات التقسيم للوطن العربي وللمنطقة المغاربية التي تهمنا …
إن التنكر لحلم أجدادنا وقتل إحساسنا بالانتماء للمنطقة المغاربية ككل يَصُبُّ في طاحونة مهندسي مؤتمر برلين لعام 1884 ، لأن استراتيجية هذا المؤتمر الاستعماري كانت هي قطع الصلة بين شعوب المنطقة المغاربية، والعقلاء من أحرار المنطقة المغاربية كل واحد منهم كان يقول : ( أن أكون مغاربيا أو لا أكون ) وعيا منه بأن حملات التقطيع والتي بدأت – مع الأسف – تَـدَخَّلَ فيها حتى بعض إخواننا من عرب الخليج كمشاريع الإمارات والسعودية في المنطقة المغاربية لتقسيمها …
يقول كل مغاربي حر للبوليساريو : أن أكون مغاربيا أو لا أكون ، أريد أن تكون مدن بنغازي وسرت والجوفومصراتة وسبها وطرابلس الغرب ( كما علمني أجدادي تمييزا لها عن طرابلس الشرق في لبنان الشقيق ) أريدكل مدن ليبيا أن تكون مُدُنِي وأنتمي إليها وأدخلها بجواز سفر وحيد هو أن أكون مغاربيا أو لا أكون ، وأريد تكون مدن صفاقس وسوسة وتونس العاصمة وقفصة وتيطاوين وكل مدن تونس أريد أن تكون كلها مدني وأدخلها بجواز سفر وحيد هو أن أكون مغاربيا أو لا أكون ، أما الاغواط وغرداية وتامنراست وأدرار وسيدي بلعباس ووهران وعنابة وسكيكدة وسطيف والبليدة ومغنية ومرسى بن مهيدي وغيرها من المدن الجزائرية فكلها اليوم – بحمد الله –هي مدني لكن أدعو لها في كل ثانية أن يحررها الله من قبضة مافيا جنرالات فرنسا الذين اغتصبوا ثورة الفاتح وأكلوا ثروة الشعب الجزائري طيلة 54 سنة قولوا معي آمين ….كما أريد أن تكون مدن السعيدية ووجدة والناظور وطنجة وتنغير وورزازات وأغادير وكازابلانكا ومراكش والعيون وبوجدور والداخلة جوهرة المحيط الأطلسي المغربية ، أريد أن تكون كلها مُدُنِي وأنتمي إليها وأدخلها بجواز سفر وحيد هو أنأكون مغاربيا أو لا أكون …أنا المغاربي أريد أن تكون مدن عين بنتلي والزويرات وشنقيط وأطار وأكجوجت وبنيشاب ونواذيبو وألاك وكيفة ونواكشوط وغيرها من المدن الموريتانية أريد أن تكون كلها مدني وأنتمي إليها وأدخلها بجواز سفر وحيد هو أن أكون مغاربيا أو لا أكون….( وأعتذر لأخواني أحرار المنطقة المغاربية إن لم أذكر كل مدنهم وكذلك أعتذر لهم عن كل خطإ في كتابة اسم إحدى المدن المغاربية كما يجب ) فما يهمني أن تصل فكرتي لعموم أحرار شعوب المنطقة المغاربية الخمسة أعيد الخمسة لا غير ..
من يسعى لحرماني من هذا الحلم وهو حلم أجداد أجدادي فهو خائن لا يستحق الانتماء للمنطقة المغاربية ،أريد أن أذوب في مفهوم إفريقيا كما كانت أول الدول العربية في زمن الأمويين والعباسيين الذين نجد في الكتب القديمة أنهم يعتبرون كل ماوراء مصر فهو ( إفريقيا ) لا حدود تفصل بين شعوب تلك المنطقة ، ومعروف في تاريخ الإسلام أن فاتح إفريقيا وهي كما قلنا كل الأراضي ما بعد مصر هو عقبة بن نافع الفهري سنة 62 هـجرية موافق 681 ميلادية وهو الذي وقف على شاطئ مدينة تاريخية في المغرب الأقصى تسمى آسفي وقال قولته الشهيرة والمذكورة في معظم كتب تاريخ الإسلام حيث دعا بدعائه الشهير ( اللهم رب محمد، لولا أني لا أعلم وراء هذا البحر يابسة لاقتحمت هذا الهول المائج لأنشر اسم مجدك العظيم في أقصى حدود الدنيا ) … وقد ترك عقبة بننافع صاحبه شاكر لينشر الإسلام بالمنطقة … ومن الطرائف العجيبة أن لأرض الجزائر علاقة بهذه المدينة المغربية ( آسفي ) التي وقف عندها عقبة بن نافع وهي مدينة آسفي التي كانت رباطا للزهاد والمتصوفين والصلحاء وذلك من خلال ما كتبه عنها أحد أبناء الجزائر عندما زارها وهو ابن قنفذ القسنطيني المؤرخ والفقيه والفلكي والقاضي و المفتي والمحدث الحزائري ابن مدينة قسنطينة المتوفى سنة 810 هجرية والذي ترك مجموعة هائلة من الكتب في المجالات التي ذكرناها ، ويقول في أحد كتبه عن مدينة آسفي هذه التي وقف عقبة بن نافع على شاطئها يقول ابن قنفذ القسنطيني : ” ولقد حضرت مع جملة من هذه الطوائف مواطن عدة،منها زمان اجتماع فقراء ( ومعلوم أن كلمة الفقراء في المنطقة المغاربية تعني الشرفاء و الصالحين ) يقول ابن قنفذ : زمان اجتماع فقراء المغرب الأقصى على ساحل البحر المحيط، جوف إقليم دكالة بين بلد آسفي وبلد تيطنفطر،وكان الاجتماع في شهر ربيع الأولى المبارك الأسعد سنة تسع وستين وسبعمائة (1367 م) وحضر من لا يحصى عدد منالفضلاء، ولقيت هناك من أخبارهم وعلمائهم وصلحائهم ما شردت به عيني بسبب كثرتهم). ويصف ابن قنقذ آسفيقائلا (إن أرضها تُنبت الصلحاء كما تنبت الربيع ) …
فقد سبقنا أجدادنا منذ القدم بعشرات السنين لمفهوم المنطقة المغاربية المندمجة وهذا دليل واحد من مئات الآلاف من الدلائل التي تؤكد أن المنطقة المغاربية من طبرق في أقصى شمال شرق ليبيا على البحر الأبيض المتوسط إلى طنجة المغربية ، ومن طنجة المغربية إلى أقصى حدود موريتانيا عند نهر السنيغال على المحيط الأطلسي ، ومن الجوف أقصى جنوب شرق ليبيا إلى روصو أو القوارب في جنوب الصحراء الموريتانية ، كل هذه المساحة كانت هي مفهوم المنطقة المغاربية المندمجة مع بعضها بلا حدود عند أجداد أجدادنا ليأتي قوم أصلهم من الشرق الأوسط العربي الإسلامي ( اليمن والسعودية ) في القرن الخامس عشر الميلادي ، أتوا لتدمير هذا الحلم بخرافات وخزعبلات وأكاذيب وجدت هوىً في بعض النفوس المريضة أمثال المقبور بومدين ورفيقه المؤقت في الانفصال المقبور القذافي ، خرجوا ليتآمروا على مفهوم ومعنى وحدة شعوب المنطقة المغاربية المندمجة كما عرفه أجداد أجدادنا ، لكن الله رد كيدهم في نحورهم فالذي باع الجزائر وشعبها لفرنسا المقبور بومدين مات مسموما وقيل إن الذي رآه في ساعاته الأخيرة ندم على رؤيته في حالته التي أصبح عليها قبيل أن يأخذ عزرائيلُ روحَهُ ، والعالم كله شاهد كيف كانت عاقبة القذافي الذي تَـمَّ إخراجه من أحد المواسير التي اختبأ فيها زمنا ليس بالطويل ومات شر ميتة ولا يُعْرَفُ له قبرٌ إلى اليوم …نحن المغاربيون إما أن نكون مغاربيون متلاحمون متراصون كالحائط المرصوص أو لا نكون ، أي سنسقط في فخ الاستعمار الأجنبي الذي يتمنى العودة إلينا لأنه وجد بيننا من يركع له حبا في البقاء جاثما على الشعب في هذه المنطقة …