على غرار فرنسا.. النمسا تشن حملة على منابع التطرف
لم تتأخر النمسا سريعا في السير على منوال فرنسا التي تشن حملة على منابع التطرف وسحبت البساط من تحت المؤسسات “الخيرية” التي تنشط تحت غطاء جماعات تنتهج خطابات متشددة تحرض على العنف والإرهاب.
وأمرت الحكومة النمساوية بإغلاق ما وصفته بـ”المساجد المتطرفة” بعد أيام من هجوم فيينا الدامي الذي راح ضحيته أربعة أشخاص.
وقالت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب اليوم الجمعة، إن الحكومة أغلقت مسجدا وجمعية إسلامية كان يتردد عليهما منفذ الاعتداء الإرهابي في فيينا.
وقالت الوزيرة إن الموقعين ساهما في تحوّل الرجل للتشدد.
وأكدت “الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا”، وهي أكبر منظمة تمثل المسلمين وتدير 360 مسجدا في النمسا، أنها أغلقت مكانا للعبادة “مخالفا لعقيدتها”.
وقال رئيس الهيئة أوميت فورال إن “الحرية رصيد ثمين في بلدنا، يجب علينا حمايتها من الانتهاكات بما في ذلك عندما تخرج من صفوفنا”.
وقامت الشرطة باعتقال 16 رجلا، بعضهم معروفون من قبل القضاء، بسبب مخالفات طابعها إرهابي.
وقالت المتحدثة باسم النيابة نينا بوسيك الجمعة، إنه تم الإفراج عن ستة من هؤلاء المشتبه بهم بسبب تعذر صحة إثبات الشكوك المتعلقة بهم.
ويأتي قرار النمسا بإغلاق المساجد التي تقول إنها تروج لخطابات التطرف والكراهية قبل أيام قليلة من زيارة خاطفة يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بها لفيينا لبحث خطر الجهاديين وتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب.
ويزور ماكرون العاصمة النمساوية الاثنين القادم حيث يلتقي المستشار سيباستيان كورتز للتباحث في مسألة مكافحة الإرهاب عقب الهجوم الذي تعرضت له فيينا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان متحدث باسم الحكومة النمساوية قد قال الأربعاء “تم الاتفاق على زيارة قصيرة مساء الاثنين”، موضحا أنّ المسؤولين سيتناولان مسائل “المقاتلين الجهاديين وحماية الحدود الخارجية لأوروبا وأيضا تركيا”.
وكان ماكرون الذي يدفع مع المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل باتّجاه ردّ أوروبّي مشترك ضدّ الإرهاب، توجّه الثلاثاء إلى السفارة النمساويّة غداة الاعتداء الذي وقع في فيينا وأدّى إلى مقتل أربعة أشخاص وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلاميّة.
ودعا ماكرون إلى تشديد الرقابة على الحدود في منطقة شينغن بالاتحاد الأوروبي بعد الهجمات الأخيرة في فرنسا والنمسا.
وقال ماكرون خلال زيارة لحدود فرنسا مع إسبانيا “إن فرنسا ستعزز السيطرة على الحدود بمضاعفة عدد أفراد الشرطة إلى 4800”.
وأضاف أن تعزيز السيطرة على الحدود يستهدف الهجرة غير الشرعية وسط “تهديد الإرهاب المتنامي”.
وتابع “أفضّل إعادة تأسيس متعمقة لمنطقة شينغن لإعادة النظر في تنظيمها وتعزيز أمن حدودنا المشتركة”.