موريتانيا تحشد قواتها قرب الكركارات تحسبا لمغامرة من البوليساريو

دفع الجيش الموريتاني بعدد من وحداته إلى منطقة “بولنوار” المتاخمة لمنطقة “الكركارات” على الحدود مع الصحراء المغربية تحسبا لمغامرة من جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بعد تهديدات صدرت عن الجبهة الانفصالية بإغلاق المعبر الحدودي الذي افتتحه المغرب عام 2002 لإيصال منتجاته وسلعه إلى غرب أفريقيا عبر الأراضي الموريتانية.

ووصل القائد المساعد لأركان الجيوش الموريتانية اللواء المختار بله شعبان إلى المنطقة، وذلك بهدف تفقد حدود البلاد، وإجراءات تأمينها، بعد حادثة ظهور مجموعة من الانفصاليين على شواطئ الأطلسي ونشر صور لهم، ما وضع السلطات الموريتانية في موقف حرج.

وقالت مصادر سياسية إن عناصر البوليساريو الذين نشروا صورا لهم من شواطئ الأطلسي موجودون في موريتانيا، ولم يتسللوا إليها من تندوف مرورا بالأراضي الموريتانية، إذ لا يمكن لهؤلاء أن يصلوا إلى مياه المحيط الأطلسي الواقعة تحت سيطرة الجيش المغربي.

عبدالرحيم منار السليمي: إغلاق معبر الكركارات مخطط جزائري لإحداث تغيير ديموغرافي

واستبعدت المصادر نفسها أن تتورط السلطات الموريتانية في السماح لعناصر البوليساريو بالمرور عبر الشريط الحدودي مع المغرب للوصول إلى البحر.

وأكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي الأمني السابق في جبهة البوليساريو والمنفي إلى موريتانيا، على أن التحرك الموريتاني أمني وليس عسكريا، موردا أن السلطات الأمنية وضعت نقاط مراقبة شرق وغرب الطريق المؤدية إلى معبر الكركارات داخل المنطقة العازلة.

ونبه عبدالرحيم منار السليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، إلى أن مساعي إغلاق معبر الكركارات من طرف الجزائر والبوليساريو بمثابة بداية عزل الشمال الموريتاني عن جنوبه، وبداية مخطط جزائري لإحداث تغيير ديموغرافي في الشمال الموريتاني يحمل مشروع توطين.

وانتقد العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ أيام “التحركات اليائسة” من قبل البعض، مُقرّا بأنه “لن يقبل بإيجاد حاجز بين بلاده وموريتانيا”.

وشدّد العاهل المغربي، بمناسبة الذكرى الـخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، على رفضه القاطع للممارسات المرفوضة في سياق محاولة عرقلة حركة السير، بين بلاده وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة.

وأكد الملك محمد السادس أن المغرب سيبقى “كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المسّ بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”، مضيفا “أننا واثقون بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلان القيام بواجبهما، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة”.

ومنذ أيام وجّه 200 سائق شاحنة مغربي نداء إلى المغرب وموريتانيا، قالوا فيه إنّهم عالقون في معبر الكركارات، وفق وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية.

وجاء في بيان السائقين أنّهم عالقون في الجانب الموريتاني بعدما “منعتهم ميليشيات تابعة للانفصاليين” من عبور منطقة الكركارات أثناء عودتهم عبر الحدود البرية مع موريتانيا، على مسافة نحو 380 كلم شمال نواكشوط، وهي تقع في منطقة عازلة تجري فيها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة دوريات بانتظام.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: