الانتخابات المُقبلة تفتح سجالا قويا بين الحكومة المغربية والمعارضة

دشن رئيس الحكومة المغربية، سعدالدين العثماني، سجالا مع المعارضة حيث شن عليها هجوما عنيفا واصفا إياها بالمتكاسلة وغير الذكية، فيما رد عليه حزب التقدم والاشتراكية معتبرا أن أداء حكومته ’’رديء‘‘ وقراراتها ’’فجة‘‘ وأنها تركز على الانتخابات فقط.

وقال الحزب المعارض، إن حكومة العثماني منشغلة فقط بالمقاعد التي ستحصل عليها في الانتخابات المقبلة وذلك في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الذي يقوده العثماني.

وعبر العثماني خلال جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية الموجهة للحكومة حول السياسة العامة، مساء الاثنين، عن استغرابه من كون الملاحظات الواردة في مداخلات فرق المعارضة غير عميقة، بل أتت على شكل “كلام عام”، و”إطلاق الأحكام على عواهنها”، دون قراءة الأرقام والمؤشرات المرتبطة بالعمل الحكومي كما يجب.

وفي تصريح لـه، أكد البرلماني عن التقدم والاشتراكية، جمال كريمي بنشقرون، أن ’’رئيس الحكومة بصفته ومكانته الدستورية يجب أن يكون مسؤولا وعلى مقدرة من التفاعل الإيجابي، من خلال الإنصات والتجاوب مع المعارضة، وتصرفه خلال جلسة الأسئلة الشفوية يعد نشازا ومنساقا في اتجاه التجريح بهدف الاستفزاز‘‘.

وأشار بنشقرون إلى أن ما قام به رئيس الحكومة ’’أمر غير مقبول‘‘ و’’على الحكومة أن ترد بنتائج عملها على انتقادات المعارضة التي تتصف بالقوة والعنف أحيانا بطبيعتها، محملة بأوصاف وألفاظ مختلفة تدخل في خانة التعبير السياسي المعارض، عوض الانجرار خلف الموجة والسقوط في التجاذبات السياسية‘‘. وشدد رئيس الحكومة على أن احتساب القاسم الانتخابي على أساس قاعدة المسجلين، سيشكل تراجعا حقيقيا عن مختلف المكتسبات، التي حققها المغرب طوال العقدين الأخيرين، وذلك في تطوير منظومته الانتخابية مشيرا إلى أنه يخشى من أن توخي هذا التوجه، سيجعل المغرب يصنف من الدول الهجينة ديمقراطيا.

وقد وجه البرلمانيون من أحزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة (المعارضة)، انتقادات شديدة اللهجة إلى سعدالدين العثماني، معتبرين أن الظرفية لا تسمح بجر النقاش نحو الانتخابات، والمواطن المغربي في ظل الجائحة له أولويات أخرى، مثل ضمان قوته اليومي وتوفير الخدمات الصحية.

وفي هذا السياق، رفض حزب الاستقلال ما قاله العثماني، حيث اتهم الحكومة بالكسل، موردا أن الغالبية الحاكمة غير منسجمة وفشلت في تدبير مرحلة ما بعد الحجر الصحي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

أحزاب المعارضة تبرر دفاعها عن القاسم الانتخابي الجديد على أساس عدد المسجلين وليس المصوتين، بأنه ضمان للتعددية الحزبية وحق أكبر عدد من الأحزاب للدخول إلى البرلمان

وأكد عبدالعزيز لشهب البرلماني عن حزب الاستقلال، أن هناك صراعا بين مكونات الحكومة حول من سيتصدر الانتخابات المقبلة ومن سيترأس الحكومة، وهذا يضيع زمنا سياسيا كان الأجدر أن ’’تبرمجوه لتدبير شؤون المواطنينن‘‘. ولفت لشهب إلى أن أحزاب الحكومة ومنها العدالة والتنمية انشغلت بالقاسم الانتخابي عن ’’القسم الذي أدّيتموه لخدمة قضايا المواطن‘‘.

وتبرر أحزاب المعارضة دفاعها عن القاسم الانتخابي الجديد على أساس عدد المسجلين وليس المصوتين، بأنه ضمان للتعددية الحزبية وحق أكبر عدد من الأحزاب للدخول إلى البرلمان، فيما يرفض العدالة والتنمية هذا المقترح بذريعة أنه سيؤثر سلبا على الديمقراطية التمثيلية ومساعدة الأحزاب التي لا تستطيع أن تكسب الأصوات الكافية لتحقيق مقاعد في البرلمان.

وعلق البرلماني عن التقدم والاشتراكية، جمال كريمي بنشقرون، بأن ’’الحكومة تهرب من الخوض في النقاش حول تنفيذها لبرنامجها الحكومي، أمام قيام البرلمان بدوره الرقابي‘‘، مستغربا من أنه عوض أن يكون الفاعل الحكومي موضوعيا في أجوبته، نجده يتهرب من الاعتراف ببعض القصور والعجز الذي يعتبر أمرا واقعا، وبالتالي يصعب عليه تقبل انتقادات فرق المعارضة البرلمانية في هذا الشأن، ويقابل ذلك بالتعنت والرد المضاد.

وفي سياق رده على المعارضة، شدد العثماني على أن حكومته “إبداعية”، و”إلا لم نكن لنستطيع التحكم في كورونا، على الرغم من أن الأرقام مقلقة ولكن عموما متحكم فيها”، موضحا أن حصيلة حكومته إيجابية واصفا إنجازاتها بـ”المشرفة”.

ولكن كتلة الأصالة والمعاصرة، أكبر حزب معارض، أوردت أن الحكومة ساهمت بشكل مباشر في “الحالة المزرية” التي وصلت إليها البلاد و”التي تعاني منها كل القطاعات، بل والأكثر من ذلك ظلت تتفرج على قطاعات تحتضر أمام أعينها ولم تحرك ساكنا”.

وسجل رشيد العبدي، رئيس الكتلة النيابية للأصالة والمعاصرة، موجها انتقاده لرئيس الحكومة، أنه “عوض الانكباب على هموم المواطنين والمواطنات، أعطيتم الأسبقية للانخراط في مواضيع ثانوية لا تحظى بالأولوية لدى الشعب” وفي مقدمتها مناقشة تقنيات الانتخابات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: