التأثير النفسي والمعلومات الخاطئة عن كورونا يربكان الصحافيين

يعاني الصحافيون كثيرا من الآثار النفسية التي تتسبب بها التقارير التي يعدّونها والمرتبطة بكوفيد – 19، إضافة إلى التداعيات المختلفة للوباء بدءا من الإرهاق بسبب العمل لساعات إضافية، إلى تسريح البعض من وظائفهم، ومواجهة انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، مما أدّى إلى ارتفاع الضغط الذي يعاني منه الصحافيون في مهنة تواجه مستقبلا غامضا.

ووفق دراسة حديثة أجراها المركز الدولي للصحافيين ومركز “تاو” للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا بسبع لغات، من بينها اللغة العربية، فإن 70 في المئة من الصحافيين المشاركين قالوا إن التأثيرات النفسية أكبر تحدّ يواجههم أثناء الجائحة. واختار 80 في المئة من الصحافيين تأثيرا نفسيا سلبيا واحدا على الأقل، بما في ذلك القلق والإرهاق وصعوبة النوم والشعور بالعجز.

وتضمّنت الدراسة حول الصحافة والجائحة استكشافا لآثار كورونا على الصحة الجسديّة والنفسيّة للصحافيين، إلى جانب انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، والآثار الاقتصادية للجائحة على غرف الأخبار، والتغيرات التي طرأت في طريقة عمل الصحافيين، والتحديات التي تواجه حرية الصحافة.

وقال الباحثون في الدراسة وهم الدكتورة جولي بوسيتي، مديرة الأبحاث العالمية في المركز الدولي للصحافيين، والبروفيسورة إميلي بيل المديرة المؤسسة لمركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، والباحث بيتي براون في مركز تاو، إنّ “التقرير يوضح كيف يعمل الصحافيون في بيئات مالية وجسدية ونفسية شديدة الضغط خلال تفشي الجائحة”، ولفتوا إلى أنّ “هذه هي الفترة الأكثر صعوبة التي تمرّ بها الصحافة”.

وذكر التقرير أن المسؤولون عن المؤسسات الإعلامية لم يستطيعوا تأمين الدعم الكافي للصحافيين خلال هذه الفترة التي يواجهون فيها التحديات، إذ قال أكثر من 70 في المئة من الصحافيين إنّ أصحاب العمل لم يتمكنوا من تأمين مرونة في ساعات العمل أو توفير إجازة أو دعم اجتماعي.

كما أنّ دعم الصحة الجسديّة للصحافيين لم يكن كبيرا، على الرغم من الأزمة الصحية العالمية، إذ يوجد واحد من كل أربعة مشاركين في الاستبيان يذهبون إلى إعداد تقارير ميدانيّة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، كما شكا بعضهم من عدم توفير المؤسسات الإعلامية معدات الحماية والوقاية الكافية من أجل إعداد تقارير ميدانية، وقال 45 في المئة من المشاركين إنّ المؤسسات لم تزوّدهم بكمامات خلال إجرائهم مقابلات.

نصف الصحافيين غير راضين عن استجابة المنصات الاجتماعية لبلاغاتهم حول الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة

وحذرت منظمة الصحة العالمية في فبراير من أنّ العالم لا يحارب فيروسا قاتلا فحسب، بل يواجه أزمة معلومات أيضا، ما حتّم على الصحافيين بذل جهود إضافية لتقديم معلومات واقعية لجمهورهم. وقال أكثر من 80 في المئة من المشاركين إنّهم يواجهون معلومات مضللة بشكل أسبوعي.

وتنتشر المعلومات المضللة بشكل أكبر على فيسبوك بنسبة 66 في المئة، ثمّ على تويتر بنسبة 42 في المئة، وبنسبة 35 في المئة على واتساب. وقام 82 في المئة من المشاركين  بإبلاغ منصات التواصل الاجتماعي عن معلومات مضللة عثروا عليها، لكن نصفهم تقريبا قالوا إنهم إما غير راضين وإما غير راضين تماما عن استجابة المنصات.

ويأتي المواطنون العاديون في المرتبة الأولى كمصدر للمعلومات المضللة، فيما يأتي القادة السياسيون والمسؤولون المنتخبون في المرتبة الثانية.

وبيّن التقرير أنّ 29 في المئة من الصحافيين يقومون بتقصي الحقائق ويستخدمون أدوات التحقق الرقمية لمكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنتشر تزامنا مع كورونا، فيما قال عدد من الصحافيين إنهم بحاجة إلى إجراء تدريب إضافي لمكافحة الجائحة بالشكل المناسب. واعتبر 70 في المئة من المشاركين أنّ الصحافيين بحاجة ملحّة للمشاركة في تدريبات متقدمة في التحقق من المعلومات وتقصي الحقائق.

وتسببت الجائحة في إلحاق أضرار اقتصادية كبيرة بغرف التحرير. وقام باحثون وصحافيون حول العالم بتوثيق تأثير فايروس كورونا في الموارد مثل المورد الخاص بمركز تاو وقائمة بوينتر حول تسريح العمال في الولايات المتحدة والإجازات والإقفال، بالإضافة إلى قصص حول التخفيضات والتغييرات، في غرف الأخبار الأفريقية على سبيل المثال.

وتوضّح النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن هذه الأزمة الاقتصادية تشغل الصحافيين، الذين قال ثلاثة من كل أربعة منهم إنّ من أولوياتهم الاستمرار في نشر الأعمال الصحافية خلال تفشي كورونا، فيما أوضح أربعة من كل خمسة مشاركين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات حول الشؤون المالية لغرفة الأخبار التي يعملون فيها، أنّ هناك انخفاضا في الإيرادات بنسبة 50 في المئة على الأقل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: