وسط تكتم وتضارب حول وضعه الصحي.. “رصد الوفد المرافق للرئيس الجزائري” في هذه المدينة الألمانية
ما يزال التكتم سيد الموقف، حيال وضعية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي نقل إلى ألمانيا لإجراء “فحوص طبية معمقة” بعد أيام من الاشتباه بإصابات بكوفيد-19 في محيطه.
وكان بيان حكومي جزائري قد أوضح أنّ تبون (75 عاما) نقل إلى الخارج “بناء على توصية الفريق الطبي”. وكذلك أعلنت الرئاسة الجزائرية مساء الثلاثاء الماضي أنّ الرئيس الجزائري الذي بدأ حجراً صحياً السبت الماضي، نقل إلى مستشفى عسكري في العاصمة الجزائرية، لينقل بعدها إلى ألمانيا. ونقل التلفزيون الرسمي البيان، وفيما لم تحدد الرئاسة الأسباب الدقيقة لدخوله المستشفى في الجزائر العاصمة أو أسباب نقله إلى ألمانيا، لكنها أعلنت أن تبون كان قد وضع نفسه “طوعا” في العزل لمدة خمسة أيام بعد الإصابة المحتملة لعدد من كبار المسؤولين في الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا المستجد.
وسائل الإعلام الألمانية أكدت بدورها وصول الرئيس الجزائري إلى ألمانيا للعلاج، دون الإشارة إلى وضعه الصحي أو مكان تواجده. لتلزم بعدها الصمت تماما. وعلى مدار يومين لم تصدر الخارجية الألمانية أية تصريحات حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري، في حين لمحت مصادر مطلعة أن هذا قد يكون بناء على طلب الجزائر، من أجل ضمان صحة وسلامة الرئيس تبون.
وفي حين قالت قناة “الجزيرة” عبر مراسلها في ألمانيا (وهو جزائري) إن الرئيس تبون متواجد في مستشفى عسكري في مدينة كولونيا الواقعة في ولاية شمال الراين فيستفاليا، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مكذوبا على لسان الصحيفة الألمانية فرانكفورتر نويه بريسه، يفيد بأن الرئيس تبون دخل في غيبوبة، وهو في حالة موت سريري. ومن أجل تقصي الحقائق، قام طاقم الجريدة بالبحث داخل الموقع الإلكتروني للصحيفة الألمانية، وبمراجعة النسخ المطبوعة من الصحيفة، ولم تجد تأكيدا لأية أخبار منسوبة إلى الرئيس الجزائري أو تتحدث عن صحته.
الخبر الوحيد الذي نشرته الصحيفة الألمانية، كان كغيرها من الصحف في ألمانيا يفيد بقدومه إلى مستشفى ألماني للعلاج.
مصادر في الجالية الجزائرية في ألمانيا أكدت لمشاهدة الوفد المرافق للرئيس الجزائري في أحد فنادق بون، وهو ما يرجح وجود الرئيس تبون في بون
مصادر في الجالية الجزائرية في ألمانيا أكدت مشاهدة الوفد المرافق للرئيس الجزائري في أحد فنادق بون، وهو ما يرجح وجود الرئيس تبون في بون، العاصمة السابقة لألمانيا الغربية، وليس في مدينة كولونيا القريبة منها، إذ أنه من غير المعقول أن يكون الوفد المرافق للرئيس في مدينة والرئيس تبون في مدينة أخرى، كما أن تحركات الوفد المرافق كانت طبيعية ولم تشر إلى وجود حالة طوارئ بما يمس صحة الرئيس، وهو ما قد يشير إلى أن صحته مستقرة حاليا.
مراسلة الجريدة بألمانيا بحثت عبر المواقع الإلكترونية الألمانية عن أماكن المستشفيات العسكرية الكبيرة والمتخصصة في ألمانيا، ولم يكن هناك أي مستشفى عسكري كبير ومتخصص قريب من مدينة كولونيا، يمكن أن يكون مغريا دوليا للقدوم إليه، وهو ما يزيد من التأكيد أن الرئيس الجزائري متواجد في مدينة بون.
وبعد البحث والتحري لحال المستشفيات الطبية في مدينة بون، فإن المستشفى الجامعي لمدينة بون UNIKlink Bonn، هو الأفضل والأكثر تجهيزا، حيث يعد هذا المستشفى العريق من أكبر المستشفيات في المدينة، ويعد مقصدا للعديد من المرضى من دول العالم المختلفة. ويقع المشفى الجامعي على تلة وبالقرب من محمية طبيعية، وذلك لضمان صحة المرضى، كما يضم المستشفى في جنباته 37 عيادة تخصصية و31 معهدا لأبحاث الطب ويعمل به حوالي ألف طبيب مختص بدوام كامل، كما أنه يضم أدق وأفضل الأجهزة الطبية والتقنية. يشار إلى أن مراسلتنا حاولت الاتصال بالمشفى الجامعي في بون من أجل التأكد من وجوده هناك، إلا أن المستشفى لم يقدم أية معلومات تؤكد أو تنفي هذه المعلومة.
وعشية الاستفتاء على تعديل الدستور في الجزائر، يبقى الوضح الصحي للرئيس عبد المجيد تبون في ألمانيا مثار التساؤل، وسط تكتم كبير حول حالته الصحية، دون معرفة أسباب هذا التكتم.