قضية احتجاز “حمار” تلهب سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب

لم تهدأ بعد موجة السخرية التي أطلقها رواد العالم الافتراضي في المغرب، حول قيام مسؤولين محليين جنوب المغرب باحتجاز حمار، بدعوى أنه أكل عشب المجلس القروي.

القصة التي  أفادت بأنه بعد الجدل الذي أثاره احتجاز مجلس قروي في إقليم تارودانت (جنوب) حمارا في ملكية مواطن ، سبتمبر الماضي، استمع الدّرك الملكي (أمن الأرياف) إلى نائب رئيس المجلس وموظّف فيه وإلى المشتكي وشاهدين، قبل توجيه “القضية” إلى العدالة لتقول كلمتها فيها.

وكان المشتكي، وهو رئيس تعاونية فلاحية، وجه رسالة تظلم إلى محافظ تارودانت حول تضرّره مِن حجز حماره الذي يستخدمه في قضاء أغراضه اليومية، وطلب إجراء بحث دقيق في الموضوع، قائلا إنّه قد ترك حماره مربوطا داخل “حوش” مسكنه، ولا يعرف كيف فُكّ وثاقه ووصل إلى مقرّ المجلس القروي، ولا يعرف سبب تصويره.

ويعود هذا الملفّ إلى 21  يوليو الماضي، عندما احتجز أعوان المجلس القروي حمار مواطن بدعوى أكله عشب حديقة تجاور مقرّ المجلس، دون أن يتوفّر المجلس على محجز خاصّ، ممّا دفعهم إلى إيداع الحمار المسكين لدى مواطن آخر، قبل إطلاقه بعد 15 يوما عندما أثار الخبر جدلا.

وتوالت التعليقات الساخرة من الحكاية، فكتب أحدهم: “ينبغي أن يزج بهم في السجن، ولا يخرجون منه حتى يتكلم الحمار ويحكي الحقيقة كاملة، ويرد الحق إلى أصحابه”.

ورأى آخر أن هذه القضية “سوف یتم تدویلها، لتدخل في إطار مسؤولیات الأمم المتحدة الكفيل الوحید لحل أزمة الحمار الرهینة”.

في حين قال ثالث: “من يفهم لغة الحمير فليتفضل لحل اللغز وترجمة أقوال الحمار”.

وتساءل أحد المعلقين: “ماذا كان يأكل الحمار مدة الحجز؟ أم أنه كان مضربا عن الطعام لمدة 15 يوما كاملة. غريب هذا الأمر. أينك يا بريجيت باردو؟”.

ورأى تعليق آخر أن قصة احتجاز حمار البدوي من طرف السلطة “يمكن أن تصلح فيلما كوميديا لعادل إمام للتعبير عن تخلف بعض المسؤولين الذين يسيّرون مناطق نائية في المغرب، مثل صورة العمدة عند المصريين وكأننا في زمن القرن التاسع عشر أيام السيبة (التسيب)”.

وطرح معلق السؤال التالي: “لماذا لا نسمع عن احتجاز الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج؟ أم أن الحمار وصاحبه صارا أولوية قصوى في هذا البلد، حيث كل شيء فيه مقلوب رأسا على عقب؟”.

ونظم شاعر من وحي هذه الحكاية أبياتا قال فيها:

ذهب عنك يا بلدي الوقار/ حتى سجن فيك الحمار

فما شيء يغسل هذا العار/ سجن دابة في وضح النهار

عن عشب أكلته بلا اختيار/ لسياسة الحقد وهتك الستار.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: