برلمانيون يطلقون «نداء استغاثة» لإنقاذ شرق المغرب من انهيار المنظومة الصحية بسبب تضاعف أعداد الإصابات والوفيات

على إثر تسجيل أرقام مرتفعة فيما يخص الوفيات والإصابات بسبب فيروس «كوفيد 19» في شرق المغرب، وجه ثلاثة برلمانيين من الفريق الاشتراكي في مجلس النواب المغربي ملتمساً إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الصحة، يلتمسون من خلاله التدخل بشكل عاجل قصد إحداث مستشفى ميداني في جهة الشرق، وتوفير التجهيزات والمعدات والكوادر الطبية اللازمة للقيام بتدخل مستعجل للتخفيف من حدة التداعيات الخطيرة لتفشي فيروس كورونا.
ودعا النواب في نداء الاستغاثة إلى إنقاذ ساكنة الجهة على إثر انهيار المنظومة الصحية، حيث بات شبح الموت يتهددها، خاصة وأنها شهدت اختلالات عميقة بفعل الإكراهات المذكورة سلفاً، وضعف السياسة الصحية، مما أدى إلى تدني الخدمات الصحية، جراء قلة التجهيزات والمعدات الطبية، والوضعية الصعبة للبنايات، والخصاص الحاصل في الموارد البشرية.
وأشار البرلمانيون إلى أن قرار تخصيص المستشفى الجهوي الفارابي في وجدة للحالات الخطيرة، رغم نجاعته في توفير أماكن إضافية للمصابين بالفيروس، إلا أنه ساهم في غياب العرض الصحي الموجه لمختلف المرضى المصابين بأمراض أخرى، وبالتالي منعهم من الولوج إلى العلاج وانتظار المصير المجهول في المنازل والشوارع.في السياق نفسه، وجّه النائب البرلماني الاستقلالي، عمر حجيرة، سؤالاً شفوياً آنياً إلى رئيس الحكومة، أكد من خلاله أن جهة الشرق عموماً وإقليم وجدة على وجه التحديد، سجلت خلال الأسابيع والأيام الأخيرة أرقاماً جد مرتفعة من حيث عدد الإصابات بفيروس «كوفيد 19». وشدد على أنه سبق له أن نبه الحكومة في مناسبات عدة، إلى خطورة الوصول إلى وضعية غير متحكم فيها في كل مستشفيات أقاليم الجهة وخاصة مستشفى «الفارابي» والمستشفى الجامعي «محمد السادس».كما أكد أن سكان الجهة الشرقية تعيش وضعاً مقلقاً بسبب الارتفاع الملحوظ في عدد الوفيات، حيث قال: «سجلنا خلال هذا الأسبوع دائماً رقماً قياسياً وطنياً، بالنظر إلى عدد السكان 20 حالة وفاة في يوم واحد (السبت 31 أكتوبر) الجهة عرفت 80 حالة وفاة، وإقليم وجدة وحده 21 حالة، وهي أرقام كذلك غير مسبوقة وخطيرة، إذ فجعت العديد من الأسر، والفيروس أصبح شبحاً مرعباً ومخيفاً كلما دخل إلى أي بيت».
وتابع المتحدث ذاته قائلاً: «اليوم سكان جهة الشرق ومدينة وجدة تطالب الحكومة لكي تتحمل مسؤوليتها وتقف إلى جانب المواطنات والمواطنين لحماية صحتهم وحقهم في الحياة، ولكي تهتم بهم رغم أننا نتفهم كل الإكراهات والصعوبات. الجهة  في حاجة إلى الأسرّة الخاصة بالتنفس الاصطناعي، وفي حاجة إلى الأوكسجين، وفي حاجة إلى الأدوية، خاصة المتعلقة بالبروتوكول الخاص بفيروس «كوفيد 19» والطاقة الاستيعابية للمستشفيات وصلت إلى مداها». يشار إلى أنه سجلت في جهة الشرق عشية أول أمس 14 وفاة و262 حالة إصابة بالفيروس خلال 24 ساعة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: