حالة تأهب قصوى في فرنسا… واستمرار الاحتجاجات ضد ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف: «حرب بربرية إسلامية تستهدفنا»

لاقت جريمة القتل المتهم بتنفيذها شاب تونسي يدعى محمد العيساوي (21 عاماً) تنديداً على مستوى دولي، لا سيما من الدول الإسلامية، إلا أن التصريحات الفرنسية التي اعتبرها الكثيرون عنصرية ضد المسلمين، أشعلت احتجاجات في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

وخرج عشرات الآلاف من المسلمين في باكستان وبنغلادش وفلسطين ولبنان واليمن، أمس الجمعة، في مظاهرات احتجاج على تصريحات ماكرون والرسومات المسيئة للنبي محمد.

ترامب يمنع دخول لاجئين من دول لا علاقة لها بالهجوم… وتنديد عالمي بجريمة نيس

وتظهر فرنسا تأهباً بعد وقوع الجريمة التي وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«الهجوم الإرهابي الإسلامي»، إذ قال قائد الشرطة في مدينة نيس الفرنسية، أمس الجمعة، إن المواقع المسيحية والحكومية الفرنسية معرضة لهجمات المتشددين، بعد أن قتل مهاجم يحمل سكينا ثلاثة في كنيسة بالمدينة.
ودفع الهجوم الذي وقع الخميس الحكومة إلى رفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى في مختلف أنحاء الأراضي الفرنسية.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إنه سيتم نشر مزيد من الجنود لحماية الأماكن الرئيسية مثل دور العبادة والمدارس. وأعلنت الشرطة المحلية حالة التأهب القصوى أيضا. وقال ريشار جانوتي: «نحن في وضع يتمدد فيه الخطر الإرهابي أكثر وأكثر. أي رمز للجمهورية أو المسيحية هدف محتمل». وأضاف «يتعين علينا توخي الحذر. يتعين علينا الانتباه».
وقتل شاب مسلح بسكين ثلاثة أشخاص صباح الخميس في غضون دقائق في كنيسة نوتردام دو لاسومبسيون، في قلب مدينة نيس في جنوب شرق فرنسا. والضحيتان هما امرأتان، إحداهما في الستين من العمر والأخرى أربعينية وتحمل الجنسية البرازيلية، وقندلفت الكنيسة المقدسة الذي يبلغ من العمر 55 عاما.
وقال جان فرانسوا ريكار المدعي العام لمكافحة الإرهاب، المسؤول عن التحقيق، للصحافيين، إن منفذ الهجوم الذي أصيب بجروح خطيرة على يد الشرطة ونقل إلى المستشفى، تونسي يبلغ من العمر 21 عاما، وصل إلى فرنسا في أكتوبر بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 سبتمبر. وأعلن مصدر قضائي أن رجلا يبلغ من العمر 47 عاما، يشتبه في أنه كان على صلة به، أوقف قيد التحقيق لدى الشرطة مساء الخميس. لكن مصدرا قريبا من الملف دعا إلى توخي الحذر بشأن طبيعة المبادلات بينهما. وأعلنت تونس أيضا التي نددت بالهجوم بشدة فتح تحقيق.
وبعدما تمكن فريق من شرطة بلدية نيس من شل حركته، تقدم المهاجم نحو قوات الأمن»بطريقة تهديدية مرددا الله أكبر مما اضطرها لإطلاق النار»، بحسب المدعي العام. وأوضح ريكار أن المحققين وجدوا بالقرب منه مصحفين وهاتفين وسلاح الجريمة وهو «سكين طولها 30 سنتيمترا يبلغ طول شفرتها 17 سنتيمترا».
إلى ذلك، اعتبرت السياسية اليمينية في فرنسا، مارين لوبان، أن فرنسا تشهد «تسارعا دراماتيكيا لأعمال الحرب الإسلامية ضد فرنسا».
جاء ذلك في تغريدة للوبان قالت فيها: «التسارع الدراماتيكي لأعمال الحرب الإسلامية ضد مواطنينا وضد دولتنا يفرض على قادتنا ردا شاملا يهدف إلى اجتثاث الإسلامية من ترابنا». وأضافت لوبان في تغريدة منفصلة: «أفكارنا مع الضحايا وعائلاتهم، مع الكاثوليك ومواطني نيس الذين ضربوا مرة أخرى بالبربرية الإسلامية».

ووصل المشتبه فيه إلى فرنسا عشية الاعتداء، وقال شقيقه ياسين «هذا غير عادي»، مبدياً استغرابه من سرعة وصول إبراهيم (21 عاما) وقيامه بالهجوم. وقالت والدته: «عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية». وتابعت وعلامات الصدمة والذهول الشديدين بادية عليها أن ابنها «جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (حوالى 400 يورو) وأنشأ كشكا لبيع البنزين» على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية. وبدأ ابراهيم يلتزم الصلاة ويرتاد المسجد خلال السنوات الأخيرة.
وقالت والدته: «منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحدا» من أبناء الحيّ.
وتابعت: «كان قبل ذلك يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات… كنت أقول له لماذا تنفق أموالك ونحن محتاجون»، وكان يجيبها «إن هداني الله فسوف يهديني لروحي». وأبلغ إبراهيم العائلة بوصوله الأربعاء إلى فرنسا للبحث عن عمل. ويروي ياسين «وصل البارحة (الأربعاء) إلى فرنسا في حدود الساعة الثامنة ليلا.كان في إيطاليا وعمل في الزيتون ثم قرّر الذهاب الى فرنسا بحثا عن عمل».
وأكدت وزيرة الداخلية الإيطالية لوسيانا لامورجيز أمس الجمعة أنه لا يمكن بحال توجيه اللوم لحكومة بلادها لسماحها للعيساوي بدخول أوروبا.
وأتهم حزب الرابطة اليميني المتطرف المعارض لامورجيز بالتقاعس عن منع قدوم المهاجرين من أفريقيا. وقال الحزب إن لامورجيز تتحمل المسؤولية عن هجوم نيس. وأكدت لامورجيز أنه لا السلطات التونسية ولا المخابرات الإيطالية كانت تعتبر العيساوي تهديدا محتملا. وقالت للصحافيين: «لا مسؤولية علينا في ذلك».
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس عن تضامنه مع فرنسا، مندّداً بـ«اعتداءات إرهابية» مرفوضة. وكتب في تغريدة: «قلوبنا مع شعب فرنسا. أمريكا تقف مع أقدم حليف لنا في هذه المعركة». وأضاف: «يجب أن تنتهي فوراً هذه الاعتداءات الإرهابيّة الإسلاميّة المتطرّفة»، معتبراً أنّه «لم يعد بإمكان أي دولة، سواء كانت فرنسا أو غيرها، أن تتسامح معها». وتابع: «لقد علقت إدارتي دخول اللاجئين من الدول المعرضة للإرهاب كسوريا والصومال واليمن»، باعتبار ذلك رداً على الهجوم في نيس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: