البوليساريو أو الصحراويون الذين يَدَّعُونَ أنهم ( شعب صحراوي له أرض يعيش فيها هي أرض الصحراء المغربية) هؤلاء ليسوا من الصحراء المغربية بل هُمْ عَرَبٌ ضيوفٌ فقط على الأمازيغ أصحاب الأرض الحقيقيون وخصوصا منهم بعض بطون قبائل صنهاجة الأمازيغ وهم السكان الأصليون للصحراء المغربية منذ فجر التاريخ ، وكل الكتب المُحَكَّمَة أي الكتب ذات القيمة العلمية الأكاديمية التي ختم عليها فطاحل علماء تحقيق الكتب العتيقة وخصوصا كتب علم التاريخ والأنساب ، والعِـتْـقُ بكسر العين وتسكين التاء ورفع القاف يعني الأصالة والنجابة وشرف المحتد والأصول ، والمصداقية العلمية الأكاديمية ، قلنا كل هذه الكتب تؤكد أن أرض الصحراء المغربية كانت موطن بطون قبائل صنهاجة على العموم وهم أمازيغ أبا عن جد منذ فجر التاريخ ،وبما أن البوليساريو يتشبث بكون لهجته التي يتكلم بها هي الحسانية إذن لا حق لهم في إنكار أصولهم أنهم من بني حسان إحدى القبائل العربية التي تنحدر من منطقة شبه الجزيرة العربية، أبحرت في الصحراءالواسعة من المشرق العربي «الخليج» نحو المغرب العربي «المحيط» ما بين القرنين «الخامس عشر والسابع عشرالميلادي»، وتركت فروعاً لها خلال مشوارها الطويل في جنوب تونس والجزائر وليبيا والمغرب، إلى أن استقر عدد منهم نهائياً في شمال موريتانيا، وانغلق الحسانيون على أنفسهم في شمال موريتانيا ورفضوا الاختلاط بأي من القبائلالأمازيغية أو السكان الأصليين للمناطق التي استقروا بها ليحافظوا على لهجتهم «الحسانية» وعلى عاداتهم وتقاليدهم وقوانينهم التي وضعوها لأنفسهم عُرْفاً لا يحيد عنه أحد منذ القرن الخامس عشر وحتى الآن، فالحسانيون المستقرون في شمال موريتانيا لا يتزوجون إلا من بعضهم، ويحظر الزواج من خارج القبيلة، فالحسانية للحساني،والحساني للحسانية، لذلك حافظ الحسانيون هناك على لهجتهم كما هي دون تبديل «اللهجة الحسانية»، بسبب انغلاقهم وعدم تأثرهم بالتغيرات المحيطة بهم ، ولذلك أيضاً حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم ونسبهم الحسانيالصرف وليس كبقية الحسانيين الذين مروا بجنوب مصر وليبيا وتونس والجزائر كما سيأتي ذكره ….
يعترف أحد المتعصبين للحسانية : بأن قبيلة بني حسان التي رحلت من شبه الجزيرة العربية في القرن الخامس عشرالميلادي، قطعت الصحراء تجاه المغرب العربي بحثاً عن المراعي لقطعانهم، وكانوا دائماً يسيرون في الصحراء الجنوبية لكل البلاد التي مروا بها، وكان أول تمركز لهم في صحراء الواحات البحرية في مصر، فتركوا هناك فرعاً من القبيلة اندمج مع القبائل الصعيدية في جنوب مصر، ثم رحل جزء منهم جنوباً نحو السودان واستقروا في شمال السودان،ورحلت باقي القبيلة إلى الصحراء الغربية وتحديداً صحراء سيوة المصرية ( وبالمناسبة فعلاً إن جميع خرائط العالم تسمي صحراء مصر الكبرى بالصحراء الغربية ) ، وتركوا هناك فرعاً أيضاً للقبيلة، ومازالت موجودة إلى الآن لكن هذه اندمجت هي أيضا مع عرب السلوم مثل تلك التي استقرت في الواحات المصرية حيث هي كذلك لم تحافظعلى هويتها الحسانية الصرفة ، ثم رحلوا إلى ليبيا في صحراء الكفرة جنوباً، وبعدها إلى جنوب تونس، ثم إلى جنوب الجزائر ومنها إلى جنوب المغرب حيث استقروا نهائياً في شمال موريتانيا وهناك أحمكوا الانغلاق على ذواتهم ورفضوا الاختلاط بأية قبيلة من القبائل الأمازيغية… إذن فهم ضيوف على أمازيغ الصحراء المغربية المغاربية ،وإن حركت المملكة المغربية ملف الطائفية فإن أمازيغ الصحراء الغربية المغربية سيطردون البوليساريو إلى موطنهم الأصلي أي إلى موطن أبو منشار السعودي ، سيطردونهم حُفَاةً عُـرَاةً مقهورين مذلولين ، وذلك أضعف الإيمان ، فالضيف لا حق له أن يتطاول على مِلْكِ المُضِيف الأصلي وهم أمازيغ المنطقة المغاربية … فقليل من الحياء أيها البوليساريو ومعشر المتنطعين المتطاولين على أملاك غيركم … فأنتم تهددون بالقوة وأنتم الضعفاء ، فاحذرو حِلْمَ ( الشْلِيحَاتِ ) إذا غضبوا وانتفضوا ضد أطماعكم الانتهازية واللاأخلاقية ، فَـسَيَسْحَـقُـونَكُمْ كالصراصير فَاعْرِفُـوا قَـدْرَكُمْ الحقيقي وقَـدِّرُوا قُدُرَاتِ ( الشليحات ) فَهُمْ بعشرات الملايين ، قدروا ذلك حق قدره وإلا فالويل لكم فقد يقوم كل أمازيغ المنطقة المغاربية ليحاربوكم لأنكم دُخَلَاءَ عليهم ، فبين الشعب الجزائري نفسه من يمقتكم إذا تجاوزتم حدودكم ، فاحذروا ..
ولذلك يمكن أن نستنتج اليوم أي في الحاضر ونحن في 2020 بعض الملاحظات الضرورية منها :
أولا : جاهل من البوليساريو يعطي درسا في التاريخ لإسبانيا التي كانت تستعمرالصحراء المغربية المغاربية…
فكما يعترف البوليساريو بنفسه بأن إسبانيا احتلت الصحراء الغربية المغربية ، لكن الحقيقة أن القوى الاستعمارية الأوروبية قسمت دول المنطقة المغاربية فيما بينها في مؤتمر برلين عام 1884 واتفق الأوروبيون فيما بينهم على توزيع مناطق النفوذ في أفريقيا مع العلم أن إسبانيا كانت تعمل على أساس تطوير علاقتها بالصحراء المغربية وبالأخص بشواطئها ، استعدادا لاستعمارها منذ عام 1700 وليس منذ 1884 حيث كانت تعتبر إسبانيا شواطئ الصحراء المغربية كمجموعة من الموانئ تستفيد منها من طرفاية إلى لكويرة إلى أن أقرت الدول الأوروبية الاستعمارية بكون الصحراء المغربية قد أصبحت مستعمرة إسبانية وفق توزيع مؤتمر برلين عام 1884 ، لقد كان المستعمرون الأوروبيون يعرفون أثناء تقسيمهم للمنطقة المغاربية فيما بينهم قبل 1884 بأن شعوب دول هذه المنطقة خمسة فقط لا غير وعلى ذلك الأساس كانت القسمة بينهم أي على أنهم سيقسمون خمس شعوب بينهم لا أكثر : ليبيا للإيطاليين وتونس للفرنسيين وكانت الجزائر قبل مؤتمر برلين للفرنسيين منذ 1830 ، أما المغرب فقد كان موقعه الاستراتيجي المطل على البحرين المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي على غربه كان مثار طمع كل الأوروبيين ، لذلك حصل الاتفاق على أن تكون منطقة طنجة حسب مؤتمر برلين منطقة دولية ، وبقية شمال المغرب منطقة إسبانية ، ووسط المغرب بأراضيه الفلاحية الخصبة حماية فرنسية ، ومع ذلك لم يستطع الفرنسيون بسط نفوذهم الكامل على هذه المنطقة الوسطى للمغرب إلا في سنة 1936 نظرا للمقاومة الشديدة التي لقيها من طرف أماريغ جبال الأطلس ذات التضاريس الوعرة …أما من حدود إفني إلى لكويرة فقد كانت حسب توزيع مؤتمر برلين 1884 من نصيب إسبانيا ، وموريتانيا كانت من نصيب فرنسا بسبب سيطرتها على منطقة الزويرات الغنية بالحديد إلى اليوم ….
هذه حقائق تاريخية لا يمكن أن ينكرها إلا جاهل جهول ، ومع ذلك حينما عبرت وزيرة الخارجية الاسبانية عن موقفها من البوليساريو بنشر أعلام كل الدول الإفريقية ما عدا خرقة البوليساريو المسروقة من العلم الفلسطيني ، فقد خرج المُغَــفَّـلُونَ من البوليساريو يعطون الدروس لإسبانيا التي تعرف مصارين ملف النزاع حول الصراع بين المغرب وانفصاليي البوليساريو والذي ساهم فيه حاكمهم الأسبق الجنرال فرانكو لضمان استمرار علاقة الاستعمار الاسباني بمستعمرته السابقة تماما كما فعل الجنرال دوغول مع الجزائر حيث كون المقبور بومدين عصابة من كابرانات فرنسا من أصول جزائرية وسلمهم دوغول الحكم مباشرة ولا يزالون إلى الآن هم حكام الجزائر الحقيقيين ، كذلك حاول الجنرال فرانكو أن يفعل ، لكن ذكاء المرحوم الحسن الثاني تغذى بهم قبل أن يتعشوا به وفجر المسيرة الخضراء التي سحبت البساط من تحت الجنرال فرانكو الذي أصيب بمرض حيث مات في خضم المسيرة الخضراء ، وحينما يتحدث الجهلة من البوليساريو يبدأون تاريخ الصحراء المغربية منذ احتلال إسبانيا لهذه الأرض عام 1884 ، ويعتبرون ذلك التاريخ بمثابة تاريخ صناعة دويلة الصحراء الغربية من طرف الإسبان ، وانطلاقا من ذلك شرعوا في تزوير تاريخ المنطقة المغاربية برمتها سيرا على خطى المقبور بومدين الذي ساعدهم ليس بالسلاح فقط بل بصناعة تاريخ مزور ، والغريب أنهم يقدمون أسطورتهم الخرافية للمستعمر الاسباني الذي حاول إلحاق هذه الصحراء بإسبانيا بمنح الصحراويين الحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية وهي النقطة التي أفاضت الكأس وبسببها حرَّك المغرب ملف صحرائه أمام محكمة العدل الدولية ، وقد كان المغرب – على ما يبدو – يستعد لاسترجاع صحرائه بالمسيرة الخضراء مهما كان حكم محكمة العدل الدولية ، كل هذه الحقائق يتجاهلها البوليساريو ويفضح نفسه بترديد أسطوانة من إخراج وتسجيل العصابة الحاكمة في الجزائر مع بعض الانفصاليين المغاربة ، وظلت البوليساريو ومافيا الجنرالات خارج التاريخ الحقيقي لأرض الصحراء المغربية وها هم جميعا يشاهدون قصر الرمال الذي بنوه طيلة 45 سنة يتهاوى أمام طوفان أمواج الصفعات التي يتلقونها من جميع الجهات وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا … إن فرنسا تستعد لمصاحبة أي تغيير للسلطة في الجزائر حتى لا يفلت لها زمام الأمر في الجزائر لأن مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر قد انتهت مدة صلاحيتهم التي يحافظون من خلالها على تبعيتهم لفرنسا كما نصت على ذلك اتفاقية 19 مارس 1962 ، مثل ذلك هو ما حاول الجنرال فرانكو فعله مع ساكنة الصحراء المغربية قبل موته لكن المسيرة الخضراء عجلت بتحطيم حلمه خاصة وأن جزر الخالدات الإسبانية أقرب للصحراء المغربية من الجزائر بالنسبة لفرنسا ، لقد كان موضوع الحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية لو نجح وتم تسجيله في الأمم المتحدة على أساس أنه كان باستشارة ساكنة المنطقة ووافقت عليه ، كان سيكون ضربة قاضية لمشروع المغرب في استرداد صحرائه لكن ما ضاع حق وراءه طالب ، استطاع المغرب أن يسترد أرضا كانت محتلة وضمها ليس للمغرب فقط ولكن للمنطقة المغاربية برمتها وهو ما جعل المقبور بومدين يفقد صوابه ويهدد رئيس موريتانيا المختار ولد داداه بالزحف على موريتانيا إذا وقع مع إسبانيا والمغرب اتفاقية مدريد يوم 14 نوفمبر 1975 ، وبقية القصة سبق سردها في أكثر من مناسبة ..
يتبع ..