هكذا ردت الجزائر على الملحمة
سعت إلى التحالف مع إسبانيا وطردت 45 ألف أسرة مغربية في عيد الأضحى
لم تتوقع الجزائر أن تتحقق نبوءة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو يقود ملحمة الفتح واسترجاع الأقاليم الجنوبية في 1975، بمشاركة 350 ألف متطوع ومتطوعة، ممن نجحوا في تحرير الصحراء من قبضة الاحتلال الإسباني، وبالتالي إحياء صلة الرحم مع إخوانهم في المناطق الصحراوية.
ولم تنتظر الجزائر طويلا، لتظهر سوء نيتها وحقدها الدفين تجاه المغرب ومؤسساته، إذ سارعت إلى التنسيق مع إسبانيا، من أجل تقسيم ثروات الصحراء واعتماد واجهة سياسية “للدولة الجديدة”، من خلال دعم مكشوف لجبهة البوليساريو.
ورغم أن إسبانيا وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 23 ماي 1975 تخبره فيها بإنهاء وجودها في الصحراء، إلا أنها ظلت تقود حرب الكواليس، من خلال تكوين جبهة مع الجزائر، لتنطلق في ما بعد مفاوضات بين بوليساريو والحكومة الإسبانية برعاية جزائرية، من أجل مواجهة المغرب.
وتؤكد العديد من الوثائق، أن إسبانيا كانت تأمل في التفاوض مع بوليساريو، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسبان المعتقلين أولا، وإرساء علاقات متينة مع مكون وهمي جديد ثانيا، خصوصا في ظل إعلان العديد من الفصائل الصحراوية مساندتها المطلقة للمغرب.
في المقابل، أغدقت الجزائر على جبهة بوليساريو الملايير من الدولارات، بغرض ضمان موطئ قدم في الصحراء، وتغليب موازين القوى لصالحها أثناء مواجهة الفصائل الصحراوية، التي استجابت لنداء الملك الراحل “إن الوطن غفور رحيم”، وأعلنت الوحدة مع المغرب، الذي يملك الشرعية القانونية والتاريخية لاسترجاع أقاليمه المغتصبة.
وأمام فشل الجزائر في إقناع الصحراويين بالتراجع عن الوحدة مع المغرب، طرد النظام الجزائري 45 ألف أسرة مغربية في 1975، كانت تقيم في الجزائر بشكل قانوني، ودون سابق إشعار، إذ اختار الرئيس هواري بومدين ترحيل المغاربة، تزامنا مع الاحتفاء بعيد الأضحى، ردا مقيتا على نجاح المسيرة الخضراء واسترجاع المغرب أقاليمه الصحراوية، بطرق سلمية وقانونية.
ومازال المرحلون المغاربة يعانون تبعات هذا السلوك المشين إلى الآن، بعدما وجدوا أنفسهم مضطهدين ومبعدين تجاه الحدود المغربية الجزائرية، ما خلف ندوبا نفسية لدى الكثير من الضحايا، الذين اضطروا إلى التخلي عن كل ما يملكون، بسبب تعسفات النظام الجزائري وسياسته الفاشلة.
وساهمت عملية ترحيل المغاربة في توتر العلاقة بين المغرب والجزائر رغم الهدنة، التي أعلنها المغرب في العديد من المناسبات، من أجل طي الخلافات والتركيز على بناء المغرب العربي وتنميته خدمة لشعوب المنطقة، بيد أن الجزائر مازالت مصرة على اختلاق الأعذار، وهي تنصب نفسها طرفا في الدفاع عن قضية وهمية، ضدا على إرادة الشعب الجزائري والعديد من السياسيين والحقوقيين.