شينكر في المغرب لتعزيز التعاون مع “الشريك الوثيق”

حل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الاثنين بالرباط في ثاني زيارة لمسؤول أميركي إلى المغرب خلال أقل من شهر، ما يعكس اهتماما متزايدا لدى واشنطن  بتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع هذا البلد المغاربي ودعم روابطهما السياسية والأمنية والاقتصادية.

وبحث شينكر خلال اجتماعه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ووصف مساعد وزير الخارجية الأميركي المغرب بـ”الشريك الوثيق” للولايات المتحدة في عدد من القضايا الأمنية، إذ تشارك سنويا في أكثر من 100 عملية عسكرية أميركية، بما في ذلك (الأسد الإفريقي).

وفي هذا الصدد ذكّر شينكر بزيارة وزير الدفاع مارك إسبر الأخيرة للرباط وتوقيعه لخارطة طريق ثنائية للتعاون في مجال الدفاع تغطي عشر سنوات، والتي تشكل بحسب الدبلوماسي الأميركي “رمزا لتعاوننا الاستراتيجي طويل المدى”.

وقال المسؤول الأميركي إن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط باتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة حيث تعتبر المملكة “بوابة عبور إلى القارة”، إذ تحتضن المملكة أكثر من 150 شركة أميركية توفر فرص عمل مهمة.

وتبدي الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة تركيزا لافتا على شمال أفريقيا، في ظل احتدام المنافسة الدولية على المنطقة وبروز لاعبين جدد، مستغلين الأزمة الليبية والصراعات في منطقة الساحل.

وتراهن واشنطن على دور متقدم للرباط في التوصل لتسوية في ليبيا، وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي إن بلاده “تقدر دعم المغرب المستمر لجهود الأمم المتحدة في ليبيا، وتتطلع إلى تحقق نتائج إيجابية من الحوار الليبي الذي تقوده المنظمة الأممية بهدف تشكيل حكومة انتقالية جديدة وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات”.

واحتضن المغرب العديد من الاجتماعات التي جمعت بين الفرقاء الليبيين كان آخرها في مدينة بوزنيقة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.

ويشدد المغرب على أهمية تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة كطرف فاعل في دفع العملية السياسية.

ولفت شينكر إلى أن بلاده “تدعم بقوة منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تيسره الأمم المتحدة باعتباره سبيلا للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي شامل للصراع في ليبيا”.

ويعتبر المغرب شريكا استراتيجيا لواشنطن في المنطقة، كما يؤكد ذلك التعاون العسكري الوثيق بين البلدين من خلال الصفقات التسليحية والتمرينات العسكرية المشتركة وبرامج التدريب.

وتشمل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تعكس تحالفا متينا وعريقا، جوانب أخرى على مستوى الدبلوماسية والاقتصاد، فضلا عن التبادل الثقافي والإنساني.

وقد أرسى الجانبان العديد من الأدوات لتستفيد هذه الشراكة من كافة إمكاناتها، لا سيما الحوار الاستراتيجي، والمجلس الاستشاري للدفاع، واتفاق التبادل الحر، فضلا عن ميثاقي تحدي الألفية.

ويقوم شينكر بزيارة إلى المغرب في إطار جولة استهلها من بيروت ويختتمها بالمملكة المتحدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: