ألمانيا تعزز تشريعاتها في مواجهة العنصرية

صرحت وزيرة العدل الألمانية كريستينا لامبرشت بأن حكومتها تعتزم حذف مصطلح العرق من القانون الأساسي وتسعى لاستبداله بصياغة جديدة للحماية من العنصرية، فيما يؤرق تنامي جرائم الكراهية أجهزة الاستخبارات الألمانية.

وقالت لامبرشت لصحيفة أوجسبورجر ألجيماينه الألمانية في عددها الصادر الاثنين ”هناك اتفاق تام على أنه ليست هناك أعراق مختلفة من الناس”.

وأكدت أنه يجب “تنقيح” القانون الأساسي في هذا الموضوع، موضحة أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا اتفق على ذلك.

وأشارت لامبرشت إلى المادة الثالثة بالقانون الأساسي التي جاء بها “ليس مسموحا بتهميش أو تفضيل أي شخص بسبب جنسه أو نسبه أو عرقه أو لغته أو موطنه أو أصله أو عقيدته أو تصوراته الدينية أو السياسية”.

وأوضحت الوزيرة الألمانية أنه تم إدخال مصطلح العرق في عام 1949 من أجل النأي عن الأيديولوجية العنصرية النازية، ولكنها أشارت إلى أن استخدام المصطلح من منظور هذا اليوم يمكن أن يؤدي إلى “حالات سوء فهم”، وأوضحت أنه لهذا السبب يتم انتقاده.

الإرهاب العنصري في بلدان أوروبا الغربية زاد 320 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية

وقالت لامبرشت إنه يجب ألا يتم حذف المصطلح من الدستور دون استبدال، وأكدت قائلة “القانون الأساسي يجب أن يحمي من العنصرية دون التحدث خلال ذلك عن العرق”.

وتشير بيانات مؤشر الإرهاب العالمي الصادرة في نوفمبر 2019 إلى أن “الإرهاب العنصري في بلدان أوروبا الغربية زاد 320 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية”، فيما يؤكد مدير وكالة الاتحاد الأوروبي مايكل أوفلاهرتي أن “العنصرية القائمة على العرق ولون البشرة لا تزال آفة منتشرة في دول الاتحاد الأوروبي”.

وأطلقت المفوضية الأوروبية في وقت سابق خطة عمل مناهضة للعنصرية بهدف تكثيف جهودها لمكافحة العنصرية داخل الاتحاد الأوروبي.

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي المكلفة بملف القيم فيرا يوروفا إن “التقدم الذي جرى إحرازه في إطار مكافحة العنصرية والكراهية في أوروبا ليس كافيا ولكننا نأمل أنه مع الوقت والمزيد من الجهود يمكننا تغيير الوضع في أوروبا”. وأضافت “هذا هو هدف خطة العمل الجديدة ولن نتردد في التحرك، بما في ذلك تعزيز تشريعاتنا وإنفاذ القوانين بقوة”.

وتعكس الخطوة جدية المخاطر المحدقة بالمجتمعات الأوروبية متعددة الثقافات والأديان والأعراق، لاسيما بعد تنامي المدّ الشعبوي داخل بلدان التكتل التي باتت تسجل أرقاما مفزعة في نسب الجرائم ذات الصلة بالتمييز العنصري وكراهية الأجانب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: