الجزائر تتجه لخسارة معركتها مع كورونا بعد أشهر من الإغلاق

أعلنت الحكومة الجزائرية، الخميس، خطة طارئة لمحاصرة وباء كوفيد-19، مع احتمال العودة إلى الحجر في مناطق محدّدة، بعد تسجيل ارتفاع الإصابات في الأسبوعين الأخيرين.

ويأتي القرار الحكومي بعد أن سجلت تطورا مقلقا للوضعية الوبائية في البلاد حيث شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الحالات اليومية للعدوى بكورونا، وزيادة معدل الإصابة في بعض الولايات، وسرعة انتقال الفايروس الذي تعكسه النسبة العالية من العينات الإيجابية.

وأوضحت الحكومة أن هذا التصاعد للجائحة يجد تفسيره في التراخي الواضح بالتزام الـمواطنين باليقظة، والتخلي عن ردود الفعل الاحترازية، وعدم احترام التدابير الـمانعة لاسيما الارتداء الإجباري للقناع الواقي، واحترام التباعد الجسدي، ونظافة الأيدي.

ولذلك تم إعداد ” مخطط عمل استعجالي فوري، مع تدابير دقيقة وتدريجية من أجل احتواء انتشار الوباء”.

وتنص خطة الحكومة على “تعزيز تدابير الوقاية في جوانبها الـمتعلقة بالصحة والسلامة ووضع إستراتيجية اتصال أكثر فعالية وتحسيس أقوى للـمواطنين” و”التطبيق الصارم للتدابير القانونية القسرية”.

وأكدت الحكومة أنها ستفرض عقوبات مالية كبيرة ضد الأفراد والشركات تصل حتى السجن لكل من يخالف تدابير الوقاية، مشددة على إمكانية غلق أي محل تجاري لا يحترم وضع الكمامة أو عدد الأشخاص المسموح بهم في المحل أو حتى دخول الأطفال.

ولم تستبعد الحكومة اللجوء إلى اتخاذ مزيد من تدابير الحجر الاستهدافية إذا استمر الوضع الوبائي في التدهور، وكلفت مختلف الوزارات بمنع تنظيم الـملتقيات أو الندوات أو الاجتماعات أو أي تجمع آخر، يشكل عوامل لانتشار الوباء، وذلك إلى غاية إشعار آخر.

وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد ندّد، الأحد، بـ”استرخاء” الشعبي على صعيد التقيّد بتدابير الوقاية من كوفيد-19، حاثا المواطنين والمواطنات على مضاعفة اليقظة والبقاء متضامنين، ومواصلة مكافحة الفيروس كورونا بكل حزم.

ومنذ 24 مايو، أصبح وضع الكمامة إجباريا في كل مكان وحتى في الشارع والسيارة، لكن الالتزام بهذا الإجراء تلاشى مع مرور الأسابيع كما لاحظت الحكومة.

وقالت الحكومة “هذا التصاعد للجائحة يجد تفسيره في التراخي الواضح بالتزام الـمواطنين باليقظة، والتخلي عن ردود الفعل الاحترازية، وعدم احترام التدابير الـمانعة لا سيما الارتداء الإجباري للقناع الواقي، واحترام التباعد الجسدي، ونظافة الأيدي”.

وأشارت إلى أن من أسباب “عودة ظهور البؤر”، التجمعات وعدم الامتثال للبروتوكولات الصحية خصوصا في وسائل النقل والمتاجر والأماكن العمومية.

وبعد أسابيع من الانخفاض المتواصل في عدد الإصابات بفايروس كورونا المستجد، عاد العدد ليرتفع خلال الأسبوعين الماضيين. وكلها حالات محلية إذ إن الحدود ما زالت مغلقة منذ مارس.

وبحسب وزارة الصحة، سجلت الجزائر التي يقطنها 44 مليون نسمة نحو 60 ألف إصابة بالوباء منذ أول حالة في شباط/فبراير، منهم نحو 20 ألف وفاة.

وقررت الحكومة كذلك “إعادة تعبئة الـمؤسسات الصحية من أجل تركيز أنشطتها” من أجل “التكفل من باب الأولوية بالمرضى المصابين بفيروس كورونا” المستجد، بحسب البيان.

وتأتي هذه الإجراءات غداة عودة طلاب الثانويات والإكماليات إلى الدراسة بعد ثمانية أشهر من التوقف، وسبقهم تلاميذ المدارس الابتدائية قبل أسبوعين.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية، الثلاثاء، أن الرئيس عبدالمجيد تبون مصاب بوباء كورونا وهو الآن يعالج في مستشفى في ألمانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: