جهود دبلوماسية تعزّز موقف المغرب في مواجهة الحركات الانفصالية
أعلن المغرب الثلاثاء عن عزم دولة الإمارات فتح قنصلية لها في مدينة العيون في الصحراء المغربية، ما يدعم الموقف المغربي الساعي لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على الأقاليم الجنوبية.
وثمّنت الرباط الخطة الإماراتية “الرائدة” في اتصال هاتفي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ناقشا فيه ملف فتح القنصلية.
وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن الشيخ محمد بن زايد أبلغ العاهل المغربي بنيّة بلاده فتح قنصلية عامة في مدينة العيون. ومن جهته، عبّر العاهل المغربي عن “شكره الجزيل وتقديره الكبير لولي عهد أبوظبي على هذا القرار التاريخي المهم الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه، خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء المظفرة”.
كما أعرب العاهل المغربي عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية تفتتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
ووصف القرار بأنه يجسد “موقف الإمارات الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية”.
وتأتي هذه الخطوة الإماراتية في وقت تكتسب فيه الدبلوماسية المغربية زخما من أجل الرد على تحركات البوليساريو الانفصالية حيث سبق أن فتحت ثماني دول أفريقية قنصليات لها في مدينة العيون في سياق محاولات المغرب لتوسيع الاعتراف الدولي بسيادته على أقاليم الجنوب.
وأشرف ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، ونظيرته في مملكة إسواتيني، ثوليسيل دلادلا، على افتتاح مقر القنصلية العامة للمملكة بمدينة العيون المغربية.
وافتتح وزير الخارجية المغربي والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزامبي، شالوي لومبي في ذات اليوم مقر القنصلية العامة لجمهورية زامبيا بمدينة العيون.
وبافتتاح قنصليتي دولتي إسواتيني وزامبيا تكون العيون قد استقبلت ثامن ممثلية دبلوماسية يتم تدشينها بعاصمة الصحراء المغربية خلال مدة لا تتجاوز السنة، فيما يصل العدد الإجمالي للقنصليات الأفريقية بالصحراء المغربية إلى 15 بعثة دبلوماسية.
ويرى مراقبون أن فتح الإمارات لقنصلية في مدينة العيون سيمهد لقيام العديد من الدول العربية الأخرى التي تدعم سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية بنفس الخطوة ما يعزّز الموقف المغربي دوليا في مواجهة الحركات الانفصالية.
وتأتي هذه التطورات بالرغم من قيام جبهة البوليساريو بحركات استفزازية من خلال تعطيل حركة السير في معبر الكركرات الحدودي حيث تتعامل الدبلوماسية المغربية مع قضية الصحراء بالكثير من الهدوء مقابل تصعيد الحركة الانفصالية التي باتت تفقد سردياتها حول أسباب الانفصال، الدعم.
وفي ظرف أشهر معدودة، شهدت مدينة العيون المغربية دينامية دبلوماسية مكنت من افتتاح قنصليات كل من جمهورية جزر القمر المتحدة والغابون وساو تومي وبرنسيب وأفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وبوروندي وصولاً إلى قنصليتي إسواتيني وزامبيا.
وشهدت مدينة الداخلة، نهاية الأسبوع الماضي، افتتاح قنصليات كل من جمهورية بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، وقبل ذلك تم افتتاح قنصليات دول غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا.
وتحوّلت العاصمة الرباط خلال الأسبوع الماضي والجاري إلى وجهة دبلوماسية للعديد من الدول الأفريقية، حيث جرى افتتاح سفارات أفريقية جديدة وتوقيع اتفاقيات مع عدد من دول القارة، في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب لتنمية القارة السمراء.
ويعد هذا التوجه الأفريقي وفقا لمراقبين حلقة جديدة من حلقات النجاح الذي يقوده العاهل المغربي منذ عقدين، ضمن رؤية متقدّمة تعتمد على التحرك السياسي العقلاني والمدعوم بركيزتي الاقتصاد والثقافة، والمنطلق من تفاعل مباشر مع دول القارة، سواء عبر جولات العاهل المغربي، أو من خلال النشاط الدبلوماسي المكثف وغض الطرف عن الاستفزازات التي تقوم بها البوليساريو.
ويخطط المغرب لجعل الصحراء المغربية قطبا دوليا للتنمية والاستثمار من خلال مشاريع تنموية واعدة أطلقها الملك محمد السادس وربط فيها المسؤولية بالمحاسبة لضمان سيرها بالشكل المطلوب.
ويبسط المغرب سيادته على 80 في المئة من مساحة الصحراء حيث اقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب البوليساريو بانفصالها. وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي متوافق عليه ينهي هذا النزاع.